دور المرأة الكردية فى ثورة كولان التقدمية



عبدالله مشختى
2008 / 5 / 30

ان ثورة كولان التقدمية التى جاءت بمثابة رد على الانتكاسة التى اصابت ثورة ايلول الكبرى والتى اندلعت شرارتها فى 26 ايار عام 1976 وكتكملة للخط النضالى البطولى للشعب الكردى بقيادة البارزانى الخالد ، كانت مفاجئة للمنطقة والعالم اجمع كون النظام العراقى قد اظهر للعالم اجمع بانه لن تقوم قائمة بعد نكسة 1975 لما تسمى بالقضية الكردية .
ان دور المرأة الكردية فى الثورة كان رائدا رغم ان المرأة الكردية لم تشارك بالعمليات العسكرية بشكل واسع ولكنها كانت دائما فى المقدمة برفد الثورة بالطاقة اللازمة من حيث شد عزيمة المقاتلين البيشمركه واخذ مكانهم فى تدبير امور عوائل المقاتلين وتربية اطفالهم والقيام بشتى الاعمال المنزلية الشاقة التى تستدعى قوة الرجل فى انجازها ، اضافة الى كونها كانت المصدر الرئيسى فى تهيئة الارضية اللازمة للمقاتلين فى الاستمرار فى مقاومة قوات العدو والاجهاز عليها فمن مساعدتهم فى توفير الخبز والاكل لهم وحتى فى احلك وادق ضروف القتال كانت تقوم بتهيئة الطعام الحار ورفد الجبهات بما كانوا يحتاجونه من الطعام . وكذلك ايواء المقاتلين اثناء تحركاتهم والاهتمام بهم وبث روح النخوة والقتال فيهم وزيادة حماستهم لمجابهة العدو والقيام بالهجمات على مراكز تجمع افراده ومواقعه الاستراتيجية ، وكانت تقوم بعمليات العبئة والتهيؤ اثناء القتال وتحمى الاطفال فى ملاجئ وكهوف الجبال وتحت وابل القصف المدفعى والصاروخى وقصف الطائرات كانت تقوم بمهماتها فى اعداد واحضار الطعام وتوفير الخبز الذى كان صعبا للغاية ابان تلكم الضروف .
ان المرأة الكردية فى تلك السنوات الحالكة لم تذخر جهدا الا وكانت اليد الثانية للثورة ففى الليالى الحالكة وتحت ليالى الصقيع البارد فى الشتاء وليالى الحر فى الصيف لم تتوانى ابدا فى اشعال تنانير والقيام بعمل العجين للخبز وتهيئته قبل طلوع الشمس او النهار لان النهار كان خطرا عليها فالطائرات والقصف كانت تمنعها من اداء مهامها النضالية والبطولية . وكانت تستقبل مجموعات المقاتلين المتنقلين فى بيتها وتقوم بخدمتهم ليل نهار وهم فى طريقهم من مكان لاخر وتستقبلهم بوجوه باسمة وامست الظاهرة بشكل وكأن اية مجموعة مقاتلة بمثابة اخوة لها او اقرباء وتتعامل معهم كأنهم افراد عائلتها لانها كانت تدرك بان هولاء المقاتلين الذين وضعوا ارواحهم فى راحة يدهم ليس الا من اجل تحريرهم من عدو لا يعرف الرحمة او انها كانت معدومة فى قواميسهم وكان العدو يتعامل مع المرأة كالمقاتل الرجل ، ولاننسى دور المرأة المقاتلة ايضا التى شاركت فعليا فى العمليات العسكرية يدا بيد مع اخوتهم من المقاتلين . ان المرأة الكردية فى عهد ثورة كولان التقدمية والوطنية لم تبخل بالتضحية فى سبيل تحقيق اهداف شعبها التى هى كانت تمثل رصيدا قويا لها وكانت مستهدفة من العدو الذى لم يكن يفرق بينها وبين الرجال المقاتلين فكم من هذه النساء المناضلات خضن ظروف القتال والخوف وكم منهن قدمن ارواحهن فداء لشعبهن من اجل تحقيق الاهداف النبيلة والتى كانت تتمثل فى التخلص من الظلم والقهر والابعاد ومسح الهوية القومية لبنى شعبهن .
لقد مرت 22 وعشرون عاما على اندلاع هذه الثورة التى تعد بحق الوطنية لان العديد من القوى المحبة للديمقراطية وتحرير الانسان من الظلم والعبودية التى كان يمثلها نظام صدام حسين البائد وحزب البعث كانت قد شاركت فيها عدا الاحزاب الكردستانية وخاضت غمار المقاومة لتخليص البلاد من تلك الطغمة المجرمة . وهناك العديد والعديد من القصص الحية والواقعية والمواقف البطولية لنساء الكرد اثناء سنوات البطولة والمقاومة فى تلك الفترة . وبمناسبة هذه الذكرى العطرة لهذه الثورة التى اثلجت صدور المئات بل الالاف من الامهات الثكالى والزوجات الارامل والفتياة اليتيمات من الاب او الابوين بعيد انتصارها فى عام 2003 ابارك كل النساء اللواتى شاركن فى الثورة وكن العامل المساعد لصمود المقاتلين وزودت الثورة بجيل من المقاتلين الاشداء والمخلصين وسهرن الليالى الباردة والمثلجة من اجل تجهيز المقاتلين بالخبز وقودهم انذاك فى تقديم العطاء والقوة والزخم لادامة روحية الثورة لدى الكرد ومهما نقل ونشيد بهذا الدور فلن نتمكن من الايفاء بحقهن وتضحياتهن وبسالة مواقفهن ومن الواجب على سلطة اقليم كردستان ان تبادر الى تشكيل لجنة نزيهة لابراز ادوارهن وتكريمهن فى هذه المناسبات كى تشعرن بان الوطن لن تنسى ما بذلن من تضحيا ت وجهد فى ادامة الثورة .
المجد وكل المجد لتلك النساء الرائدات فى الثورة ، والمجد والرحمة لقافلة الشهيدات منهن .