نادي - رحاب - للتربية النسوية تحتفي بعيد الأم بمدرسة أولاد عنتر



فاطمة الزهراء المرابط
2008 / 6 / 3

في منطقة نائية... في أقصى شمال المغرب... على مسافة 8 كلم من مدينة أصيلة، يقع دوار أولاد عنتر الذي يفتقر إلى مختلف سبل التوعية و التأهيل، حيث ليس للمرأة دور سوى الزراعة و تربية الأطفال و الاهتمام بالبيت، تقضي ساعات طويلة أمام جهاز التلفاز الذي يعتبر تسليتها الوحيدة، تتحسر على الاختلاف الكبير بين واقعها وواقع شخصيات الأفلام و المسلسلات التي أدمنت مشاهدتها، تحاول أن تنفض عنها غبار التخلف، تحاول أن تكسر الحواجز التي يفرضها عليها هذا المحيط الضيق، لتستغل أي فرصة لتخرج من وضعيتها التي تتأزم يوما بعد يوم... هنا يكمن الدور الجميل الذي يكرسه فضاء مدرسة أولاد عنتر، الذي يحاول من خلال أنشطته المختلفة مد جسور التواصل و الانفتاح على المحيط و عبر لقاءات و أنشطة ثقافية و ترفيهية موجهة لتلاميذ المؤسسة ولأمهاتهم أيضا، عبر أندية المؤسسة المختلفة مثل نادي " رحاب " للتربية النسوية الذي منذ أن تأسس في بداية الموسم الدراسي، و هو يكرس مجموعة من الأنشطة الداخلية والإشعاعية..

بعد الصدى المميز الذي خلفه اللقاء التواصلي الذي نظمه نادي " رحاب" للتربية النسوية بمدرسة أولاد عنتر ( ضاحية أصيلة ) احتفاءا باليوم العالمي للمرأة، هاهو النادي يمد جسور التواصل مرة أخرى مع أمهات التلاميذ، في لقاء تواصلي بمناسبة عيد الأم، حول موضوع:" الأم دعامة أساسية في تكريس السلوك المدني" وذلك يوم الاثنين 26 ماي 2008 على الساعة 11 و النصف صباحا، بمشاركة الأساتذة: رشيدة بنتاوت (أستاذة، مشرفة على نادي رحاب / أولاد عنتر)، فاطمة الزهراء المرابط (باحثة اجتماعية، فاعلة جمعوية / أصيلة)، عزيزة بوحراث( عضوة جمعية النصائح/ طنجة)، ليلى بولعيش (ممرضة بالمركز الصحي / أحد الغربية).
وقد انطلقت فعاليات اللقاء التواصلي بكلمة التلميذة عبلة الدياز: التي رحبت بالفعاليات المشاركة في هذا اللقاء التواصلي، كما رحبت بأمهات التلاميذ اللواتي لبين دعوة نادي "رحاب" للتربية النسوية من أجل الاحتفاء بعيد الأم.
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ عبد الهادي محسن ( مدير المؤسسة) الذي أشاد بهذه المبادرة الجميلة التي يقوم بها نادي "رحاب" للتربية النسوية، مرحبا بالأستاذات المشاركات اللواتي تكبدن عناء السفر من أجل المساهمة في هذا اللقاء التواصلي الذي يتمحور حول موضوع: " الأم دعامة أساسية لترسيخ السلوك المدني"، كما شكر الأمهات على تلبيتهن دعوة الحضور لهذا اللقاء التواصلي.
أما التلميذة نجلاء امشيشن فقد ألقت كلمة باسم نادي " رحاب" الذي أصبح أداة للتواصل مع أمهات التلاميذ و الانفتاح على محيط المؤسسة، و في سياق الاحتفاء بعيد الأم يأتي هذا اللقاء التواصلي، كامتداد للتفاعل بين المدرسة و محيطها، و التأكيد على أهمية التعليم في حياة الفتاة القروية باعتبارها أداة لتحررها وتأهيلها للاندماج في المجتمع.
و قد تطرقت مداخلة الأستاذة رشيدة بنتاوت إلى دور الأسرة و المدرسة في تربية الطفل، و ضرورة التنسيق بين أطر المؤسسة وأفراد الأسرة من أجل تحقيق توافق بين دور الأسرة و المدرسة في حياة الطفل، و توعيته من أجل التواصل مع محيطه الاجتماعي، كما أشارت إلى دور الأم في تربية الطفل بشكل سليم.
في حين ركزت الأستاذة عزيزة بوحرات على دور الأسرة في تربية الطفل و تنمية شخصيته، و دورها في إذكاء روح المسؤولية وزرع الثقة في نفس الطفل، و آداب السلوك والأخلاق الحسنة و احترام الذات و الآخرين، حتى يكون شخصية سوية مشبعة بمجموعة من القيم و المبادئ.
أما مداخلة الأستاذة ليلى بولعيش فقد أشارت إلى ضرورة ترسيخ السلوك المدني باعتبارها وسيلة لحماية صحة الطفل، بحيث ركزت على ضرورة اهتمام الأم بصحة طفلها وبرضاعته الطبيعية، و تغذيته ونظافته بما أنها سلوكات مدنية تكرسها الأم اتجاه طفلها من الناحية الصحية.
و في السياق نفسه تطرقت الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط إلى مفهوم السلوك المدني لدى الطفل، و العوامل المؤثرة في سلوكه ( اجتماعية، فكرية، اقتصادية، نفسية...)، كما أشارت إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في تنشئة الطفل تنشئة اجتماعية سليمة، كما تطرقت إلى دور الأم التي تعتبر الدعامة الأساس لترسيخ مفهوم السلوك المدني في حياة الطفل، بالإضافة إلى دور المدرسة التي هي بمثابة بيئة لتكريس هذا السلوك المدني من خلال تمرير مجموعة من القيم و المفاهيم تصب في تنمية شخصية الطفل تنمية سليمة و متوازنة تتجلى فيها مفاهيم و أفكار السلوك المدني.
و بعد الاستماع إلى عدة مداخلات و تساؤلات تطرقت إلى جوانب متعددة حول الأم و دورها في تربية الطفل، و تؤكد على ضرورة توعيتها و تأهيلها من أجل أن تكون أما و مربية صالحة لتنشئة الأطفال، هي أسئلة آثارها كل من الحاضرين و المشاركات، واختتم اللقاء التواصلي بحفل شاي مميز يتضمن حلويات من إنتاج نادي رحاب للتربية النسوية الذي عرف نال إعجاب الحاضرين.