من اجل امرأة واعية لابد من تطوير التعليم فى مصر



اتحاد النساء التقدمى بحزب التجمع - مصر
2004 / 1 / 17

نتفق على أن تطوير التعليم ضرورة لتطوير المجتمع وتحديثه وأن الحديث عن التنمية البشرية يظل بلا معنى بدون تطور التعليم تطويرا شاملا ، ولكن التطوير المطلوب يمكن أن تفسده عناصر كثيرة متراكمة فى البيئة التعليمية وفى المناهج وفى القيم الاجتماعية.
أن طموحنا يتجه نحو تطوير شامل لكل مجالات النظام التعليمى ،مناهج وأساليب تدريس وأنشطة وامتحانات ، وشامل لكل درجات السلم التعليمى . من رياض الأطفال الى التعليم الجامعى ، وقادر على التعامل مع كل المراحل العمرية وخاصة مرحلة الطفولة المبكرة.
لذلك  فإن أى تطوير لايجب أن يتجاهل حقيقة أن تلاميذ المراحل التعليمية المختلفة يتم تأسيسهم فى رياض الأطفال ، ويتشبعوا بمناهج وطرق التدريس ونظم الامتحانات فى مرحلة التعليم الأساسى ابتدائى واعدادى ، والمثل يقول من شب على شئ شاب عليه ، فهل شب التلاميذ على الحوار والتفكير الحر والابداع أم شبوا على الحفظ والتلقين ، لايقوم النظام التعليمى وحده على مناهج الحفظ والتلقين ، بل يقوم المجتمع المصرى كله على تكوين ثقافى تحكمه العقلية الناقلة الحافظة ، وتنظر فئات كثيرة فى المجتمع للتعليم بمنطق شحن التلاميذ  بأكبر كم من المعلومات ، ويؤدى هذا المنطق الى قتل المواهب والمهارات والابداع منذ الطفولة المبكرة ، أى منذ رياض الأطفال ، فمازال كل من المجتمع المصرى والنظام التعليمى لايعطيان لهذه المرحلة ماتستحقه من اهتمام ، باعتبارها قاعدة البناء التعليمى ، فهى عند بعض الفئات لاضرورة لها ، وعند البعض الآخر نوع من الترف ، ولكنها عند فئات أخرى بداية ملائمة لتأكيد عقلية الحفظ والتلقين والصم والانتقال من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرجولة .
أن الاهتمام برياض الأطفال معناه الاهتمام بالطفولة المبكرة تربويا  ، أى الاهتمام بتنمية مهارات الطفل العقلية وتنمية حواسه وطاقاته الابداعية ، وتنمية حب الاستطلاع ورغبته فى طرح الأسئلة وتنمية خياله المتدفق  ، واكتشاف مواهبه وتنميها ، ولايمكن أن يتم ذلك بالطرق السائدة حاليا فى أغلب دور الحضانة الخاصة ، تلك التى تتعجل قتل الطفولة فى الأطفال  ، بالاهتمام بتنمية قدرة الطفل على الحفظ والترديد ، باسم تعليم الطفل وتجهيزه للمرحلة الابتدائية ، ويتم قتل رغبة الطفل فى اللعب وفى التخيل والإبداع .
أن الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة عن طريق تطوير رياض الأطفال الموجودة . وتوسيعها كماً وحجماً وتنظيمها لكى تكون قاعدة العملية التعليمية ، مسألة شديدة الأهمية لأى برنامج لتطوير التعليم ، على أن يكون معلوماً أن الغرض من هذه المرحلة هو حماية مواهب ومهارات وعقليات وخيالات الطفولة المبكرة من الضياع. بتنمية وتطوير هذه المهارات والابداعات عن طريق النشاط الرياضى والموسيقى والرسم والمسرح والرحلات وجلسات الدردشة والفك والتركيب والاطلاع واكتشاف المواهب ، بعيداً عن أساليب الحفظ والتلقين ، تلك التى تمنع الطفولة المبكرة من التميز والتفرد والابداع الفردى والجماعى.
