نريد السماح لنا باحضار جواري!!



مهدي النجار
2008 / 4 / 7

[السلام عليكم

الموضوع هذا سبق وان طرحته هنا وفي اكثر من منتدى ولازلت غير مقتنع بماسمعته من اعذار او تبريرات واتمنى ان اصل معكم الي نقطة مقنعة في النقاش. انا اقول.... ان مجتمعنا محتاج للجواري والعبيد احسن من السواقين والشغالات الخربانات. الجواري والعبيد شرع الله، السواقين والشغالات، حسب قوانين مكتب العمل والعمال. لايخفاكم ان الله سبحانه وتعالى اباح لنا الجواري قال تعالى" : ومن لم يستطع منكم طولا ان ينكح المحصنات المؤمنات فمن ماملكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات" اليس الاسلام صالح لكل زمان ومكان ؟؟ اذن ... اين الجواري ؟ لماذا نحن محرومون من شي حلله لنا الله !! الرسول صلى الله عليه وسلم كان لديه جواري ، عمر بن الخطاب كذلك ... وعلى بن ابي طالب ... واغلب الصحابه الكرام عليهم رضوان الله. من خلال نقاشاتي السابقه ... عرفت ان قرار منع الجواري كان بأمر الملك فيصل رحمه الله والمرسوم الملكي جاء تزامناً مع التحرر ضد الرق والعبودية والتي كانت امريكا محور تلك الدعوة / التحرر أو الحرية....!! وقد عقد مؤتمر للأمم المتحده عام 1945 او حاجه زي كذا، وتم التوقيع على تلك المعاهدة ، الان ... وبعد ان انتشرت مشاكل الخدم ... والشعوذه وبعد ان اصبح العرب يعيروننا بالسواقين وممارساتهم مع بنات البلد وبعد ان ادمن الشباب السفر الي الخارج .... واصبح السعودي سلعة محببه لشـ ... العالم لماذا لايعاد النظر في ذلك القرار ؟؟ يوجد الان جواري في جزر القمر وفي اكثر من دوله ويوجد مشائخ دين في الرياض والقصيم يذهبون ويأتون بهن ... وهم يعرفون انه حلال ... ولكن حرام على الشعب وهم يأتون بها على فيزة شغاله ... ولكن في الواقع هي جاريه ،لله لو بدلاً من شغالتنا عندي جاريتين ولا ثلاث ولا اربع وحده تكوي الشماغ ووحده تكوي الطاقيه ... والثالثه تسوي لي عصير]( انتهى المقتبس عن الرابط منتديات المنطقة الشرقية http://www.2s2s.com في 16/5/2006 ).
هذه الصرخة (او الاستغاثة الجنسية) التي اطلقها صراحة وبتلقائية احد شباب العالم الاسلامي لا تخرج باي حال عن مجال الثقافة الاسلامية التقليدية والمتشددة، ونعتقد انها صدى لصرخات الملايين من هذه الشبيبة (الذكورية) الضائعة، المذلولة، المقموعة، العاطلة، الامية، والتي ما برحت تفتش بقنوط لحلول عن اوضاعها البائسة ولا تجد امامها غير الاستهانة والتمويه، لاتجد امامها غير المزيد من القمع والتهميش وتفاقم الفساد والافساد، وحين نقوم بمحاولة تحليل ذاك النداء الذكوري/ البدائي الذي تعود جذوره الى ما قبل العالم المعاصر ونتلمس اهم مطالباته، سنجد:
اولا: يريد الرجوع الى تلك الازمنة العتيقة (مجتمعات الجواري والعبيد) من اجل الحصول على مزيد من الاغطية الشرعية لممارسة حياته الجنسية كما مارسها الاسلاف مستنداً بذلك على منظومة فقهية كبيرة تبيح له اطفاء بركانه الداخلي، فهذه المنظومة تبيح للشباب ان يمارسوا حياتهم الجنسية مع نساء أخريات (جارية/وصيفة/مملوكة/أمة/سرية/فتاة...الخ من الاسماء) دون قيد اخلاقي او شرط انساني، فالجارية حسب موسوعة الفتاوي( كما جاءت على الشبكة الاسلاميةwww.islamweb.net)هي: مملوكة ملكاً شرعياً ولسيدها الحق في بيعها، ولمن ملكها ان يستمتع بها كما يستمتع بزوجته( بدون عقد زواج شرعي اومدني) ان لم يكن ثمت مانع شرعي والجارية التي يتخذها سيدها للوطء تسمى سرية (جمعها سراري). وعن سؤال، هل يسمح الاسلام بمعاشرة الجارية جنسياً دون زواج؟ اجابت الفتوى رقم 6186 في 2/1/2001 (على نفس الشبكة) ما خلاصته: " فأعلم ان الاستمتاع بالجارية بالوطء او مقدماته لايكون مشروعاً، إلا ان تكون مملوكة للرجل الحر ملكاً تاماً كاملاً" (انظر بالتفصيل في نفس الفتوى حكم ملك اليمين ومعاشرتها). اضافة الى تلك الخلفية الفقهية الضخمة التي يستند اليها ذاك النداء الملتاع فهو يستند الى ممارسات من يسميهم "مشائخ الدين" الذين يستحوذون على "الجواري" بعد الالتفاف على القوانين الاخلاقية والشرعية فتجلب من جزر القمر وغيرها بحجة "شغالات" ولكن في حقيقة الامر هي للاستمتاع الجنسي (جارية) ولا يخفى كم يتلاعب هؤلاء الفقهاء المعاصرون باهواء الشبيبة وعقولهم ويحسنون كذلك التلاعب بالنصوص الدينية والوقائع التاريخية فيبيحوا انشطة جنسية أخرى تخرج عن نطاق العلاقات الزوجية السوية مثل زواج المسيار وزواج المتعة ورضاعة الكبير و التفخيذ مع الفتيات في سن الطفولة....
ثانياً: يصب ذاك االنداء الذكوري البدائي جام غضبه، كما يقال، نتيجة خلفيته الثقافية الذكورية المتشددة التي تناصب اشد العداء للمرأة وتحتقرها وفق ما ينصح به الغزالي في كتابه " التبر المسكوك في نصائح الملوك" بجعلها: " اسير الرجل، ويجب على الرجل مداراة النساء لنقص عقولهن، وبسبب نقص عقولهن لا يجوز لاحد ان يتدبر بامرهن ولا يلتفت الى اقوالهن"، يصب ذاك االنداء غضبه بسذاجة وقحة على التشريعات المعاصرة التي اقرتها شرعة حقوق الانسان ويلوّم سلطته على توقيعها لاتفاقيات تحريم الرق والعبودية واحترام الحريات والغاء التمايز بين الرجل والمرأة.
ثالثاً:حين ييأس الشباب من اشباع حاجاته البايولوجية والنفسية الاساسية (الغذائية والجنسية والعمل والمعرفة والسكن...)بحالة سوية وتُنتهك حرياته وتُهدر كراماته التي تقرها القوانين السماوية والوضعية، ينزعون على الاغلب للانخراط في تيارات العنف والتشدد والانتحار،خاصة وان هنالك شيوخ في الصف الديني تشربوا كل ما في الارض من جهل وحماقة يدفعون بهذه الشبيبة التعبى الى هاويات الموت، امامنا هذا النموذج الهذياني الذي يقترح : " بداية الحل .. ولا تستغربوا: الجهاد في سبيل الله .. نعم هو ذا! .. وبعد الجهاد .. سنلقى إحدى الحسنيين .. إما النصر .. وخلونا فيها .. النصر النفسي والمعنوي والمادي .. ومن ذلك الغنائم والسبايا .. وخلونا في الثانية .. السبايا .. عند ذلك ستؤخذ الجواري ويبعن في أسواق النخاسة في جدة .. والرياض .. والدمام .. وستحدث ثورة هائلة في البلد .. سوف تنسيكم ثورة انتشار الجوال .. وثورة البث الفضائي .. وثورة ستار أكاديمي .. وثورة اكتتاب بنك البلاد. صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .. لأننا قعدنا .. سلط الله علينا ذلا لا ينزعه عنا حتى نرجع إلى ديننا .. وما جنينا لا عنب الشام ولا بلح اليمن .. ولا الرومية .. ولا التركية .. ولا الخراسانية .. ولا البربرية .. آه يا أيام الدولة العباسية والمملوكية .. والسلجوقية ..! والعثمانية حتى العام 1924" .. (موقع لحظة العربية/21/9/2006 http://www.lahda.com) وبافتراض في ذلك الاقتراح بعض الحلول، ولكن السؤال هو:ان الجهاد لم يحرم على النساء المؤمنات، والنتيجة ماهو نصيبهن من هذا الجهاد اذا شاركن فيه،هل ستوزع عليهن الغنائم من الغلمان كما توزع الجواري على الرجال، ام ان العقل البعولي لم يسأل نفسه مثل هذا السؤال!!
بمثل ذاك العوّق الذهني اللاعقلاني القائم على الهوس والاستبعاد والقتل والتدمير تنهض الثقافة الاسلامية الراهنة واذا لم يعاد النظر في قراءة ثوابتها ومنظومة سردياتها قراءة معرفية معاصرة لاتُسقط الماضي على الحاضر او العكس، انما تقرأ النصوص والاحداث والوقائع في تاريخيتها وضمن اطرها الاجتماعية والبيئية وتُخضع موروثاتها لتمحيصات العقل وسجالاته واستفهاماته وتساهم بزحزحة الواقع بكل مستوياته للاندراج في مسارات التحضر والتعقل والحداثة، دون ذلك فالعالم الاسلامي ذاهب الى كارثة مُهينة!!