التكوين المجاني في الإعلاميات: الحصيلة والآفاق



أسماء النبط
2008 / 5 / 3

انطلقت يوم 1-8-2007 مبادرة أولى من نوعها بمركز الإعلاميات بتطوان، حيث تعميم دروس تكوينية بالمجان لفائدة شرائح اجتماعية متنوعة، سواء على المستوى المهني أو العمري أو الثقافي... وعلى خلفية الاستشعار بأهمية المعلومة والتواصل في زمن الثورة المعلوماتية، بادرت الشبكة الأروالمتوسطي للتنمية والتعاون وبتنسيق مع الأطراف الممولة ARESTEO و TELEFONICA إلى تفعيل دعامات المشروع وأهدافه، كمساهمة في ترسيخ الوعي والممارسة بأحقية الإعلاميات باعتبارها نافدة الانفتاح على المحيط العالمي. فأمام حصيلة زمنية لا تتجاوز 6 أشهر كان من واجبي كأستاذة للإعلاميات بالمركز وكمتتبعة وملاحظة، أن أقوم بعملية تقييمية لنرى إلى أي حد حصل ذلك التناغم بين أهداف المشروع ومحيطه المحلي؟ ثم هل تفاعل المستفيدون إيجابا مع طبيعة وأبعاد المشروع؟ وأخيرا، وعلى ضوء تحليلنا لسيرورة المشروع نستشرف الأفق بسؤال: هل من إمكانية لخلق مساحة عبر هدا المشروع لإدماج المستفيدين في سوق الشغل؟

الإرادة والأهداف:

في اجتماع داخلي له مع مدرسي الإعلاميات بمركزي تطوان ومرتيل، صرح السيد حميد البجوقي بوصفه مدير الشبكة الأرومتوسطية للتنمية والتعاون، على أن هذا المشروع يندرج في سياق محاربة الأمية في مجال الإعلاميات، ذلك أن مؤشرات التنمية لم تعد تنحصر فقط في القراءة والكتابة ، بل صارت الإعلاميات حق من حقوق الفرد تؤخذ كمعيار في نسب النمو. ثم أضاف أن من أهداف المشروع ربطه بسوق الشغل ليساهم في تأهيل الموارد البشرية وتعزيز مسار التنمية. أما من أهدافه الأساسية هو إدماج العنصر النسوي، وخاصة ربات البيوت في عالم الحداثة والتقنية والتخفيف عنهن إكراهات وضغوطات البيت.

الحافز والتكوين:

لقد كانت الدفعة الأولى والتي تتكون من فوجين( 54 مستفيدة ومستفيد) يمكن اعتبارها ثمرة تتويج لهذا المشروع، حيث حصل المعطلون، الموظفون، ربات البيوت والطلبة... على برامج أساسية ومتنوعة في الإعلاميات خلال مدة زمنية تنحصر في ثلاثة شهور. لتكون الحصيلة على مدار السنة 108 مستفيدة ومستفيد من البرنامج المجاني في الإعلاميات. ونشير، إلى أن لائحة الانتظار وإلى حدود كتابة هذه السطور تضم167 مستفيد محتمل، منهم 107 امرأة. والجدول أدناه يعكس إحصائيا الدينامية التي يعرفها المشروع.

عدد المستفيدين الدين أنهوا تكوينهم المستفيدون المستفيدات المجموع 16 38 54 عدد المستفيدين خلال السنة — -- 108 عدد المستفيدين المحتملين في لائحة الانتظار 60 107 167

سوق العمل:

بمناسبة يوم الافتتاح الذي أقيم بقصر البلدية بمرتيل 19 - 12- 2007 أعلن السيد حميد البجوقي عن المجهودات التي يبدلها في سبيل الحصول على خاتم الأطراف الممولة للمشروع للمصادقة على شهادات التاهيل من أجل تيسير مسالك فرص الشغل. وعليه نشير أن إمكانية الحصول على تكوين في مجال الإعلاميات، كان بمثابة حافز لخلق مشاريع صغرى أو الاندماج في مؤسسات من بين مطالبها الأساسية الإعلاميات، وأسجل الحالات التي تخرجت من المركز وأدمجت في سوق الشغل:

تأسيس مشروع للطباعة وتحرير البحوث.
الحصول على عمل في شركة أجنبية.
الحصول على تدريب في قصر البلدية.
الحصول على عمل في الصيدلية.
الحصول على وظيفة.
تأسيس مشروع للإنترنيت.
ونسجل، إلى أن هده الدينامية على حدودها، تعطي إمكانية التفكير مستقبلا في التعاقد مع مؤسسات للربط بين التكوين والتأهيل.

من مظاهر التكوين:

أحيانا ينبثق من حضن الأهداف التقنية مظاهر شعورية غاية في الإنسانية، تغني مسار العمل الجماعي بروابط الألفة والتضامن والتشارك، وهي عناصر تقوي لحمة المشترك الإنساني. فضاء التكوين اتخذ في جزء منه مساره الخاص في تكامل مع هندسته التقنية، بحيث تحول بشكل ضمني إلى ملتقى أفكار وتبادل الآراء والخبرات...والبوح كشكل من أشكال التعويض عن إكراهات اليومي الضاغط بعنفوانه. أسجل أن حالات التغيير على المستوى الإحساس الداخلي في صفوف النسوة، كان آثاره إيجابيا كتمظهر متوازن في المعيش اليومي. بحيث كان فضاء الاندماج الثقافي والقيمي متنفسا ببعديه: التواصل الإنساني والمعرفي . وبناء اللحمة على مستوى الشعور الإنساني مركز قوة في تحقيق أهداف المشروع. أما عن إحساس المعطل بعد أن حرق الزمن جزء من عمره فيعرب عن تفاؤله من جراء إحساس يعيد إليه أمله.

ملاحظات لا بد منها:

قبل أن أختم كان لا بد لي من الملاحظات التالية:

نسبة التسجيل في اليوم تتراوح ما بين 3 إلى 5 مستفيد محتمل.
نسبة تسجيل المرأة تصل إلى 85%.
أهداف التسجيل بالنسبة للمستفيدين الرغبة في الشغل والمعرفة.
الاندماج ساهم في نقاشات والتفكير في خلق مشاريع مشتركة.
بعض النساء بلورن تصور لتأسيس مركز يعنى بشؤونهن.
خلق قوة اقتراحية تسعى إلى برمجة أنشطة متعددة.
الإعلاميات على هذا المستوى كانت مناسبة لتعميم التواصل الإنساني والمعرفي والولوج إلى صياغة وبلورة أفكار تنتشل الفرد من عزلته لينصهر داخل مساحة التفاعل والإبداع.

أسماء النبط أستادة الإعلاميات بمركز تطوان