حرمان المرأه من حقها في الاختيار---- ينتج جيلا- مشوها- عنيفا-



هادي ناصر سعيد الباقر
2008 / 5 / 22

هي فرضية افترضها ولي فيها محاوله تؤيد وجهة نظري : (( ان حرمان المرأ من حقها في حرية اختيار الزوج يخلق جيلا مشوها" خلقة" وخلقا" ))..
ولا بد من التطرق الى المراحل التاليه في محاولة البرهنه على نظريتنا هذه :
المرحله الاولى :
قام التاريخ الانساني منذ العصر الحجري على اعتبار المرأه هي سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسه كملهاة ووعاء للشهوه .. والمجتمع الانساني هو مجتمع ذكوري يمتاز الرجل فيه بالقوّه الجسديه .. والمرأه : بالضعف العضلي والفسلجي حيث تعاني شهريا" من ارهاق العاده الشهريه ... والذكر كان ولا زال يحاول التقرب من الانثى لا بقصد رغبته بالذريه والنسل .. بل كان بدافع اشباع الرغبه الجنسيه .. وهو اي الرجل كان ولازال كذلك ...والمرأه كانت ولازالت تحركها الشهوه الجنسيه للاتصال بالذكر فكما لهذه الشهوه الجنسيه من لذه وشهوه لكلا الجنسين ينسيان بعدها كليهما ... فالرجل ينسى تلك اللحظه بعد انتهاء متعتها ... الاّ ان المرأه او الانثى لن تنسى تلك اللحظه , اذ تبقى آثارها لدى المرأه , وذلك بالتغييرات الفسيولوجيه التي تبدأ تنمو لديها من معاناتها من الوحام وتضخم صدرها وانقطاع الحيض عنها وتضخم البطن ثم آلامها لمدة تسعة اشهر بعدها تحين آلام ساعة الولاده ووضع المولود ... وتجد الانثى مشدودة" الى هذا الوليد فترضعه وتحميه وتعتني به في النوم وتراقبه في النمو والحبو والمشي .. ثم ليبلغ اشدّه ويكبر ومن ثم يتركها ... فاكتشفت الانثى ان لحظة الشهوه الجنسيه تمنحها مولودا" يخلق لديها مشاعر الامومه وعاطفة الحنان ... وتكوين والعائله ... فسعيها لارضاء شهوتها الجنسيه يمنحها مكافأة الحمل والولاده وعاطفة الامومه وحنانها .. في حين ان الذكر يسعى لارضاء شهوته الجنسيه ارضاء" جسديا" حسيا" .. ينساها بمجرد انتهاء قمة الشهوه الجنيسه , فهو لا يتوقع مكافأه من هذه العمليه .. على عكس الانثى ..
ولان الرجل يتفوق بالقوه الجسديه .. والانثى ضعيفة الجسم وهذا جعل للذكر التفوق في ان يفرغ شهوته لا عن عاطفه الحب بل لحاجته ارضاء هذه الشهوه , فلم يكن يهمه أي انثى يختار بل هي أي تكون في طريقه ولا دخل للانثى في هذا الاختيار ... وهذا الذي كان يحصل في العصور الحجريه .. وحيث كان الرجل يجر الانثى يسحبها من شعرها جرّا" .. وحتى بعد هذه العصور الحجريه ... عصور مجتمعات العبوديه والامبراطوريات ... فالمرأه كانت مهمّشه لا رأي لها في اختيار الذكر الذي يعاشرها .. وهي بذلك كانت محبطه متألمه تشعر بغبن العبوديه ... وهي بذلك تنقل حالة الاحباط التي تشعر بها وتعيشها الى الجيل الذي تربيه ... لهذا كانت هذه الاجيال والقرون من الحروب والعنف والقتل الذي تميزت به العصور التي مرّ الانسان ..

