حجاب المرأة بين التقاليد الاجتماعية، والبيئة، والموروث الديني.....25



محمد الحنفي
2008 / 4 / 8

إلى:
• الحوار المتمدن في جرأة طرحه للمواضيع الشائكة، والساخنة، التي تقف وراء حركة الفكر التي لا تنتهي.

• كل امرأة ناضلت من أجل إعادة النظر في القيم التي تكرس دونيتها.

• من أجل امرأة بمكانة رفيعة، وبقيم متطورة.

• من أجل كافة الحقوق الإنسانية لكافة النساء.


محمد الحنفي
دور التقاليد العشائرية، والاجتماعية، في تحقيق فرض الحجاب:.....11

فهل تتطور المعرفة المؤثرة في ظاهرة سيادة عقلية الحجاب، التي تسود في مجتمعات البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين؟

وهل تتطور التقاليد تبعا لتطور المعرفة في المجالات المختلفة حسب الزمان، والمكان؟

وهل يؤدي تطور التقاليد إلى تراجع ظاهرة الحجاب في أفق اختفائها، وبصفة نهائية؟

أم أن سيادة أدلجة الدين الإسلامي، في ظل سيادة الأنظمة الاستبدادية القائمة في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، ستفرض ظاهرة استمرار قيام ظاهرة الحجاب؟

إننا عندما نطرح هذه الأسئلة، وغيرها، مما طرحتاه سابقا، إنما نسعى إلى الدفع في اتجاه إعمال الفكر في الواقع، من أجل إنتاج المعرفة المتطورة، المؤثرة في التقاليد، والمجددة لها، والساعية إلى اعتبار الحجاب شيئا متجاوزا، وأن استعماله ليس إلا شكلا من أشكال اللباس، التي يختارها الإنسان.

7) علاقة التقاليد بالمعارف التقليدية المتنوعة والجامدة. وبعد تناولنا لعلاقة التقاليد بالمعرفة بصفة عامة، وبتنوع المعرفة حسبا الزمان، والمكان ننتقل إلى تناول علاقة التقاليد بالمعارف التقليدية المتنوعة، والجامدة:

فما المراد بالمعرفة التقليدية؟

وهل هناك معرفة تقليدية واحدة؟

أم أن هناك معارف تقليدية مختلفة؟

وما هي شروط التاريخية، والموضوعية، التي تفرض حضور المعرفة التقليدية؟

وهل هذه الشروط واحدة؟

أم أنها تختلف حسب الزمان، والمكان؟

وما علاقة التقاليد بالمعرفة التقليدية؟

وهل هذه العلاقة واحدة؟

أم أنها تختلف باختلاف المعارف التقليدية، وباختلاف الشروط المنتجة لحضور المعارف التقليدية المختلفة؟

ولماذا تعتبر المعارف التقليدية جامدة؟

وما هو أثر جمودها على التقاليد؟

وما دور التقاليد بالمعرفة الجامدة على الحجاب؟

وهل يتطور الحجاب بناء على التقاليد؟

أم انه سيزداد تخلفا انطلاقا من طبيعة المعارف التقليدية؟

وما هي المعارف التقليدية المنتجة لفكر دونية المرأة الذي يفرض سيادة الحجاب؟

وما العمل من أجل تجاوزها من أجل سيادة معارف متطورة، ومتقدمة؟

هل نعتبر أن تمتيع جميع الناس بجميع الحقوق، عن طريق ملاءمة القوانين المحلية مع المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، يمكن أن يؤدي إلى تجاوز المعارف التقليدية في أفق امتلاك معارف متقدمة، ومتطورة؟

وهل يؤدي تمتيع جميع الناس، بجميع الحقوق، إلى جعل المرأة تتخلص من أسر ظاهرة الحجاب؟

وهل نعتبر أن اعتماد دستور ديمقراطي، تكون فيه السيادة للشعب، يمكن أن يرفع من وثيرة تجاوز أسر المعارف التقليدية؟

وهل يمكن اعتبار قيام دستور ديمقراطي وسيلة لسيادة دولة الحق والقانون، التي تمكن جميع الناس من التمتع بجميع الحقوق، كما هي في القوانين المعمول بها؟

وهل تتمكن المرأة، وفي ظل قيام دولة الحق، والقانون، من التحرر من أسر الحجاب، كواجب ديني، واجتماعي، قائم على أساس "الشريعة الإسلامية"، ليصير مجرد اختيار للمرأة؟

وهل يؤدي قيام دستور ديمقراطي إلى إجراء انتخابات حرة، ونزيهة، لإيجاد مؤسسات عصرية، تعمل على تجاوز المعارف التقليدية، بإشاعة المعرفة العصرية، المؤدية إلى تحرير الإنسان بصفة عامة، وإلى تحرير المرأة بصفة خاصة؟

وهل يدخل إجراء الانتخابات الحرة، والنزيهة، في إطار تمكين أفراد كل شعب، من شعوب البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين، من فرض إرادته عن طريق اختيار مؤسسات تمثيلية حقيقية؟

وهل يؤدي ذلك إلى إيجاد حكومة ترعى مصالح الشعب في كل بلد عربي، وفي باقي بدان المسلمين؟

وهل تقوم الحكومة المنبثقة عن الأغلبية البرلمانية المنبثقة عن انتخابات حرة، ونزيهة، بالانفتاح على المعرف المتقدمة، والمتطورة، والمؤدية إلى تراجع الاهتمام بالمعرف التقليدية، الفارزة لظاهرة الحجاب بأشكاله المختلفة؟

وهل يؤدي قيام حكومة من هذا النوع، إلى تحرر المرأة من أسر عقلية الحجاب؟

وهل تصير المرأة حاضرة، وبكثافة، في عملية التنمية الشاملة؟

وهل يؤدي حضور المرأة إلى زوال عقلية الحجاب؟

وهل يعنى ذلك حصول التفاعل بين الواقع، وبين المعرفة المتقدمة، والمتطورة؟

أم أن دار لقمان ستبقى على حالها، وتصير السلطة المطلقة للمعرفة التقليدية المؤدية إلى إعادة إنتاج نفس التقاليد؟


ونحن عندما نرتبط بعلاقة التقاليد بالمعارف التقليدية المتنوعة، والجامدة، نجد أنفسنا مضطرين لطرح السؤال، باعتباره وسيلة لتقليب الأوجه المختلفة، في أفق سبر العلاقة المشار إليها، حتى نتمكن من:

أولا: معرفة طبيعة العلاقة القائمة بين التقاليد من جهة، وبين المعارف التقليدية المتنوعة، والمختلفة، تنوع الشعوب، واختلافها.

ثانيا: استنتاج ما يجب استنتاجه، انطلاقا من طبيعة تلك العلاقة.