المرأة الجانية والضحية



رحاب الهندي
2008 / 4 / 23

هذيان امرأة نصف عاقلة
يطل علينا اكثر من صوت رجولي يتهمنا بالتحيز للمرأة في كل ما نكتب وان هذا الرأي يبدو متشنجا بعض الشيء لقناعتنا التامة ان الرجل والمرأة كليهما لديهم المشاعر والاحاسيس ذاتها وكل منهما يملك نصف عقل ونصف جنون.
وقد كتبنا اكثر من مرة عن معاناة الرجل بسبب امرأة في حياته. وكشفنا وجع المرأة بسبب رجل في حياتها، لا ندعي التحيز ولسنا من أنصاره لكن لا يستطيع احد ان ينكر ان ما تعانيه المرأة في حياتها الخاصة اكبر من معاناة الرجل وأعم مساحة وذلك لتلك الحرية المتاحة للرجل في حله وترحاله ولسهولة بوحه بما يفعل امام الكثيرين دون تخوفه من ان يكون موضع شبهة وكأن ما يحصل معه مجرد مغامرات طريفة او نزوة من السهولة ان يتخلص منها ولا يحاسبه عليها المجتمع بل في بعض الاحيان قد تكون في حياته مجرد نادرة من النوادر التي يتحدث بها اهله وأصدقاؤه وهم يتضاحكون.
المرأة موقفها مختلف تماما فهي في الغالب تكتم آلامها وأوجاعها وتسكت على مضض خوفا من الالسنة الجارحة والاشاعات غير المبررة. والغريب ان المرأة التي قد تتميز على واقع اجتماعي غير محبب تظل تلوكها ألسنة الناس إما سخرية او تعجبا فالمجتمع مثلا وان تغاضى عن زواج المرأة للمرة الثانية الا انه يغمز لها بعينين ساخرا من انها امرأة لا تتحمل بعد الرجل عنها. وقد يحاسبها اقرب الناس من حولها وكأن زواجها الثاني جريمة لا تغتفر. حكاية ام داوود حكاية كان علينا ان نتوقف عندها طويلا ونقصها لكم قد تحكمون على الحكاية بصورة اكثر انصافا. قبل ان تتزوج كان اسمها وردة، ووردة هذه من احدى العشائر التي تزوج بناتها بالقرعة فكان نصيبها ابن عم لها لا تحبه بينما يعرف الجميع ان قلبها متعلق بحب ابن عم اخر وهو يحبها لكن شيخ العشيرة فرق بين القلبين وأمر بتزويج كل منهما لابن عم آخر. لم يستطع احد الاعتراض وكان لوردة بيتها وزوجها الذي لا تحب وابن العم الحبيب له بيته وزوجته التي لا يحب. وبما انهما اقرباء ومن نفس العشيرة كانا يلتقيان دوما ولم تنطفأ جذوة الحب بينهما. انجب كل مهما دستة اطفال وباعدت بينهما الايام لكن الحب استمر يسكنهما وشاء القدر ان يتوفى زوج وردة لتعيش حياى المسؤولية لاطفالها وحياة الوحدة والتحسر على الزوج والحبيب معا.لكن الحبيب القديم تشجع وخطبها فوافقت . تزوجته رغم اعتراض الابناء لم تكن بحاجة للتمرد هذه المرة فزواج المرأة ستر . لكن كان الاعتراض الشديد لزواجها وجود اطفالها، وبلا وعي منها تركت اطفالها في حضانة والدتها لتعيش زوجة ثانية في كنف الحبيب لم تكن تتصور ان هذا الحب الذي سكن في قلبها لسنوات وحلمت ان تعيش بين احضانه قد يتحول الى سراب واهمال بعد الزواج فالحبيب المتزوج لديه اطفال ولم يستوعب ان وردة تريده خالصا لها ولم يتمكن عقله حتى من تحقيق ما تريده وردة، في البدء عاش لها وحدها كعروس ثم احس بأن من واجبه ان يعود لاسرته الاولى وان يزور وردة في الاسبوع مرة او مرتين لكن وردة لم تتحمل كانت كمراهقة صغيرة تعيش الحب والزواج لاول مرة لم تقتنع بالساعات القليلة التي يمنحها وهي التي تركت اطفالها اليتامى من اجله. تسللت المشاكل بينهما وقررا الانفصال وعادت بعد اكثر من خمس سنوات لاطفالها تتجرع حسرة الطلاق وآلام ابن العم الحبيب. قد تكون الحكاية الى هنا طبيعية الى حد ما . لكن المأساة التي عاشتها وردة مرة اخرى رفض ابنائها لها ومحاسبتها على تركهم واتهامها بالانانية والركض وراء ملذاتها للزواج من جديد كان المجتمع والناس والجيران والاصدقاء يغذون نار الكراهية والاحتجاج لدى الاطفال على موقف الام. وكانت تصمت امامهم كالمذنبة التي ارتكبت جريمة لا تغتفر لم يستطع احد ان يتفهم موقفها او حتى يواسيها. بينما ابن العم الحبيب لم يلمه احد لزواجه منها وتركه اطفاله لفترة لم يحاسبه احد لم يجرحه احد حتى اولاده وزوجته اعتبروا ما فعله غلطة بسيطة استطاع تصليحها بعد فترة.
حين نكتب هذه الحكايا الواقعية لا نتحزب مع المرأة او ضد الرجل اننا نكتب الحياة التي أعطت للرجل وأخذت من المرأة.