وإذا كنا نطمح فى تطوير التعليم واللحاق بالعصر فلابد من تطوير نظامنا التعليمى وتطوير مدارسنا وتطوير مناهجنا وتنقيتها – وتدريب المعلم وإعداده اعداداً جيداً.
إن تطوير التعليم يعكس نفسه فى صورة ايجابيات كثيرة تعود على النساء قبل أى فئة أخرى ، ذلك أن تخلف العملية التعليمية ، وقصور أهدافها وتوجهاتها تنعكس سلبا أول ماتنعكس على النساء ، كما أن تخلف العملية التعليمية انتجت ظاهرة التسرب من التعليم ، ولذلك نجد أن الأطفال من البنات يمثلن النسبة الأكبر من حجم المتسربين ، ولعل ظاهرة التسرب هى المصدر الأساسى لتفاقم ظاهرة الأمية فى المجتمع ، فنجد أن أمية النساء تمثل النسبة الأكبر من عدد الأميين .
من هنا فان العلاقة بين التعليم وأوضاع النساء فى المجتمع ، علاقة حميمة جدا وأساسية وتتجسد فى صور مختلفة من بينها انعكاس القيم السائدة فى المجتمع على القيم التى تقدمها المناهج الدراسية ، وفى القلب منها صورة المرأة فى الفكر السائد فى المجتمع ، فبنات اليوم من الأطفال هن نساء المستقبل .
ومازال أمامنا شوط طويل لكى تتحقق المساواة فى الحقوق والفرص بين الذكور والاناث وتضيق الفجوات فيما يتعلق بالتعليم الأساسى والثانوى ، فصافى القيد فى التعليم الابتدائى سنة 1998، 89% اناث – 94% ذكور .
ونسبة القيد فى التعليم الابتدائى والثانوى سنة 1999 (72% اناث و80% ذكور .
إن قيد الأطفال فى المدارس الابتدائية لايمثل سوى نصف المعركة ، لأنه يكون بلا معنى إلا إذا اكملوا تعليمهم الابتدائى والثانوى والجامعى وهو مايتطلب منهم ومن أسرهم مقاومة ضغوط الدخل المفقود من أسرهم .
أن مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع والحفاظ على مجانية التعليم أمر ضرورى ، لأن التعليم أصبح منحازا إلى الأغنياء الذين يستطيعون أن يشتروا لأولادهم تعليما فى مدارس خاصة أفضل بكثير من المدارس الحكومية ، وانعدام المساواة فى التعليم مشكلة خطيرة لأن تكاليف التعليم اصبحت باهظة وعبئا على الأسر الفقيرة ، حيث تختار هذه الأسر تعليم الذكور لا الاناث ، بحيث يلتحقوا بسوق العمل.
وحول المشاركة فى العمل نجد النسب التالية:-
نجد أن الاناث العاملات بالزراعة أكثر من عدد الذكور.
35% إناث ، 28% ذكور ، والعاملين بالخدمات 56% إناث ، 46% ذكور ، أما الصناعة 9% إناث ، 25% ذكور ( وهذه الأرقام عن عام 2001 وفقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2002).
وتبدأ سلسلة من القهر والاضطهاد بسبب الوضع الاجتماعى والاقتصادى المتدنى من جهة والقوانين التى تميز ضد المرأة من جهة أخرى .
ان اتحاد النساء التقدمى يدعو لتطوير التعليم بحيث يتحول من التعليم بالحفظ والتلقين ، إلى التعليم بالفهم والحوار والابداع ، عن طريق تطوير المناهج وطرق التدريس وأساليب الاختبارات وإعداد المدرسين وتدريبهم ، وتطوير البيئة التعليمية وتنقيتها من كل ظواهر التمييز بين الأولاد والبنات.