مصطفى حقي عقد الزواج بين الاستمتاع والاستخدام ..(2)



مصطفى حقي
2008 / 5 / 31

تطور الأحكام والأنظمة والمجتمعات نتيجة حتمية لتبدل الأزمان فبيئة المجتمع الرعوي تختلف اختلافاً كلياً عن المجتمع الحالي المتوسط على سبيل المقارنة في كل شيء ابتداءً من الماء النظيف ووسائل النقل والإنارة ونوعية الطعام واللباس والتطبيب ووسائل الإتصالات من هاتف سلكي ولا سلكي ووسائل الإعلام من صحف ومذياع وتلفاز وانتشار موسع ومذهل للفضائيات وأنظمة الحكم التي تضع الإنسان وكرامته وحريته في المقام الأول..وعقد الزواج هدفه الأسمى إنشاء أسرة سعيدة متفاهمة ترعى أبناء مستقبل الجماعة البشرية والمتشربة من ثقافة الزوجين والبيئة ، فالاستمتاع هو الذي يقود إلى الإنجاب ولا استمتاع إذا لم يشارك كلا الزوجين في العملية الاستمتاعية .. وفي حال قصور هذه المتعة وحصرها بأحد الزوجين والغالب هو الزوج دون الزوجة فتنقلب العملية في هذه الحالة إلى فعل اغتصاب وخارج الهدف الأساسي لعقد القران .. والمشكل أن الولادات الحاصلة نتيجة العملية الاغتصابية هم خارج العقد وغير شرعيين وهنا الطامة الكبرى غالبية أبنائه خارج نطاق الشرعية .. وتصور هكذا مجتمع يا رعاك الله ... محامي متزوج من قاضية وبالتحديد في القضاء المدني عملها يحتم عليها السهر إلى ساعة متأخرة من الليل وهي تقلب قوانين الأصول والبينات والقانون المدني واجتهادات محكمة النقض وعندما تعجز عن حل القضية التي يجب أن تنهيها بقرار سليم تخوض في مجموعة السنهوري .. وزوجها المحامي ان كان لم يتمكن بعد من تسييس وحضرنة غريزته الجنسية فسيقلب عقد الاستمتاع إلى عقد الإلزام والاستخدام وتجد القاضية نفسها في مكان المعتدى عليه وتغتصب وهي بين طيّات اجتهادات السنهوري .. وحماية القانون .. معلمة رزقت بستة أولاد فبعد عناء التدريس لأكثر من ست ساعات تعود إلى البيت لتجد كماً هائلاً من الواجبات الأسرية والأشغال المنزلية وأهمها تحضير الطعام للنصف دزينة ووالدهم والتنظيف وغسل الغسيل ونشره وتكنيس الغرف ولملمة الفرش ومتابعة شؤون أولادها الدراسية وغيرها ولا تتجاوز منتصف الليل حتى تكون بأمس الحاجة إلى الاستغراق في النوم لتنهض صباحاً قبل السابعة وتحضير طعام الإفطار السريع وتخرج مع أولادها كل إلى مدرسته .. ويتقدم الزوج إلى شريكته التي هدها التعب طالباً تنفيذ عقد الاستمتاع من طرف واحد وإلا فجهنم هو مصيرها .. وإن لم تستجب إلى طلبه يطبق بحقها عقوبة فعل النشوز و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع وهل يكتفي الرجل بالهجر أو لديه الصبر ليهجر بل انه يلجأ إلى صدر الآية ويطبق و اضربوهن ... !؟ زوجة شبقة جنسياً هكذا خلقها الله وزوجها يكبرها بأكثر من عشرين عاماً وعمله نهاراً شاق ومرهق ومع ذلك يخشى العودة للمنزل ليجابه نظرات زوجته التي تعريه وتسحبه إلى الفراش وهو يهرب دائماً وينام في غرفة لوحده ، وبرغم كثرة خلفته الذين يشغلون أمهم في كل دقيقة .. ولكن لليل شجون بعد أن ينام الجميع تتسلل الزوجة الشبقة إلى سرير زوجها تطلب حقها وفق عقد النكاح .. والزوج المسكين لاقدرة لديه على تلبية طلب زوجته الموثق عقداً ولكن خارج إطار الشرعية لأن من يطلب النكاح هو الزوج وفق الحديث : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه،فأبت أن تجيء،لعنتها الملائكة حتى تصبح) ولم يأت أي حديث إذا طلبت الزوجة .. وفي هذه الحالة إذا استطاعت الزوجة أن تثير زوجها بطريقة ما وتم تنفيذ العقد فإنه ينقلب أيضاً إلى فعل اغتصاب ولكن هذه المرة من قبل الزوجة .. !ّ؟ والليالي حبالى يلدن كل عجيبة ..