إذا حكت شهرزاد وجه اخر للحب



رحاب الهندي
2008 / 4 / 26

قالت صديقتي:
يمزقني شهريار بصمته وعناده وصبره.. فقاطعتها هل زوجك شهريار العصر أيضاً؟ .. أجابتني.. لعل شهريارا أرق قلباً منه..
حكايتي مع شهرياري لا تبدو غريبة بقدر ما يعيش فيها التناقض والتضاد... هو أكبر أمثولة لقول شاعرنا مظفر النواب... ((كل منا يحمل في الداخل ضده)) ولانه كان نصرانياً.. وأنا على دين محمد(ص)... تخوفت أن أعيش معه قصة حب..

لكن الله شاء أن أقع في حبه وأتعذب، فأستسلمت... كان حباً أشبه بقصص العاشقين القدامى... إستمرت حكايتي معه أكثر من خمس سنوات.. حاربت أو في الحقيقة حاربنا أنا وهو المجتمع والتقاليد والأهل و العشيرة... وبقي حبنا صامداً .. لم أرضخ لمشيئة أهلي في الزواج بمن هو على ديني وملّتي... عاندت وصبرت... ولم يرضخ لمشيئة أهله في الزواج من أحلى بنات عائلته... تعاهدنا على ألاّ نفترق... كانت أمامه قضية مصيرية وحرب أقسى من حربي( على ما أظن) .. كان لا يمكن ان نلتقي إلا بتغيير دينه... تحمل كثيراً ملاحقة أهلي وإهاناتهم.. وتحمل ضغوط عائلته... وتهديده بالحرمان من الميراث والإنتماء...
في النهاية إنتصر الحب... أشهر إسلامه رغماً عن أهله.. ورضخ أهلي للأمر الواقع وتزوجنا!....
حكاية حبي لا يمكن أن توصف... ذكرياتي معه لا يكفيها ألف حكاية وحكاية من حكايا شهرزاد .... لكن ماحصل بعد ذلك صدمة مروعة قلبت حياتي رأساً على عقب... بعد عشرة أعوام من الزواج وتحمل كل الآلام والمتاعب، كنت له فيها نعم الزوجة التي تناصره وتقف الى جانبه وتوّد أهله وعشيرته... تناهى إلى سمعي أن له علاقة بإمراة أخرى ، حين واجهته أعترف... وقال لي إنه من الممكن أن يتزوجها ولن ينقصني شيء... كانت الصدمة كبيرة وأولادي الثلاثة في طور النمو... يحتاجون الى الكثير حتى نستطيع تربيتهم والعناية بهم .. الغريب إنني حين أستفهم منه عن أي شيء كان يجيب ببرود قاتل.. إنه لن يتركني والأولاد .... وسيؤسس لها بيتاً جديداً ويحافظ عليها وعلينا! وإنه لن يكرهني.. بل مازال يحبني وأولاده أغلى مالديه... لكنه أيضاً يحبها !
هذا التناقض ودراما الحياة المتشعبة لا أعتقد إننا نجدهما في حكايا شهرزاد... فأكتبيها ياصديقتي... لعل من يقرأ حكايتي يتخذها عبرة في حياته...
تمردت على هذا الحب الجديد الذي يدعيه وخيرته بيني والأولاد وبينها، فكان إختياره وببساطة .. الجميع...
لم يستطع أبداً أن يدرك معاناتي وآلامي وهو الحبيب القريب إلى نفسي وهو من حاربت من أجله الدنيا وعاندت أهلي...
رفضت، صرخت.. ... حاولت أن أحاربه بأولاده .. أحاربه بحبي الذي تحول في لحظة غضب الى كراهية ، أعلنت له أنني سأقتله، ولن يحق له الزواج بأخرى وأنا على ذمته..

ومن بين ما قلته في ساعة غضبي: لو بقيت على دينك هل كنت ستتزوج عليّ؟.. ببروده المعتاد أجابني... أنا الآن على دينك دين محمد(ص)... وهذا الدين يسمح لي بأن أحتفظ بك وأتزوج عليك.. تركني وصفق الباب وراءه...!