لتتحرر المرأة من المرأة أولا ً



صفوت بلاصي
2008 / 7 / 28

في الواقع , كنت أحب شجاعتها ,عندما تنازل الطغاة وقطاع طرق التاريخ ,ومجازفتها بتهريب ذلك الكم من البارود في كتاب , ولا افهم جبنها في الحياة .

هذا ما قالته أحلام مستغانمي في رائعتها عابر سرير , حيث لخصت هذه العبارة الكثير من التساؤلات.
هل يبدو لنا ان كل ما تتفوه به المرأة العربية عن موضوع الحقوق والحرية والمساواة ليس أكثر من تنظير وكلمات معوقة لم تخرج إلى حيز الوجود .
فالمرأة في مجتمعاتنا هي اقل المدافعين عن حقوق المرأة بل هي أكثر من يشن الحملات ضد المرأة لانتزاع حقوقها ووضع كاتم الصوت على فمها .
فهذه الأم التي تفرح لمولودها الذكر وتعبس إذا كان مولودها أنثى , وتنتظر حتى يأتي عنتر زمانه ليكون سندها في الحياة حسب اعتقادها , وهي نفسها التي تفرض واجب الولاء والطاعة على ابنتها لصالح ابنها الذكر .
وهي نفسها الأم التي تحاول ان تعيش أو تقنع الآخرين بنمط حياة ارستقراطي طبقي , لتفرض على ابنتها طابع مختلف من الحياة ولكنة في الحديث تتناسب مع وضعهم الاجتماعي وطريقة في المشي واللبس , وهي من تعرضها أمام الناس كبضاعة , بل تحاول التسويق لها , وهي من تتحكم في اختيار شريك حياتها دون النظر إلي رأي ابنتها , بل تقدمها كطبق من الحلويات ألفاخره , ويصادر منها حتى رأيها وقناعتها .
حتى في المجاملات الاجتماعية تصادر المرأة في مجتمعنا حق المرأة , فعندما تجامل إحداهن الأخرى تسألها عن زوجها أو اعن أخوها الذكر , وتصب سيل من الدعوات لذلك الزوج أو الأخ أو الابن , إذا تطرقت للحديث عن إحدى الإناث تقول
( الله يستر عليها ) .

أحاول هنا ان أوضح مسالة مهمة , وهي ان المرأة هي شريك وفاعل أساسي في الظلم والاضطهاد نحو المرأة , وأكثر من يمارس هذه الأدوار القمعية على المرأة هي الأم التي هي الناظم الأهم في التربية والسلوك , فهذه الأم المدرسة هي التي تنشر ثقافتها ووعيها وقيمها في المجتمع .
لذا وقبل الحديث والمطالبة بتحرر المرأة من ظلم المجتمع واضطهاد الرجل لها , علينا ان نطالب بتحرر المرأة من المرأة , وتحرر المرأة من جبنها في مواجهة منتهكي حقوقها ومصادري قناعاتها .