العراق الجديد.. اضطهاد المرأة



عبدالوهاب حميد رشيد
2008 / 7 / 30

ترى مريم (اسم مستعار) أن قصتها تُجسّد معلماً للواقع العراقي لفترة ما بعد الغزو/ الاحتلال، إذ أصبحت المرأة العراقية عرضة للانتهاكات والهجمات بدعوى عم مسايرتها الخطوط الدينية الطائفية. وحسب قولها: "إذا لم تُساير الخط الطائفي المذهبي في العراق حالياً عندئذ ستتعرض للقتل، رش وجهك بحامض الاسيد acid، أو التعرض للاغتصاب."
آثار رش الاسيد بارزة على وجهها وعميقة في نفسها. ومنذ تعرضها لهذه الجريمة تركتْ مريم عملها- اختصاصية في البيولوجيا- وحبست نفسها داخل منزلها رافضة مقابلة المعارف والأقرباء.
تؤكد مجموعات حقوق الإنسان أن المرأة في العراق حالياً صارت مهددة من قبل أفراد وجماعات مسلحة طائفية أما بالخضوع إلى رموز دياناتها في ارتداء ملابسها أو تواجه العقوبة.
"أصبح البنطلون مجرد حلم، وحتى لبس النعال صار خطراً في بعض ضواحي بغداد،" قالتها مي محمد- ناشطة في مجال حقوق المرأة ببغداد.
ترى مي، التي عانت من أربع هجمات ضدها منذ العام 2005، أن العنف ضد المرأة هو حصيلة أسباب متعددة: " قتل المرأة بسبب انتمائها إلى طائفة أخرى.. مساعدتها أخريات.. عملها خارج منزلها.. عدم ارتداء ملابس وفق تعليمات بعض الجماعات الطائفية.. الرغبات أو رفضها أداء خدمات جنسية."
حذّرت منظمة العفو الدولية من تصاعد العنف ضد المرأة في العراق، وكشفت عن استمرار تصاعد جرائم: الاختطاف، الاغتصاب، والقتل بدعوى الشرف (غسل العار)..
قُتل ما لا يقل عن 133 امرأة في البصرة العام الماضي. توزع هذا العدد بين 79 بسبب العنف الإسلامي الطائفي و 47 (جرائم الشرف)، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية. كما كشفتْ دراسة لمنظمة الصحة العالمية العام 2006/2007 أن 21.2% من نساء العراق تعرضن للعنف الجسدي.
* العراق الجديد
تؤكد مجموعات حقوق الإنسان أن جرائم العنف ضد المرأة في العراق لا تخضع للمحاسبة القانونية. "لا أحد يعمل شيئاً لمساعدتنا... الحكومة والشرطة المحلية تُدير ظهرها أمام العنف اليومي، وليشمل أيضاً الاعتداءات والقتل بدعوى الشرف داخل البيوت... المرأة في العراق تعيش في رعب دائم."
تقول مي أن أوضاع المراة تدهورت بشكل كبير منذ الغزو/ الاحتلال(2003).. "بدلاً من حصولها على الحرية، أصبحت المرأة سجينة التعصب." وتتفق معها زميلتها في مجال حقوق المرأة- حنان- وحسب قولها فقد راقبت أخبار المرأة في ظل الطالبان- أفغانستان- لسنوات عديدة.. "كنتُ مستغربة ومصدومة من أوضاع المرأة هناك، لكني أيضاً كنتُ مرتاحة لأنها كانت بعيدة عن حياتنا... حالياً نحن نُعاني تلك الأوضاع ذاتها... يتمثل الاختلاف الوحيد هنا في العراق بأن كل مجموعة مسلحة/ طائفة متعصبة لديها تعاليمها الدينية الخاصة."
تقول مريم أنها بعد أن تعرضت للهجوم من قبل المتطرفين، صارت متحررة من وهم الدين. "عندما كنتُ شابة رغبتُ دائماً في ارتداء الحجاب.. كان ذلك خياري.. أما الآن، ولأنني أجبرتُ على ارتداء الحجاب، فإنه فقد أي معنى ديني، وأنا أضعه فقط لضمان سلامتي وليس لاتباع تعليمات دينية."
مممممممممممممممممممممممـ
New Iraq…Oppressed Women, (Afif Sarhan, IOL Correspondent), uruknet.info, July 27, 2008.



ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد