الرجل و كرسي السلطة



رؤى البازركان
2008 / 6 / 26

ثمة لعبة قديمة في عمق التاريخ البشري ولازالت تحتفظ بكل قوانينها التي يعتبرها الانسان العربي هي قوانين ليست عادلة..هذه اللعبة هي لعبة الكراسي للرجال لعبة كراسي السلطة التي يشتد عليها التنافس الى حد الجنون .. هذا الرمز اي الكرسي الذي اعطى للرجال المكانة الاجتماعية التي لم يمتلكوها قبل جلوسهم عليه.. واضاف الكرسي للرجال القاب لم يحلموا بها من قبل..اعطاهم النفوذ المهيمن.. وتحكموا بقرارات الاخريندون انسانية.. احتكروا الثروات لانهم ولم يذوقوا من قبل نعمة الخير.. ركعت لهم النساء الخاويات ليزيدوا من نرجسية سلطة صاحب الكرسي.. وكل التاريخ يشهد على ان الكرسي اغوى الكثيرين من اشباه الرجال ولم يمارسوا مسؤلية السلطة بل كان تسلط مريض يحكم على الاخرين بالقمع والاكراه فلامجال للرأى الاخر بل هو رأى وقرار وقانون المحروم الذي عاش في بيئة غيبت ليس فكره فقط بل حتى شكله لم يكن يشعر انه انسان وانما كان خيال يخشى ان يرىنفسه. وحينما تسلق على رقاب الاخرين دون حق يستحقه.. تجرد من كل خصائص الخيال خيال الحرية خيال الانسانية حمل معه عدائية ظاهرها لللاخرين لكن اصلها عداء لنفسه يلقيه على الاخرين ..ويبدأ ينتقم ممن همشه قريب ام بعيد ..ثم يتحول الى من كان متميز في فكره ليغيبه حتى يكون هو الاوحد في فهمه ثم يتوجه الى من حالفه ايام الضعف ليزيده ضعفا.. ويبدل زوجته لانها لاتناسب افاقه الجديدة ودوما تذكره بالسابق المتدني..وانقلب دور المسؤلية والتكليف الى دور المحور النرجسي الذي يدور في فلكه الاخرين.. لان ذاته لم تعرف التقدير من داخله فصار بالقوة يريدها طاعة والا تصفية حساب.. هذا الواقع المرير لحقيقة البيئة التي يخرج منها اصحاب الكراسي بيئة اغلقت كل نوافذ هواء السؤال والحوار والنقاش لتكون اختناق شعوب ترث الظلم والانكسار.. اما من كان كفوء فهو خارج اللعبة لانه ادرك ان قوانينها غير عادلة وهو لايستطيع ان يتلون لاصحاب الكراسي وهو متيقن ان الكرسي باقي لكن من عليه سيمضي مع لعنة المغدورين.