المرحله الثانيه: عصر الفلسفه اليونانيه :
في هذا العصر بدء عصر الفلسفه ومنطق الانسان بالنشوء والتحدث في مواضيع الفلسفه وحق الشعب في ان يحكم نفسه بنفسه ... كما بدأعهد تقدير الفن والجمال ويبحثون عنه فوجدوه ممثلا" بكمال وجمال جسم المرأه .. فاوجدوا للجمال ألهة" وهي (( هايجا )) ربة الصحه والجمال و (( افرودايتي )) ربة الحسن والجمال وصنعوا تمثالا" لها على شكل امرأه لم يجدوا لحد الآن امرأه تماثلها بالجمال ومقايسه .. ولو ان المرأه كانت كذلك تعتبر ضمن عبودية الاسرى , الاّ ان المرأه الحرّه كانت لها حريتها باختيار الشريك والحب . وكانت قصص الحب لها مكانتها في المجتمع .. ومن قصص الحب العنيفه كانت قصة حب باريس وهيلين التي قامت بسببها حرب طرواده المشهوره .. ثم جاء افلاطون الذي اعلن مساواة المرأه بالرجل بقوله المشهور (( ما من عمل في الهيئه الاجتماعيه يقوم به الرجل لاتستطيع ان تقوم به المرأه وان الطبيعه قد منحتهما الكثير من النعم ليتمتعوا بها , ولكن هناك من الفروق الفسلجيه تجعل لكل منهما عمل تفرضه هذه الفروض )) ... ولأن الانثى في يونان ذلك العصر كان لها نصيب من الحريه في اختيار الذكر , لذلك كانت اجيال ذلك العصر في اليونان تتصف بالقوه والعلم والحريه والمعرفه .. بحيث استطاعت اليونان التغلب على اكبر امبراطوريه وهي امبراطورية فارس , والتي انتهت بان دحرها الاسكندر المقدوني والذي قام كذلك باحتفال كبير بان اقام اول حفل جماعي بان زوج افراد جيشه بحسان فارس وفق اختياراتهم وانتج اجيالا" جديده ..
المرحله الثالثه : مرحلة الامبراطوريات الشرقيه :
الموجات المغوليه البربريه التي كانت من موجات لاغتصاب النساء واختلاط الانساب والاجناس ولم تذق الانثى طعم ونشوة الحب , بل كانت المرأه وعاء" لشهوات عابره حيوانيه .. وكذلك امبراطورية فارس واباطرة الصين وراجات وملوك الهند وسلاطين جنوب شرق آسيا .. فالمرأه كانت سقط المتاع وسلعه تباع وتشرى للشهوه .. يتداولها ويشتريها الذكور من اسواق النخاسه ... وكانت الانثى لاتملك حق الاختيار وكان هناك تمييزا" بين ابن العبده والحرّه فنشأ نسلا" مشوها" بالسلوك وقد يكون بالخلقه .. وكان هذا النسل سفّاحا" سفاكا" للدماء ظالما" لأنّه كان ثمرة تربية امرأة مظلومة مغبونه ... وهذا التاريخ مليىء بصفحات اكبر السفاحين من ابناء من مثل هؤلاء النسوه من كن من الرقيق من سبايا الحروب او من تزوجن بالاغتصاب او بالاكراه ..
المرحله الرابعه : مرحلة الاسلام :
جاء الاسلام ووجد ان المرأه تمثل الخزي والعار للرجل .. فهو يقتلها ويأدها .. يدفنها وهي حيّه .. ويستخدمها كسلعه لتجارة الجنس ... وما موضوع ذوي الرايات الحمر .. الاّ هي مواخير للشرب والعهر لجواري يجلبهن تجار قريش ويفتحون لهن بيوتا" للدعاره وفي نهاية اليوم يأتي السيد القرشي ليأخذ حصيلة تجارة اليوم أي العائد اليومي .. ومن بائعات الهوى اولئي .. كان هناك مواليد فعندما يختلف سادات قريش على نسب هؤلاء المواليد يرجعون الى اولائي الغواني فيقمن بنسبته الى احدهم .. والتاريخ يحفظ لنا اسماء البعض منهم مثل (( زياد بن ابيه )).. وابن مرجانه .. وغيرهم ممن خلدهم التاريخ بالسلوك الغير سوي والعنف الحاقد ...فنرى ان مثل هذه المواليد تنشأ نشأة" غير سويه .. كما ان المواليد الذين يأتون من زوجات سادة قريش هؤلاء ممن يتاجرون بالرايت الحمر . هذه الزوجات كنّ يشعرن بالغبن والاحباط وهنّ يرين ازواجهن يعاشرون العشرات من بائعات الهوى فينقلن هذا الاحباط والحقد الى ابنائهن فيشب هؤلاء الابناء محبطين عنيفوا السلوك غلاظ القلوب لصوص وقتله .. ومن يقرا قصة (( جهينه ))
يستطيع ان يدرك ما ارمي اليه في هذه الفرضيه ...
فجاء الاسلام بما يحرر المرأه من هذا الوضع المهين بالمرأه وبما يحفظ حياتها وكرامتها ..
فأولا" اعطاها حقها في حرية الاختيار بمن تريده من الزوج الذي تحبه .. الاّ ان تغلب النزعه الجاهليه والعشائريه سلبها او عطّل هذا الحق .. والمرأه الآن تعيش محرومه من هذا الحق .. فهي مغبونه .. محبطه .. وهذا الشعور بالغبن والاحباط ينتقل الى سلوك ابنائهن .. وما ابناء هذه الاجيال من العنف لدينا بالشارع الاّ نتاج هذه الزيجات ..
امّا ثانيا": موضوع تعدد الزوجات :
فهو امتهان لكرامة المرأه .. وعندي لم يجزه القرآن الكريم .. وارجو نشركل ما ورد في القرآن في هذا الشأن وما ورد في التفاسير حول ذلك .. واستمعت لمحاضرة للشيخ الوائلي بهذا الشأن حيث بيّن رحمه الله : انه وان كانت الاستطاعه الماديه متوفره لدى الرجل بان يتزوج باكثر من امرأه .. الاّ انه يستحيل على الرجل ان يكون عادلا" بالعاطفه .. والعاطفه لا تعني فقط الاشباع الجنسي الحسّي بل هي كذلك عاطفة الحب والمغازلة ... وهنا بين القرآن الكريم استحالة الزواج باكثر من انثى واحده سويه .. الاّ ان رجال الدين قد ذهبوا مستسهلين بنطرف بتعدد الزرجات .. والموضوع يحتاج الى النظر بهذا الموضوع : وفق بواطن القرآن والتقدم التكنولوجي في هذا العصر ..
اما ثالثا" موضوع العنف ضد المرأه :
المرأه كائن ضعيف جسديا" .. كانت !؟ وكانت سلعه للمتعه تباع وتشرى .. وقد تعودت هي ذلك .. وساعدت على ذلك كل الشراع والقوانين .. بان جعلت الرجل هو الوصي عليها .. فهي لازالت تحمل آثار هذه العبوديه ... فزنوبيا ملكة تدمر عندما اسرها قيصر روما فوضع في عنقها طوقا" من الذهب وساسله من الذهب مع قيود من الذهب في معصميها وحول كاحلي ارجلها مكبلة" بسلاسل من الذهب .. وهذه كلها لازالت المرأه تسعى لتكبيل نفسها كزينة لها .. اضافة" الى رغبة الرجل في امتلاكها .. فكانت الشرائع والقوانين تكريسا لهيمنة الرجل على المرأه... وعلماء الاجتماع والحياة يعدون المرأه من الفئات الاضعف في المجتمع كونها مكلفه بحكم تكوينها الجسمي ووظيفتها البايولوجيه كونها مكلّفة بالحمل والولاده والارضاع والتربيه كونها ام او مربيه .. اضافة" الى انها تمر شهريا" بفترة الحيض او ما يسمى بالعاده الشهريه , مما يجعاها تتحمل اعباء" جسميه واجتماعيه تجعلها احوج الى مزيد من الحمايه والرعايه والاهتمام .. كذلك فان الفئات الاضعف الأخرى في المجتمع بشكل طبيعي هم كذلك الطفل .. والشيخ ... وهناك فئات اخرى تكون ضعيفه في المجتمع ولو بشكل مؤقت .. كالمرض .. والطبقات الاجتماعيه الفقيره ..

