مساكن العراقيات أم شرفهن .



ناهده محمد علي
2008 / 5 / 16

لقد اُنتُزِعَت الكثير من المساكن من النساء العراقيات وخاصة الأرامل , ويتسابق المسؤولون الشرفاء وبعض أفراد الميليشيات للحصول على السكن المجاني الجيد وفي المناطق المرغوبة , ولكن أيُساوم هؤلاء ما بين المسكن وشرف بنات العراق ؟ , من يا تُرى أعطى لهم هذا الحق , وحق المساومة ما بين قطف أجمل زهرة في البيت أو الإستحواذ على جدران المنزل , أذئاب تروح وذئاب أُخرى تجيء ؟ .
تبكي الفتاة ( غفران ) 17 سنة وتقول : ساوموا أُمي ما بين أخذي معهم وبين المنزل , وأسرعت أُمي بإعطاء المنزل ثم تضيف الفتاة : أنا طالبة في الخامس العلمي , أين أذهب مع أُمي وأخواتي وكيف أدرس والى أين أتجه , إنهم يرسمون لنا خط الضياع , ثم يتحدث الكثير عن وجود أسراب من فتيات العراق سقطن في الفخ وأخذن يتجولن في دول الجوار ليبعن الشيء الوحيد الذي يمتلكنه , حينما فقدن هؤلاء النساء الأب والأخ والزوج , أو أصبح الجميع مُعَوقين بلا أيدي أو أرجُل ثم قفز المتهالكون على البيوت الفارغة إلا من شرفها لأخذها ولا يبقى شيء إلا الرحيل والضياع لهؤلاء النسوة , ولا زلت أسمع من بعيد صوت ينادي –
لا يسلمُ الشرف الرفيع من الأذى ........ حتى يُسال على جوانبه الدم ُ
ونحن والله جاهزون لهذا المقطع الأخير ؟ إلا أننا أُمة عملت ما في وسعها جاهدة لِتُلحِق كل الأذى بهذا الشرف , وها أنا أرى أقنعة وأشرطة سوداء وخضراء تُربط على الرأس وأحاديث كثيرة عن مخافة الله , إلا أني ارى ايضاً ذئاباً يسيلُ لعابها لكل ما ليس لها بحق , وارى أن البقاء أصبح للأقوى وان كل غاية تبررها أية وسيلة . أبعد أن ارتفعت أصوات ومراكز الكثير من النساء الى مستويات علمية وأدبية وفنية جيدة , تعود المرأة العراقية وتصبح واحدة من إثنتين , أما متسولة وباكية على أبواب الرعاية الإجتماعية حيث لا رعاية , وأما مهاجرة في جميع بقاع الأرض تقاتل لتحمي اولادها وبيتها من السقوط في بؤر إجتماعية غريبة وقد تسقط أحياناً في هذه البؤر , لكنها وفي كل الأحوال تعاني مثلما تعاني المرأة العراقية في الداخل حيث أصبحت مواطناً من الدرجة الثانية , ويؤكد هذا وضع لجنة المرأة والطفولة في مجلس النواب , فهي تصرخ وتستجير لحماية المرأة والطفل العراقي ولا من مُجير .