انتهى عصر الوئد وعصر الجواري و دخلنا عصر تفجير النساء



فرات محسن الفراتي
2008 / 7 / 31

هل انتهـى عصـر وئـد البنـات ، وعصر الجـواري ، والحريـم .. ليبدء عصـر تفجيـر البـنات (الانتحاريات) مالذي يحدث الان ؟ هل عقارب الساعة بدأت بالدوران بشكل عكسي من جديد .. نساء يفجرن انفسهن .. هل بأرادتهن ، ام تحت ظغوط ، ام غسل الدماغ ؟ اسئلة عديدة تتمحور في فلك هذا الموضوع الشائك .

بعد تنامي الواقع العراقي الجديد ونجاح العمل الحكومي وخاصة امنياً .. بالتزامن مع ثورة عشائرية ضخمة ضد الارهاب في المناطق التي اسرها الارهاب مسبقا ً .. وانتقال العراق الى مراحل متقدمة في الاستقرار ، وتذبذب الارهاب وتراجعه بشكل كبير جداً ، وجدنا ضاهرة جديدة وخطيرة استعملها الارهابيون وهي ضاهرة تفجير انتحاريات نساء .

لعل اول اصول هذه الضاهرة ، كان في استعمال الارهابيون (للمتخلفين عقليا ً والمجانين والحيوانات السائبة) في اواخر عام 2005 كقنابل متحركة من خلال تفخيخها وارسالها الى المواطنين .. ضاهرة تفجير ذوي الاحتياجات الخاصة .. اثارت نقمة كبيرة على الارهابيين في الشارع العراقي لكونها ضاهرة نقيضة للانسانية واجرامية لدرجة السادية .

الا ان الارهاب وجد عنصرا ً جديداً لاستخدامه في اعماله الاجرامية التخريبيه الدموية الموجهه ضد المدنين العزل ، حيث بدء يستخدم ومنذ مدة النساء .

خلفية استخدان النساء نشطت منذ تطور الواقع الامني في العراق .. حيث نجح مجموعة من القيادات الارهابية بالفرار من المناطق التي استولت عليها القوات العراقية الحكومية متنكرين بزي النساء .. على الرغم من وقوع بعضهم بأيدي العدالة الا ان الكثييرين فروا بهذه الطريقة .

بلا شك فأن الاعراف الاجتماعية العراقية تحول دون تفتيش الرجل للمرأة او حتى مسك اي موقع في جسدها ، بأعتبار المرأة محصنة عن اي غريب .. الارهابيون استغلوا طبيعة العرف الاجتماعي هذه المرة ليمرروا الموت بين اجساد النساء اللائي لايخضعن لتفتيش رجال الامن المنتشرين في كل العراق .

الزيارات الدينية المليونية الكبرى التي تجري سنوياً في العراق .. كزيارة عاشوراء و اربعينية الامام الحسين .. وزيارتي ولادة واستشهاد الامام علي بن ابي طالب .. و زيارة استشهاد الامام موسى بن جعفر ( الكاظم ) وغيرها من الزيارات .

الارهابيون استخدموا النساء في هذه المناسبات المكتضة كوسائل للتخريب عبر تفخيخهن مستغلين عدم تفتيش النساء .

لعل السبب وراء استخدام الارهاب للمرأة كأداة للتفجير هو استغلال الاعراف الاجتماعية اي تحول دون تعرضها لتفتيش الامني .الان السؤال الاهم هو من المرأة التي ترضى أن تفجر نفسها ؟ وكيف يتم اقناعها بتفجير نفسها ؟ وما البعد الانساني لهذه العمل ؟

لنبدأ من البعد الانساني لتفجير المرأة الانتحارية لذاتها .. بداية ان تفجير الشخص لذاته (ذكراً كان ام انثى) هو انتحار مرفوض وسادي وخاصة اذا كان لاغراض قتل اناس اخرين مدنين كما يحصل في العراق. .. الا ان استغلال المرأة لهذه الاغراض يعد قمة الانحطاط الانساني لانه استغلال لحقوق امرأة غير قادرة ان تأخذ قراراً بذاتها كما يحصل في مجتمعات الريف .. الذي تعامل فيه المرأة ببدائية .

اما من هي المرأة التي تفجر نفسها .. بعض التقارير الاخبارية تنقل ان الزعامات الارهابية التي تنتقل بين الكهوف والصحاري حيث كل ماهو بعيد عن المدينة و المدنية تظم في ركابها نساء عده كزوجات ومعضمهن من القصر .. واشارت بعض التقارير ان جزء من الانتحاريات هم من زوجات الارهابيون انفسهم .. زوجاتهم اللاتي تزوجوها اثناء هروبهم من القانون .. كما ان للايتام والارامل حصة الاسد في هذا الظلم المنظم .. فأثار الحروب واعمال العنف في العراق خلفت مجموعة كبيرة من الايتام والارامل .. وهؤلاء الايتام والارامل فضلاً عن الفقر المدقع الذي يعيشوه .. فهم يعيشون هاجس النقمة والاحقاد التي يزرعها بهم الارهابيون تجاه المجتمع .



اليات اقناع المرأة التي يستخدمها الارهابيون وعلى الرغم من كون معظمها لايزال مبهم .. ولكنه بلا شك مبرمج .. فلست اتصور كيفية اقناع شخص بتفجير نفسه وقتل اناس اخرين وخاصة وهم من جلدته وهم اطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباباً !.

بلاشك ان تفشي الفقر والجهل هما ابرز المواصفات التي يبحث عنها الارهابيون بضحياهم الذين يعدوهم للموت والقتل والتفجير .. وبلاشك ان الفقر والجهل عند المرأة في العراق هو اكثر مما عند الرجل بسبب الاعراف الاجتماعية في البلاد التي عاشت الفقر والعنف لاكثر من ربع قرن مضى .. كما ان غسيل الدماغ من خلال تعميق مشاعر الدونية والنقمة والاحقاد وتسفيه الحياه والاقناع بالاحباط الشديد .. تساهم في اقناع بعض الانتحاريات بتفجير انفسهن ورغم كل ذالك يتكرر السؤال كيف تفجر امرأة ذاتها ؟

ان مايحدث للمرأة في العراق من انتهاك بحاجة لنهضه حكومية رسمية ومجتمعية من خلال منظمات المجتمع المدني المعنية و الوسائل الاكاديمية التوعوية .. ان تفجير النساء بلا شك فاق وئدهن في عهد الجاهليةواجتاز عصر الحريم و الجواري (المشتريات المباعات) وفاق الاستغلال الجنسي الذي عانته امرأة العصور المتأخرة .. بأختصار نحن اما ضاهرة خطيرة جداً و مخيفة فعلى المعنين التحرك ...