الضحية المنسية الصامتة



ابراهيم زيدان
2008 / 4 / 17

انتباه رجاء
مر عيد المرأة العراقية هذا العام وسط تزايد اعداد الارامل منهن اللائي خسرن ازواجهن ، فقد مر ثقيلا بوطأته في ظل غياب الزوج والراعي ورب الاسرة والخيمة التي تحميها من كل شيء ، ولكن غدر الزمان اكبر ، والمرأة العراقية سواء اكانت ارملة ام تعيش في ظل زوج قد يكون عنيفا في سلوكه معها ، فهي تعيش ظروفا في غاية الصعوبة والتعقيد والالم ، اما الطيبون من الرجال الذين يتقون الله في زوجاتهم فلهم اجرهم عند ربهم جزاء مايفعلون ، ونعود الى عيد المراة العراقية الذي تتطلع فيه كل عام الى الارتقاء في مواقع متقدمة من اجل صنع الحياة ، وليس الى مواقع سياسية كاذبة لاتزال تؤكد تهميشها فيها من قبل الجهات السياسية المهيمنة على القرار في العراق ، ومع ذلك تواصل نضالها من اجل تصيح المسار بما يعطي للمرأة العراقية مكانتها بين نساء العالم ، فلدينا نساء نفخر بهن وقد تميزن في مجال عملهن وخذ على سبيل المثال المعمارية العراقية المهندسة زها حديد وغيرها الكثير الكثير .
المرأة العراقية اليوم ، بل ومنذ امس وغدا وبعد غد ستبقى الانسان المظلوم في عراق الارامل والايتام والفقراء والطائفية السياسية وحكومة المحاصصة ، فقد تحملت الكثير من الضيم والاذى ، سواء خلال سنوات النظام السابق التي اجبرتها الظروف على تولي مسؤولية رعاية الاسرة في ظل غياب الرجل المرابط على جبهات القتال الذي اشعله صدام حسين مع هذه الجارة وتلك وحتى داخل الوطن ، وقد حصدت حروبه ارواح الالاف بل الملايين من الرجال الذين راحوا ضحية ماكنته الدموية .
ثم جاء التدمير الامريكي الذي وصفه المستفيدون بالتحرير الذي اتى على الاخضر واليابس فوضع المرأة والرجل على حد سواء امام واقع اكثر دموية ومأساوية من ذي قبل، فالمرأة العراقية اليوم تضع يدها على قلبها طيلة مغادرة زوجها واولادها واشقائها واحفادها وبقية اقربائها ، بل واخوتها في الوطن الذبيح ، ولاتتنفس الصعداء الا بعودتهم سالمين ، وقد لايأمنون على ارواحهم في ظل القصف الوحشي لطائرات وصواريخ الاحتلال الامريكي الذي يستهدف المواطنين الآمنين في بيوتهم ليرسخ لدى جميع العراقيين ان لاأمن ولاأمان بوجودهم على الارض العراقية ، هذا عدا مايقوم به مشعلو الحرائق من تكفيريين وصداميين وعصابات الجريمة والنهب والسلب المنتشرين في كل مكان ، ولايفوق عدد هؤلاء سوى عدد الشظايا التي لاتزال مغروزة في جسد العراق بسبب انفجار انتحاري لبهيمة جاءت لمجاهدة الشعب العراقي او عبوة ناسفة اوسيارة ملغومة دمرت احلام العراقيين وسرقت منهم افراحهم .
ان النسوة العراقيات هن الضحايا المنسيات والصامتات للعنف الدائر كما يصفهن الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة ستافان ديميستورا مؤكدا الحاجة الماسة الى دعم المنظمة الدولية .. انهن بحاجة ملحة الى الدعم القانوني والاقتصادي والاجتماعي فضلا عن توفير ملجأ يحميهن من العنف .
• اديب واعلامي
• كاتب عمود يومي في جريدة الدستورالعراقية
• لمراسلة الكاتب على الايميل [email protected]