المرأة والعنف المنزلي



محمد كليبي
2008 / 6 / 4

العنف المنزلي منتشر في جميع أنحاء العالم , وان بنسب مختلفة , ولعديد الأسباب المختلفة

لكن ما "يميز!؟"الحالة العربية في هذا الموضوع هو وجود العاملين التاليين الذين يزيدان الوضع سوءا للمرأة العربية

العامل الأول : هو العامل الديني , والمتمثل في الأمر الالهي المقدس بضرب المرأة " الناشز!؟"حتى تعود الى رشدها. يقول القرآن بصريح العبارة : "" واضربوهن واهجروهن في المضاجع ... "" ؟؟ فهنا نجد أمرا الهيا ذكوريا صريحا بضرب المرأة / الأنثى حتى تطيع زوجها /بعلها/الذكر , والا أعتبرت خارجة عن الدين والمجتمع , باعتبار طاعة الأنثى للذكر في الاسلام أمرا مقدسا . فالأمر الالهي هذا واجب التنفيذ من قبل الرجل وواجب الطاعة والخضوع له والصبر عليه من قبل المرأة , باعتباره أمرا مقدسا - لصالح الرجل - لا يحتمل الجدال والنقاش حوله ..............؟

العامل الثاني : هو العامل الاجتماعي القانوني , فهو عامل ذو شقين

أ -(( عيبية ))المجتمع للمرأة التي تشتكي أو تحاول أن تشتكي من العنف الذي يمارس ضدها داخل الأسرة

فاذا عرفنا أن المرأة العربية غير حرة الارادة والقرار , وأنها خاضعة خضوعا تاما اراديا ولااراديا لارادة الرجل /الذكر . واذا عرفنا كذلك أن نظام الأسرة العربية هو نظام بطرياركي أبوي قائم على قداسة الأب وقداسة الأخ الأكبر وقداسة الزوج , بمعنى قداسة الرجل / الذكر

فان " خروج " المرأة عن حدود تلك القداسة وتلك الارادة الذكورية يعتبر في نظر المجتمع " مروقا وعيبا وعارا ... " عليها وعلى أسرتها , وبالتالي فهي لا تستطيع التعبير والشكوى من العنف المنزلي الممارس ضدها , لا تستطيع الخروج عن تلك القيود المفروضة عليها , الا فيما ندر !!؟؟

ب - تلك الحالات النادرة , لا تتلقى - للأسف - الدعم والتأييد اللازمين والواجبين من أنظمة الحكم العربية القبلية المتخلفة , لا تتلقى الانصات والانصاف اللازمين والواجبين من رجال !؟ القضاء والقانون لأنهم أولا رجالا ولأنهم ثانيا بنفس عقلية المجتمع فيعتبرون تلك المرأة خارجة عن المجتمع , وبالتالي يتم تدخل القبيلة والعرف والعادات والخرافات الاجتماعية لقمع واضدهاد المرأة العربية التي تجرأت على مخالفة السائد وقد يصل ذلك القمع والاضطهاد الى درجة القتل من قبل بعض الموتورين من أسرتها وأقاربها بحجة ؟"انتهاكها للمقدسات !؟

في الغرب-كما نعلم-لا يمكن التغاضي عن أي ممارست عنفية أسرية ضد المرأةوالطفل والمراهقين . بل انه يتم المطالبة منهم-من خلال المدارس ووسائل الاعلام المختلفة-بضرورة الابلاغ عن أي انتهاكات من هذا القبيل الى الشرطة والجهات الرسمية والقانونية , بهدف حمايتهم ورعايتهم . فأين العرب من ذلك ؟؟؟؟

ملاحظات

أ - يوجد عنف أسري ممارس ضد الطفل والطفولة , وهي ظاهرة عالمية , وتمارس من قبل جميع أفراد الأسرة تقريبا . وما حالة الطفلة اليمنية "نجود " التي زوجت !؟ أو أغتصبت - لأنها حالة أقرب الى الاغتصاب منه الى الزواج - في عمر الزهور , في الثامنة من عمرها , الى رجل فوق الثلاثين , الا دليلا على العنف الذي تمارسه الأسرة ضد الطفولة وبالتالي ضد المرأة , ولا يخفى البعد الديني لهذه الحالة (فقد تزوج محمد ذو الرابعة والخمسين من العمر بعائشة ذات الزهور الثمان ) !!؟؟

كما لا يفوتنا هنا الحديث المقدس!؟ القائل بضرب الطفل متى ما بلغ السابعة من العمر

فنحن اذا أمام دين سماوي " ذكوري " يأمر أتباعه ويحضهم على الضرب , على العنف , وضد من ؟ ضد المرأة والطفل . فيا لها من مأساة !!؟؟

ب - يمكن أن يمارس العنف المنزلي ضد الرجل ومن قبل بعض النساء , ولكنها تظل حالات نادرة جدا

# كاتب علماني يمني