جامعة صنعاء المختلطة تكافح الاختلاط !!!!!



محمد كليبي
2008 / 7 / 7

في مجتمع كالمجتمع اليمني . مجتمع غارق في مستنقع الجهل والتخلف الحضاري والانساني . مجتمع تسيطر عليه , قيميا وفكريا وثقافيا واجتماعيا , مجموعة من الأفكار والتعاليم الدينية والقبلية المتخلفة والممزوجة معا لتشكلا هارموني عجيب وغريب من التقليدية والبدائية .مجتمع لا يزال يمارس الفصل بين الجنسين حتى اليوم باسم الله والدين وباسم القبيلة والتقاليد والأعراف . مجتمع لم يكتف بسلب حقوق المرأة منها , حيث ان المرأة اليمنية ليس لها أي حقوق من الحقوق الانسانية البديهية , انها عبارة عن " ملكية خاصة " ملكية مطلقة للرجل يتصرف بها وفيها كيف يشاء . بل زاد على ذلك باستعباد المرأة وتهميشها وتحقيرها من خلال اجبارها , تاريخيا , على ارتداء ملابس ان دلت على شيئ فانما تدل على أن المجتمع اليمني يعتبر المرأة " لا شيئ " , كائن نكرة , كائن لا قيمة له الا في السرير , كائن غير بشري , كائن غير انساني , كائن يغطى بالكامل باعتباره عورة وعيب . مجتمع لولا الفقر والحاجة المادية الناتجة عن فساد السلطة الحاكمة والمتحكمة بالدرجة الأولى , لما خرجت المرأة من البيت مطلقا , فخروج المرأة اليمنية اليوم هو خروج اضطراري لأسباب اقتصادية بحتة , أسباب لا تمت بأي صلة الى حق المرأة في الخروج والعمل والمشاركة الاقتصادية والتنموية .

في ظل هكذا مجتمع فان العلاقة النسانية بين الجنسين , الذكر والأنثى , علاقة شبه معدومة ان لم تكن معدومة أصلا اذا استثنينا العلاقات المحدودة جدا في مكاتب العمل , والتي تعمل فيها المرأة فقط في الأعمال الهامشية كأعمال السكرتارية والاتصالات والنظافة . في ظل هكذا مجتمع فان الفصل الجنسي بين الطلبة والطالبات في الجامعات يصبح امرا مفروغا منه , أمرا طبيعيا !؟ انه فصل فطري , فصل تقليدي , لأن الثقافة التقليدية , ثقافة الفصل , لكلا الجنسين ثقافة متأصلة منذ الطفول وما قبل الطفولة !؟ , ولأن الطالبات يرتدين الملابس " الخالقة " للفصل أيضا , ملابس كالعباءة والنقاب , ملابس تجعل من المرأة عبارة عن شبح أسود , عبارة عن خيمة سوداء متحركة !؟ لا كائنا انسانيا حرا .

ومما يزيد الطين بلة كما يقال , أن الجامعة بدلا من العمل على تشجيع الشباب والشابات على " كسر " الحاجز النفسي الذي تربوا في أحضانه . بدلا من أن تعمل على " انفتاح " الطلبة والطالبات على بعضهم البعض باعتبارهم قد بلغوا مرحلة النضج الجسدي والعقلي والنفسي , مرحلة الاعداد للمستقبل , مرحلة البناء والتحدي الاقتصادي والتنموي . بدلا من ذلك نجد أن الجامعة ممثلة في (( جهازها الأمني الرسمي )) تمارس أبشع صور الفصل العنصري وأبشع صور الاضطهادالمادي والنفسي وأبشع صور الانتهاك للحريات الفردية وحقوق الانسان ضد طلبتها وطالباتها , وبالتعاون والتنسيق - للأسف الشديد - مع القوى الرجعية والظلامية للاسلام السياسي المتغلغلة في جميع مؤسسات الدولة وخاصة في مجال التعليم بشقيه التعليم الأساسي والثانوي والتعليم الجامعي والعالي . فهل من المعقول أن يمنع الاختلاط وبالقوة العسكرية بين الطلبة والطالبات في جامعة مختلطة !؟ في اليمن , في جامعة صنعاء , نعم معقول !؟ ممنوع الحديث بين شاب وشابة على انفراد !؟ ممنوع الوقوف معا على انفراد !؟ ممنوع المشي معا على انفراد !؟ ممنوع دخول الطلبة الكافيتيريات الخاصة بالطالبات !؟ ممنوع دخول الطالبات الكافيتيريات الخاصة بالطلبة !؟ ممنوع الجلوس معا في المقاعد داخل القاعات وفي الساحات !؟ ممنوع ممنوع ممنوع !!!؟؟؟ بل وصل الأمر الى حد أنه (( ممنوع المصافحة بين الجنسين )) !؟ فقد اتصلت تلفونيا باحدى الصديقات ( الصداقة بين الجنسين في اليمن سرية !؟ ) وهي طالبة في جامعة صنعاء , واتفقنا على أن أمر للقاءها في الجامعة فأخبرتني / نبهتني عبر الهاتف أن لا أصافحها يدا بيد لأن ذلك ممنوعا في " الحرم " الجامعي !؟

مرة أخرى , لولا الوضع الاقتصادي المتردي لليمن والناتج عن فساد السلطة الحاكمة والمتحكمة لتم الغاء جميع الجامعات المختلطة في يمن الايمان , واستبدالها بجامعات جنسية , جمعات للاناث وأخرى للذكور . وهذا ما تطالب به القوى الرجعية الظلامية الاسلاموية .

هل نتوقع خيرا من مثل ولمثل هكذا مجتمع , مجتمع لا يعرف أدنى درجات الحرية الفردية أو الجماعية ؟

# كاتب علماني يمني