القنوات التي تروج للشعوذه والتي تسي الى المراه



عاطف سعيد عباس الوبيدي
2008 / 7 / 29

لم تنته حكاية البرامج الرديئة , شكلاً ومضموناً, مع قرار (عربسات) باستئصال قناتي كنوز وشهرزاد, اللتين تتبنيان عرض برامج للشعوذة والدجل من منظومة بثه, إذا سرعان ما تسللت تلك البرامج بوجه آخر إلى قنوات أخرى, بدا أبرزها, وأكثرها مفارقة وخطورة, ظهورها على قناة(المرأة العربية).

القناة بظاهر اسمها يفترض أنها تتبنى قضايا تخص المرأة والأسرة, إلا أن القناة اختارت أن تضيف إلى جانب برامجها التعليمية والتثقيفية والتي تعنى بالغالب بالمرأة والأسرة, برنامج هو (علم الفلك والأرقام), وفيه تبدو القناة تخالف تماماً أي ثقافة نسوية تدعيها لبرامجها, بل وتنسف كل الاحترام التي تدعي أنها تحمله للمرأة وعقلها, فالبرنامج المذكور, يقدم التنجيم في جوهره مهما اختلف الشكل.‏

إنها مجموعة أوراق تحمل رسوماً مختلفة, لا تختلف كثيراً عن ورق اللعب, وربما رسومها الغريبة تذكرنا بأوراق التنجيم التي كانت تحملها بطلة المسلسل المكسيكي (كساندرا), لتقوم بالمهمة ذاتها: كشف القدر المخبأ للراغبين.‏

القناة أضافت إلى الأوراق السحرية جهاز كمبيوتر, طريقة عصرية للدجل, وبواسطته تلقي المقدمة رجوى سعيد نصائحها لمشاهديها, كأن تقول لإحدى المتصلات: (سوف تتزوجين رجلاً تفرضه العائلة...), وتقول لأخرى: (لا تركبي السيارة مسرعة), ولثالثة تقول: (أنت تعانين من مشاكل في جهاز الهضم), وهكذا....ولا تقتصر الاتصالات على الإناث, فللرجال في قناة المرأة نصيب.‏

في كل مرة كانت المقدمة رجوى سعيد تختم كلامها مع المتصلين بالتأكيد على أن كل ما قالته هو (على ذمة علماء الأرقام), مستدركة وبسرعة (وليس على طريق العفاريت والجن), ربما هذا الاستدراك بالذات, أضيف بعد أن أوقفت قناتا (كنوز) و(شهرزاد) عن البث. وربما هو للتأكيد على مصداقية البرنامج..!لقد تباينت أهداف قناة المرأة العربية, وتناقضت على نحو صارخ, إلا أن اليد العليا كانت على ما يبدو لصالح الهدف التجاري والذي لن تضمن نجاحه بطبيعة الحال سوى برامج التنجيم, حتى لو كان في تبينها إساءة للمرأة وتحجيماً لفكرها.‏

لعل القناة في ذلك تذكرنا بعدد من دعاة التحرر أولئك الذين دعوا لتحرر المرأة, وعادوا ليضعوها في أكثر المناطق جهلاً وانغلاقاً...!