المرحله الخامسه :
آ- العصر التكنولوجي في القرن الواحد والعشرين __ والمرأه :
اثبتت المراه القدره العلميه في كل المجالات واصبحن عالمات بشتى فروع العلم .. واما الحديث النبوي الشريف (( انهن ناقصات عقل )) فقد فسّره العلم الحديث وهو ان : مخ المرأه اقل وزنا" بقليل عن مخ الرجل , ولا دخل للذكاء والتفوق العلمي بذلك .... وعندي ان الظروف التي مرّت بها المرأه لعصور طويله من التهميش جعلها اقل استخداما" لمخها مما جعل وزنه يكون اقل من مخ الرجل المشغول بتدبير الصيد والحروب ... الخ .. اما من الناحيه الجسديه فالتكنولوجيا الحديثه مكنت المرأه من القيام بكل الاعمال التي يقوم بها الرجل ... فهي محاميه .. وطبيبه وجرّاحه .. ومحاربه وطيّاره .. ومصارعة كاراتيه .. وقاضيه .. ورئيسة دوله و زيره وربة بيت ... فهي بأمكانها ان تكون مساويه للرجل .. وتتفوق على الرجل بانها تستطيع ان تحمل وان تلد وترضع وتربي المولود ... وهذا ما لايستطيعه الرجل ..
ب – حقوق المرأه :
لقد اثبتنا ان المرأه هي مساويه واكثر للرجل فلها ان تتمتع بكل حقوق المساواة هذه .. ما عدا حقها في الأختيار في الزواج والحب .. وان تكون مالكة لامرها كما اقرّها الدين والقانون .. وحرمتها من هذا الحق التقاليد العشائريه الجاهليه الجائره والتي تلغي اساسا" شخصية الفرد الغاءا" في شخصية شيخ العشيره .. وهنا اضع فرضيتي التاليه :
(( ان حرمان المرأه من حق الاختيار واجبارها على الزواج بمن لا ترضى وتحب ينتج عنها نسلا" مشوها" خلقة" وخلقا" )) ...
التشوه الخلقي: أي السلوكي .. فالنسل يرث نفسية الاحباط والغبن والتذمر واليأس : فينشأ جيلا" عنيف السلوك .. ولعل اكثر اسباب العنف في المجتمع العرلقي ناجم عن هذا الشيء ..
ولا زلت اتذكر تلك الفتاة المدرسه التي جلست وهي تبكي لأن ابوها يرفض تزويجها ممن تقدم للزواج منها وهي تحبه ... وابوها يريد تزويجها الى سيد من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وآله , حسب نذره ....والقصة الاخرى هي ....: اما تلك المرأه التي تقدم الخطّاب لطلب يدها ,, وجاء ابن عمها
السن والمتزوج من اثنين و(( نهى )) واوقف زواجها وبقيت معطله حتى بلغت الخمسين من العمر ...
اما التشوه بالخلقه : فما عليك الاّ ان تنظر الى اشكال تراكيب الوجه والراس لمثل هذه الذريه الناجمه عن مثل الزيجات .. حتى تستنتج او تستدل على ان مثل هذه الزيجات تكرر العيوب المتوارثه المسؤله عن انتقالها الكروموسومات والجينات الوراثيه ..

