الإسلام كرم المرأة



علي هيثم
2008 / 4 / 6

أغرب تعبير سمعته في حياتي هو:"الإسلام كرم المرأة"
وفي كل مرة أسمع هذه الجملة أتساءل مع نفسي ربما أنني مقصر ولم أطلع بما فيه الكفاية على مكانة المرأة في الإسلام وعلى وضعها الاجتماعي والسياسي من خلال الواقع والتاريخ والشواهد التاريخية التي ربما تبين مدى التكريم الذي حظيت به بنات حواء من طرف المسلمين.
وصراحة لم أعثر على أي شاهد يذكر يدل على أن المرأة تبوأت مثلا منصب الخلافة أو منصب الوزارة في تاريخ الخلافة الإسلامية.أو كانت فقيهة ذات مذهب...أو ذات تأثير.وهل هذا ممكن لدى مجتمع آمن بالنصوص التالية في ماضيه ولا زال يتمسك بصحتها في حاضره:
أ)لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
ب) شاورا النساء وخالفوهن فإن خلافهن بركة
ج)لولا المرأة لدخل الرجل الجنة
د)لولا النساء لعـُبـد الله حق عبادته
ه)طاعة المرأة ندامة

كل ما عثرت عليه في التراث الإسلامي نصوصا كثيرة تهين المرأة عوض أن تكرمها كما يدعون سأحاول استعراض أهمها:
1)الرجال قوامون على النساء (النساء 34)
2)للذكر مثل حظ الأنثيين (النساء 11)
3)انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم(النساء 3)
4)أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء (النساء 43)
5) أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء(المائدة 6)
6)واللاتي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن (النساء 34)
7)وللرجال عليهن درجة (البقرة 228)
8)واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى( البقرة 282)
9). "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.." (آل عمران، 13)
هذه تسع آيات كريمة ومعناها بين واضح ولمن غاب عنه معناها عليه بالتفاسير المعتمدة وليس بتأويلات شيوخ مدلسين,همهم لي عنق الآيات لتصير مسايرة لأهوائهم.
ولنستعرض بعض الأحاديث والنصوص التراثية مما خلفه السلف الصالح:
10)"أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" رواه الترمذي.
11)عن أبي هريرة أن النبي قال:"والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها زوجها" وفي رواية أخرى "إذا باتت المرأة مهاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة"
هذا في الوقت الذي يسمح له هو بالمبيت مع ضراتها الأربع أو مع ملكات اليمين
12) رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رأى امرأة فأتى امرأته ‏ ‏زينب ‏ ‏وهي ‏ ‏تمعس ‏ ‏منيئة ‏ ‏لها ‏ ‏فقضى حاجته ‏ ‏ثم خرج إلى أصحابه فقال ‏ ‏إن المرأة تقبل في صورة شيطان ‏ ‏وتدبر ‏ ‏في صورة شيطان. وعن ابن مسعود أن النبي (ص)قال:"المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان"
13)لا يجوز للمرأة ان تسافر بدون مرافق لها من المحارم:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها"
14)لا يجوز للمرأة حتى ممارسة بعض العبادات مثلا لا يمكنها أن تصلي أو تصوم وهي حائض أو نفساء.والشيء الغير المفهوم هو أن النبي اعتبر النساء ناقصات عقل ودين:عن أبي سعيد ألخدري أن النبي (ص) قال للنساء:"أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل؟قلن بلى.قال فذلكن من نقصان عقلها.أليس إذا حاضت لم تصم ولم تصل؟قلن بلى.قال فذلكن من نقصان دينها."
فالله هو الذي جعل المرأة تحيض وتنفس فلماذا يبرر نقصان دينها بخاصية بيولوجية هو الذي جعلها فيها؟؟
كأن يخلق الله الحمار ويقضي بأن يكون له صوته المعروف ويقول عنه إن أنكر الأصوات لصوت الحمير !!!فهل الحمار مسئول عن اختيار صوته حتى يستنكره الله؟؟
أو أن يخلق الله الوزغ ويأمرنا بقتله لأنه ارتكب خطأ فرضه الله عليه:
حدثنا ‏ ‏عبيد الله بن موسى ‏ ‏أو ‏ ‏ابن سلام ‏ ‏عنه أخبرنا ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الحميد بن جبير ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أم شريك ‏ ‏رضي الله عنها ‏ أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أمر بقتل ‏ ‏ الوزغ ‏ ‏وقال كان ينفخ على ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏عليه السلام .
فالوزغ لا عقل له ونفخه على إبراهيم كان قدرا من الله تعالى.فلماذا يأمرنا الرسول بقتله؟؟لا افهم.
كذلك المرأة المسلمة المسكينة حيضها ونفاسها قدر إلهي لم تختره هي فلماذا يحرمها الله حتى من أداء واجباتها الدينية في فترة نفاسها ويطالبها بأدائها لاحقا؟؟؟
15)عن ابن عمر قال رسول الله (ص) قال "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب من إحداكن فقالت امرأة منهن جزلة:وما نقصان العقل والدين؟؟قال:أما نقصان العقل فشهادة امرأتين بشهادة رجل وأما نقصان الدين فإن إحداكن تفطر رمضان وتقيم أياما لا تصلي"أخرجه أبو داود
16) قال رسول الله (ص):"أقل ساكني الجنة النساء" أخرجه مسلم.
