برلمانيون سلفيون كويتيون تصدمهم رؤية امرأة سافرة .. ولله في خلقه شؤون ..



مصطفى حقي
2008 / 6 / 4

ويقولون لماذا نتأخر ونعود كل يوم مئات السنين إلى الوراء وهم يتقدمون أعواماً في كل ثانية .. ومسبار يطير منذ تسعة أشهر يخترق الفضاء اللانهائي ويحط على سطح المريخ وابن باز يكفر كل من يقول أن الأرض كروية وآخر يفتي أن بول الولد الذكر لايبطل الوضوء بينما بول الأنثى يبطله ويفسره الفقيه الألمعي أن الرجل خُلق من تراب والتراب نظيف ويمكن التيمم به بدل الماء المفقود بينما الأنثى خلقت من ضلع آدم أي من اللحم فهي نجسة والفقيه الفهمان يؤكد أن آدم من تراب وبالتالي ضلعه أيضاً من تراب .. مهزلة ويكفي؟ ولكن شر البلية ما يضحك فالبارحة وباجتماع مجلس الأمة المنتخب بحضور أمير البلاد كانت وزيرة تجلس سافرة بين الرجال الملتحين ( معظمهم ) فثارت ثائرة عشرة عقول منهم وخرجوا من القاعة احتجاجاً على مشاهدة امرأة سافرة .. ولم تمض أشهر على مشاكسة هذه العقول البرمة للأفكار الحضارية التي حاولت أن ترسخها وزيرة التعليم العالي السيدة نورية الصبيح وثارت ثائرتهم أيضاً وتكراراً ففي المرة الأولى عندما أدت يمين القسم سافرة متحدية الغطرسة الذكورية والجهل الأنثوي أيضاً حيث أن النساء الناخبات في الكويت يشكلن أكثر من 50% ومع ذلك لم تنتخب ولا امرأة واحدة مما يؤكد مشاركة المرأة بالذات في إهدار حقوقها أمام الرجل ولكن وبالتأكيد وجود نساء مثل السيدة صبيح سيكسر هذا الحاجز السلفي التخلفي المصطنع وستنال المرأة حقها ان شاء المتزمتون من الرجال والنساء أو أبو لأن عقارب الساعة لن تدور إلى الخلف والزمن لن يعود إلى الوراء والمستقبل للأذكياء والعلماء والمفكرين إن أمير البلاد انتقد بخطابه أمثال هؤ لاء النواب المنهزمين وفي بدء ولايتهم لم يتمكنوا من استيعاب منظر امرأة سافرة .. وكيف بإمكان هؤلاء مجابهة عشرات المناظر السافرة عن مخالفات ومشاكل تجابه المواطن العربي في كل ساعة ليتمكن من الوقوف دون انحناء أمام العواصف السلفية والسياسية في أشكال طائفية ونخبوية ألم يرى ويسشمع هؤلاء النواب المنهزمون أنجيلا ميركل مستشارة ألمانيا تقود دولة عصرية احتلت المرأة أرفع المناصب الدولية رئيسة دولة كبرى مستشارة ألمانيا (أنجيلاميركل) ورئيسة الفليبين غلوريا أرويو ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر976-990 ورئيسة وزراء سابقة في تركيا تانسو شيلر وأنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند لمدة 15عاماً وقضت اغتيالاً على يد الرجال ( أحد حراسها الشخصيين) والسياسية الباكستانية بناظير بوتو التي تحدت الرجال واغتيلت بوحشية الرجال وهناك أيضاً المرأة السمراء التي لاتغيب عن شاشة الفضائيات العالمية كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا وهناك أيضاًعشرات الوزيرات العربيات على امتداد الوطن العربي من قاضيات ومحاميات وطبيبات وفي مناصب مرموقة وكثير من الصحفيات والأديبات وماتعرضت له نوال السعداوي من جور سلفي اضطرها إلى الهجرة وما تلقاه الكاتبة والطبيبة السورية السيدة وفاء سلطان من اهتمام في وسائل الاعلام الغربية وما أذكره أمثلة وليس تعداداً لأن المرأة العربية والمسلمة تخرق الحصار الذكوري برغم أنف الرجال وانها تنتزع حريتها انتزاعاً وفي المقابل لم تزل نظرة الشرقي للمرأة مغلفة بطبعة كربونية سلفية وانها ضلع قاصر وعورة بالكامل حتى صوتها وما فلح قوم ولوا أمرهم امرأة وان ثلثي من يصطلون في جهنم من النساء وانها تتعرض إلى وحشية الختان المزري ثم يرفع بها المقام لتكون الشرف الشرقي الرفيع وينشد الذكر متباهياً : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم ... ؟ وهي دم الأنثى لاغير .. لأن الرجل مهما اقترف من آثام فهو لايمثل الشرف والمرأة هي الضحية دائما ، ضحية العنف الذكوري والمشكل أن القوانين الوضعية العربية(قانون العقوبات) تساهم وتشجع على تنامي جريمة ما يسمى (بالشرف) وتمنح الجاني المجرم أسباباً مخففة لا تتجاوز الأشهر لقاء إزهاق روح بريئة حتى لو أثبت الطب الشرعي أن المغدورة لم تفقد عذريتها بل أن القانون يعفي الجاني من العقاب في حال مفاجئته زوجه أو أحد أصوله في وضع جنسي مريب ...؟ وهذا الإعفاء ينال الزوج ولا يتعدى الزوجة .ونواب الشعب الأشاوس يديرون ظهورهم وينسحبون ويطلبون من الله أن يكون في صف المهزمين وهذا في مطلق الأحوال لن يكون وستنتصر المرأة لأنها تتقدم ولم تعرف الانهزام ....