لذلك ان اهم حق من حقوق المرأه الذي تتفرع عنه جميع الحقوق الانسانيه للمرأه هو ضمان حقها في حرية الاختيار في الزواج وان تكون مالكة امرها ..

ونحن نرى ان الطبيعه قد اعطت الاتثى من الحيويوانات ان لاتمكن نفسها الاّ للذكر الجيد القوي الذي تقبله . وهذا ما يسري على كل الاحياء ...

المرحله السادسه : الحريه الجنسيه -- والزواج :
ان المرأه واحده في كل المجتمعات .. في المجتمعان الغربيه او حتى الافرقيه المتخلفه حيث تكوت الحريه الجنسيه مطلقه .. نرى ان المرأه فيها تشعر بالغبن لعدم عثورها على الزوج .. فهي مستعده ان تتنازل عن كل حق لها في سبيل ان تتزوج ..
كذلك في المجتمعات المغلقه والذي يكون على الجنس القيود الشديده والحرمان .. تجد المرأه محرومه من ان تجد الزوج الذي ترضاه ومستعده ان تتنازل عن أي من حقوقها للزوج ..
ولابد على المراه ان تتخلص من رواسب عصور العبوديه وان تتخلص من التزيين والتبرج المتطرف الذي يحط من قيمتها وكرامتها وان يكون تزينها في الاماكن الملائمه ..

المرحله السابعه: الحلول المقترحه :
1- ان اهم ما يمكن من مساعدة المرأه ان تحصل على حقوقها : هو ان نهيىء لها امكانية استقلالها الاقتصادي .. وليس فقط عن طريق الوظائف الحكوميه ... بل عن طريق ايجاد ما يسمى باقنصاد البيت وتنمية الحرف المنزليه والصناعات المنزليه وتدريب المراه على الحرف المنزليه.. وتمكين المراه من الحصول على القروض ..
2- التأكيد على الحوزات الدينيه من كل المذاهب ان تؤكد على مواضيع الزواج بالاكراه .. وكذلك على موضوع تعدد الزوجات حدود السماح وحدود المنح ..
3- ان يتم الاصلاح القانوني والتشريعي بخصوص هذه الحقوق ..
4- ان تحدد منظمات المجتمع المدني النسويه وغيرها وتركز حملاتها التوعويه بهذا الاتجاه .
5- ان تتجنب المنظمات الدوليه تشجيع المنظمات النسويه للسفر في ورشاة عمل للنساء فقط خارج العراق او خارج مناطق سكناهم في محاولة خداع النسوه ان هذا تحقيق لحريتهن .. مما ادى الى نتائج تمس السمعه الاخلاقيه لهنّ ...