من الناحية العددية كيف نفهم هذا الحديث؟فإما أن الرجال المسلمون سيدخلون الجنة من دون نسائهم وسيتمتعون بالحور العين بالعشرات في الوقت الذي يقبع في النساء في جهنم وإما أن كل مسلم دخل الجنة ستكون معه زوجاته (مثنى وثلاث ورباع) وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون عدد النساء أقل من عدد الرجال هذا إن لم نحتسب الحور العين من فصيلة النساء.فإن احتسبناهن وفرضنا أن للمسلم الذكر 70 من الحور العين فسيكون عدد النساء أكثر بكثير..
17) حديث: «لا يسأل الرجل فيم يضرب امرأته» الذي أخرجه أبو داود والنسائي في (الكبرى) وابن ماجه والبيهقي وأحمد.
‏ وكل ما عثرت عليه في التاريخ الإسلامي وفي الواقع أيضا هو:
1)المرأة كجارية ترقص وتغني في البلاطات حيث عشرات بل آلاف من ملكات اليمين يعشن العبودية في أقصى صورها يستعملن كأدوات للهو والمجون من طرف الحكام في القصور.وربما يشاركن في الدسائس التي يحيكها المتصارعون على السلطة ضد بعضهم البعض.وقد خلد المخيال الشعبي هذا الوضع في شخصية شهرزاد في ألف ليلة وليلة التي كانت تنجو من القتل كل ليلة بفضل الخرافات التي تحكيها لشهريار.
2)المرأة كوعاء للإنجاب لا قيمة لها إذا لم تلد فهي مهددة بالتطليق في كل لحظة"الحصير في ناحية البيت خير من امرأة لا تلد" ".وحتى في حالة إنجابها للإناث فهي التي تتحمل وزر هذه "الجريمة" ويمكن تطليقها أو الإتيان بضرات ينغصن حياتها ويقتسمن معها الزوج الذي أحبتها وسخرت حياتها لخدمته.
وما أقسى على المرأة من اقتسام شريك حياتها مع امرأة أخرى.وقد علم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما تعانيه المرأة من أن تشاركها أخرى زوجها فرفض رفضا باتا أن يتزوج علي ابن أبي طالب على ابنته فاطمة الزهراء.
وقصة هذا الرفض صحيحة ثابتة في الصحيحين . فعن المسور بن مخرمة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو على المنبر وهو يقول : {إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليا بن أبي طالب فلا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم ، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم . فإنما ابنتي بضعة مني ، يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها}
وليس في هذا الحديث إشارة إلى أن تعداد الزوجات ممنوع . فتعدد الزوجات مسموح بل مرغّب فيه . كيف لا وربنا يقول : {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع}.؟؟
. وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أنه قال: ( خير الناس أكثرهم أزواجاً) يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، قد عقد على ثلاث عشرة امرأة ، ودخل بإحدى عشر ، ومات عن تسع من النسوة فالتعداد من ديننا.إذن رغم أن التعدد حلال شرعا وسنة نبوية مارسها النبي في أقصى حدودها فقد عارض أن يتزوج علي بن أبي طالب على ابنته لضرر التعدد على المرأة.
4)المرأة في بعض المجتمعات الإسلامية لا شخصية لها فهي لا حق لها في سياقة سيارة ولا حق لها أن تسافر لوحدها ولا حق لها في أن تزوج نفسها ممن تحب لأن الحديث يقول:"لا نكاح إلا بولي" ولا حق لها أن تلبس ما تشاء ويجب عليها أن تعلب جسدها في خيمة متنقلة طول حياتها.ومن الأفضل أن تكون الخيمة مخروطية الشكل وسوداء اللون أو قاتمة جدا .وأن تقر في بيتها معزولة عن المجتمع وروي عن رسول الله (ص) أنه قال:"يستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير في الهواء والحيتان في الماء والملائكة في السماء والشمس والقمر ما دامت في رضا زوجها وأيما امرأة عصت زوجها فعليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وأيما امرأة كلحت في وجه زوجها فهي في سخط الله إلى أن تضاحكه وتسترضيه وأيما امرأة خرجت من دارها بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع".ولا تكتسب المرأة بعض الأهمية إلا عندما تنجب مولودا ذكرا فتأخذ اسمه وتدعى في هذه الحالة أم فلان.
فالمرأة في بعض المجتمعات الإسلامية لا شخصية لها فهي زوجة فلان أو أم فلان.ولها في حياتها خرجتان :خرجة من بيت أبيها إلى بيت زوجها وخرجة من بيت زوجها إلى القبر.
5)المرأة في بعض المجتمعات الإسلامية تتحمل وحدها مسؤولية الحفاظ على شرف الأسرة وفي حالة الزنا يجوز للأخ أو الأب أن يقتل أخته وتكون عقوبته مخففة جدا .ولا يتحمل الذي زنى معها أي مسؤولية تذكر ولا يقتل.
6)المرأة المسلمة ممنوعة حتى من التعبير عن حزنها.قال (ص):"النياحة من أمر الجاهلية وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران ودرعا من لهب النار"عقاب قاس جدا لمجرد البكاء والعويل.لأنه لا تساهل مع الأنثى في دين الله دين التسامح بامتياز.
7) لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتصدق بدون إذن زوجها. روى أبوداد أن أبا هريرة سئل عن المرأة هل تتصدق من بيت زوجها؟؟ قال :لا إلا من قوتها والأجر بينهما فإن فعلت بغير إذنه فالأجر له والإثم عليها" وقال رسول الله :"ألا لا يجوز لامرأة عطية إلا بإذن زوجها" رواه أبو داود والنسائي.