المرأة والإنتخاب



سميرة الوردي
2008 / 4 / 25

نداء قبل فوات الأوان

المرأة نصف المجتمع حسابيا ، أو أكثر ، ولتطور أي مجتمع لابد أن يكون لهذا النصف دور مهم وفاعل ، ولقد أثبت التاريخ دور المرأة الرافدينية في بناء وتلاحم المجتمع العراقي ، وقد عُرفت بحنانها وحكمتها وإخلاصها وقدرتها على تحمل المسؤولية وعبور الصعاب ، المرأة العراقية واعية مثقفة بالفطرة لأنها وريثة ذلك التاريخ العريق في الحضارة ، عاشقة للعلم والتعلم من أعلى قمة جبل في الشمال لآخر كوخ على ضفاف الأهوار و شط العرب ، مدركة لكل ما يدور حولها في كواليس ومطابخ الساسة العرب والإفرنج رغم ماحيته وتحياه من ويلات لا يمكن أن يدركوها إخواننا العرب البعيدون عن نار الدكتاتورية والإرهاب .
خلقنا لنحيا ونتطور لا لنموت بسلاح الإرهاب والغدر والخيانة ، إن كل فعل إجرامي استهدف أبناء الشعب ونال تأييد بعض من وصل للبرلمان هي خيانة بحق أمومتنا وغدر للأمانة التي إئتمناه عليها .
بعد أشهر ستحل انتخابات مجالس المحافظات وستكون لأصواتكن تأثيرها في اختيار من سيتسلم زمام الأمور في البلاد .
لا تدعن أصواتكن تذهب هدرا لمن سيستغل تمثيلكن لتمرير مطامعه ونواياه التي لاتخدم مصلحة الوطن وأبنائنا.
مستقبل وطننا وأبنائنا مرهون بمن سيحوز على أصواتنا ، فكلما أحسنا الاختيار سَرّعنا بتطوير البلاد وازدهاره الثقافي والاقتصادي والاجتماعي.
أيتها النبيلات الصبورات يامن كان أولادكن وقودا للحروب والدكتاتورية ردحا من الزمان ، وحطبا للإرهاب الاصفر الذي مازال يحصد أرواحنا وأسواقنا كلما أتيحت له الفرص ، بأصابعكن الزرق سنختصرآلامنا لو أحسنا الاختيار ،ليكن شعارنا الأول
لا لكل المليشيات
لا لكل دين أو مذهب أو عقيدة لا تخدم الشعب
لا لكل من لايجعل خدمة الوطن والمواطن جوهر اهدافه
لا لكل فئة أو تكتل ليس لها برنامجها الواضح لخدمة الفرد والمجتمع
نعم للسلام والأمن والقانون والتنمية .
أنتِ ياوارثة حضارة سومر وأكد وآشور
ياوارثة أرض السواد بلاد مابين النهرين..بلاد النبوءات!
عليك تقع مسؤولية مستقبل الوطن من منبعه لمصبه ، فلا تَدعي الرعاع والطفيليين يخدعونك باستدرار دموعك على الماضي غالقين عينيك عن الحاضر والمستقبل .
جمال الحياة بالإطمئنان على حياة أطفالنا وضمان مستقبلهم الصحي والإقتصادي والثقافي ، وهذا لن يتم الا بترسيخ القيم الديمقراطية التي نسعى اليها عن طريق الإنتخابات الحرة النزيهة .
انهضي ياابنة الرافدين ، ولا تدعي من لا يصلح لحكم البلاد يقطف ثمار أصابعك الزرق ، انتخبي الوطني الحر المخلص الذي يحقق اعمار البلد ويوفر له الأمن والغذاء والدواء ..
انتخبي من لا يزج بأبنائك في أتون الحروب والنزاعات ..
انتخبي من يبني مدرسة ومرسما ومشفى ..
انهضن يانساء العراق الواعيات وانشطن بهذه المهمة الوطنية في تعليم من لاتعلم بأهمية الصوت الواحد في اختيار من يبني الوطن او يفسد فيه.
لا وطن أغلى من العراق ولا أرض أقدس من ترابه ، والوطني الذي يستحق صوتنا
هو من يخلص للوطن والانسان ، دون تفرقة وتمييز بين طائفة ودين وعرق..
من يصطف مع القوانين التي تمنح المرأة حقوقها ..
من يؤمن بالد يمقراطية والقانون وحقوق الانسان.
من يؤمن بالبناء لا الهدم .