الرجل الدونجوان



رؤى البازركان
2008 / 7 / 19

شخصية عالمية اثارت الجدل على مستوى الادب والشعر والدراسات الاجتماعية والنفسية..اتصفت بصفات مثل الوسامة , الجاذبية والسحر وقد تساعده الشهرة والمنصب والمادة في جذب اكبر عدد من النساء .. الدونجوان يشعر بمتعة القنص ..قنص الضحية اي المرأة وتصل متعته الى اقصى درجاتها حين تقع المرأة في شباكه..والدونجوان شخصية منتشرة بكثرة في عالمنا العربي حيث ان الكثير من الاخطاء تمارس في تربية الطفل من قبل الام والاب واكثر ما ركز عليه المختصون في العلاج النفسي ان هذا الطفل دلل دلال كبير لكنه لم يحصل على الحب الذي يريده خاصة من امه وخزن في اعماقه انه طفل غير محبوب رغم ان كل من حوله يؤكدون له ان امه وابوه هم اكثر شخصان احباه وتمر به السنين ليكون همه الاول هو البحث عن الحب المفقود في الطفولة حب الام كما كان يريده وتعويض نقص حب الام بحب امرأة فلا يجده فتتعدد دونجوانياته على نساء كثيرات دون جدوى .. وهنا نصل الى شخصية الدونجوان الذي يشابه في الشخصية كزنوفا والسايكوباثي باختلاف مراحل هجر الضحية اي المرأة بعد الغدر بها .. فالسايكوباثي مستغل للمرأة بكل صور الاستغلال جسديا وماديا ..كذاب يعد ولا يفي ويصل سلوكه الى ارتكاب الجريمة.. يحطم المرأة ويتللذذ بعذابها هذه الشخصية المنحرفة يؤكد اطباء النفس لايمكن شفائها.. اما الرجل كزنوفا اللحظة التي يهجر فيها المرأة تكون حين يشعر انها وقعت في شراك حبه يكرهها ويختفي من حياتها لتصبح امرأة محبطة تفقد الثقة بنفسها.. اما الدونجوان بعد ان يصل الى مبتغاه في ايقاع المرأة في مخدع الفراش يكرهها ويهجرهها دون النظر الى الخلف مسرعا للوصول الى امرأة اخرى بعد ان ظن بانها ربما ستمنحه الحب الذي فقده سابقا في الطفولة .. والرجل الدونجوان نهم ومتعدد العلاقات في ان واحد ولايكتفي بأمرأة واحدة وهو عاشق كبير للمرأة وبحوزته مفاتيح لكل امرأة يفهم بالفطرة كيف يتعامل معها في حديثه سحر الكلمات يمتلك مغناطيسية تسحب حتى النساء ا لمستعصيات فهي شغله الشاغل وتصبح اكبر هدف يصوب نحوه اذا تمنعت عنه ولم تعترف انه الرجل المناسب لها .. الدونجوان هذه الشخصية التي تبهر النساء خاصة المرأة التي تنتظر الفارس او المخلص اي انها تعيش اوهام الحب هذه المرأة اول ماتقع في حبه .. وفي مجتمعاتنا العربية الرجل مقهور عاطفيا ونفسيا و وتابع لرئيسه في العمل واول ما تتحاح له فرصة التفرد بمركز صار دونجوان يمارس ذكوريته بالاستمتاع باستقطاب اكبر عدد من النساء ويمارس ادعاء الدونجوانية عليهم وانه معبود النساء حيث يغلف النفايا بأرقى الاغلفة.. ولكن عندما يقف امام المرآة ويرى حقيقته التي اخفاها يجد انه يكذب على المرأة وعلى الحب ويكذب حتى مع نفسه.. ولاننا مجتمعات لم نتعلم الحب ولانعرف كيف نحب ولانعي مفهوم حب انفسنا.. نتغنى بالحب ولانعرف ما هو الحب.. ونعتبر المرأة حين تحب هي امرأة تستحق الرجم فنكثر عليها الطعناة.. ونحتفل بالانتصار لاننا هزمناها دون ان نعي ان الرجل والمرأة خلقوا من نفس واحدة.. وقد يستفيق مدعي الدونجوانية اذا اطاحت به صدمة تستفيقه وتعيد اليه الوعي ليرى سلوكه وافعاله السيئة قد يطلب العلاج حينها.. لنتعلم كيف نحب انفسنا حتى نستطيع ان نعطي الحب دون ان نجرح او نكره في الحب و لان الانسان الطبيعي والسليم حين يجد الحب يكون في حالة ايجابية مع نفسه ومع الاخر.