صرعات شبابية ودول مصروعة .. ؟



مصطفى حقي
2008 / 6 / 20

حملة إيرانية جديدة ضد الصرعات الغربية عنوان مقال في موقع مكتوب يثير الشجون والتساؤل والاستغراب
الحملة ذاتها أثيرت أيضاً في دول نايمة عفواً نامية أخرى ثارت ثائرتها أيضاً ضد (الصرعات الغربية ) وهذه الدول عمادها تلك الصرعات التقنية والاقتصادية والإدارية ، ومنذ أيام خرج زعيم لإحدى هذه الدول النايمة وهو يضع على عينيه نظارة سوداء صرعة الصرعا ت من صنع فرنسا وتساوي كماً هائلاً من اليورو ....
وقد (عنطز ) وهو يخطب في الجماهير المُسيّرة ويكاد يحاكي الإله
.. وكل زعماء ومسؤولي تلك الدول النايمة (يتعنطزون)بمخترعات الغرب .. من صرعة التلفزيونات والهواتف الثابتة والنقالة ومكنات التصوير الليزرية السريعة ونعمة المكيفات والبرادات والغسالات إلى السيارات الفخمة والقاطرات المريحة
.. انهم يقلدون الصرعات الغربية وبشكل سافر وبافتخار حتى أثاث بيوتهم (الافرنجية) من تقليد غربي وينامون على أسرة من مخترعاته وفرش أيضاً من ابتكارها وثيابهم معظمها مستورد من انتاج غربي ويتناولون أدوية غربية وينشطون الـ......بحبوب الفياغرا الغربية التي دخلت جيوبهم خلسة وحتى مراحيضهم تحولت إلى كراس واحتلت ( البانيوهات) الأحواض حماماتهم ويغتسلون بالدش المستورد ويصبون الماء بواسطة صنابير أيضاً من اختراعات الغرب وحتى مفاتيح الجنة كانت من صنع (تايوان) ؟
وإذا أصيب كبارهم بمرض صعب امتطى طائرة من صنع الكفرة وانتقل إلى بلاد الملحدين ليتعالج ويعود شافياً وهو يلعن الغرب واللي خلّف الغرب .. ثم بغتة يلتفت إلى شبان وشابات الوطن النامي ليتعوذ بالشيطان ويلعن ويشتم ويستنكر .. انها الصرعة .. يا لطيف ألطف انهم يقلدون الغربيين ويعتمدون الاسلوب الغربي في تسريحة الشعر وإسداله وتلميعه بمستحضرات التجميل الأجنبية وصر أجسادهم في السراويل الضيقة مثل الجينز ومشتقاته وخاصة النساء حيث تعلن بسفور ملفت عن ملامحهن أو معالم أجسادهن. ويثرن الفتنة التي تؤدي إلى انحدار الأخلاق والخروج عن تقاليد السلف الصالح , واعتبر المسؤولون ان هذه المظاهر هي من أهم أسباب بقاء دولهم نايمة اقتصادياً واجتماعياً وتعليمياً ً
وتراجعهم في كافة الميادين وتفشي ظاهرة البطالة والفقر والأمية وخاصة بين النساء
مما يوجب إعلان الحرب على تلك المظاهر الصرعوية بين الشباب...؟

ويقول مراسل بي بي سي في طهران جون لين إن الحملة آخر إجراء تتخذه الحكومة ضد ما تعتبره سلوكا منافيا للإسلام. وتفرض آداب اللباس -المعتمدة في إيران منذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979- على النساء تغطية شعرهن بالكامل وارتداء لباس فضفاض يخفي أجسادهن.
ومن تتحدى منهن هذا العرف تتعرض إما للجلد أو للغرامة أو للسجن.
وكثيرا ما تشن السلطات الإيرانية حملات قبل حلول فصل الصيف شديد الحرارة الذي تفضل النساء خلال ارتداء لباس خفيف.
ويقول مراسلنا إنه شاهد دوريات للشرطة في عدد من أهم الساحات والحدائق في العاصمة طهران.
وفي تطور جديد يطلب من الإيرانيين الذين تستوقفهم الشرطة أن يكشفوا عن مصدر لباسهم أو تسريحة شعرهم.
وكما يستوقف الرجال إذا ما اعتبرت تسريحاتهم غير مناسبة.
وتشير بعض التقارير إلى إغلاق محل للحلاقة بسبب ابتداعه تسريحات اعتبرت غير لائقة.
وقال رئيس جهاز الشرطة في طهران إن من واجب قوات الأمن تجنب مثل هذه الأشياء حفاظا على الأمن والنظام العام.
ويقول مراسلنا إن هذه المحاولات الحكومية المتكررة لم تؤت ثمارها شمالي طهران، حيث عاين نساء يافعات وقد وضعن على رؤوسهن غطاء، لا يغطي الكثير من شعرهن.(انتهى)وهكذا تحاول مثل هذه الأنظمة غير المصروعة تغطية استشراء البطالة والجهل والفقر بين مواطنيها بحملات درامية تغلب عليها الكوميديا شعارها اللباس المحتشم وحجاب وشعر لا يلمع ولا يتطاير مع حرية الرياح والأرواح وبلا صرعات ...؟