هل تستطيع المرأة العراقية تحدي الطفيليات ..!‍!



جاسم المطير
2008 / 8 / 10

مسامير جاسم المطير 1499
لا يقاس الوضع الإنساني في العراق بالوضع الإنساني في العالم الغربي ، الأوربي أو الأميركي . بهذا المعنى يمكن القول أن حال المرأة الأوربية والأميركية يفيد كثيرا من الحرية الاقتصادية والاجتماعية في دولهن ، بينما حال المرأة العراقية يزداد بؤسا في الواقع الحالي حيث البطالة والقسر والعنف والقلق ونقص الخدمات والاغتصاب والخوف ، وغير ذلك من العوامل النفسية المجهدة التي تعانيها المرأة العراقية في ظل التفصيلات الطائفية التي تحرمها من حق الوقوف على بلكونة بيتها ..!
لا أريد المقارنة بين المرأة الغربية التي لها أحلامها الكثيرة ، المتجددة على الدوام كلما تجددت تكنولوجيا الحياة ، وبين المرأة العراقية التي غدت بلا أحلام في العصر الحجري العراقي المعاصر ..! لكنني ، هنا ، أود الإشارة إلى شان ٍ نسائي ٍ من نوع آخر هو في الواقع شان بعيد عن دراسات المنظمات النسائية العراقية ــ وقد فاق عددها المئات ــ ومنظمات المجتمع المدني ــ صار عددها بالآلاف ــ التي ظلت نشاطاتها محدودة بالقيل والقال في الموبايلات أو في حدود برامج المطابخ التلفزيونية أو عن موديلات حجاب السيدات البرلمانيات أو عن اجترار القول عن طلب الأمان أو حمايتها من العنف والاختطاف الموروث عن عصر ما قبل التاريخ ..!
أريد اليوم الإشارة إلى وضع " المرأة الحامل " و " المرأة المرضعة “ والمشاكل الجسدية والنفسية والعقلية التي تعانيها في ظروف عراقية بعيدة حتى عن تلك الحضارة القديمة التي إشادتها بابل ذات يوم قبل آلاف السنين .
اطلعت اليوم على تقرير أمريكي يقول أن الكثير من الأمهات الأميركيات اللواتي يلدن للمرة الأولى يشكين من مشاكل جسدية وعقلية بعد انقضاء فترة تتراوح ما بين 6 و 18شهراً على وضعهن للأطفال ، حيث إن 43% من الأمهات الأميركيات مثلا يشعرن بعد مضي ستة أشهر أو أكثر على الولادة بالضغط النفسي وتعاني 40% منهن من مشاكل للسيطرة على أوزانهن، و 34 % يعانين من الأرق و 26 % من فقدان الرغبة في المعاشرة الزوجية و24% يعانين من آلام الظهر. ومن بين اللواتي خضعن لعمليات الولادة القيصرية شكت 31% منهن من الشعور بالخدر في أجسامهن، و 18 % من الألم بشكل متواصل بسبب الجروح الناتجة عن العملية لستة أشهر على الأقل، في حين قال التقرير أن 44% منهن إن المشاكل العاطفية والجسدية التي عانين منها بسبب الحمل والولادة أثرت على مستوى الرعاية الطبية لأطفالهن.
هذا هو حال المرأة الأميركية التي تعيش وضعا اجتماعيا متطورا ومثلها حال المرأة الغربية عموما فكيف هو حال المرأة العراقية المسكينة التي تنجب في زمن إسلامي معاصر حيث لا مستشفيات متكاملة ولا معدات طبية ولا رعاية إنسانية ولا أدوية ولا مال ولا ماء ولا كهرباء .
ذالكم هو الوضع المأساوي الذي تعانيه المرأة العراقية التي تضع طفلا يريد أن يرى نور حياة أمام جدل رجال الدولة العراقية المنشغلين بكل الأمور الشيطانية بينما يبتعدون عن الجدل في الأمور الإنسانية حيث يولد الطفل العراقي في ظل حكومة تنكر حب الأطفال وتنكر حقوق النساء في ولادة طبيعية وفي تربية طبيعية لأطفالهن ...!! حتى أن الكثير من قادة المنظمات النسائية العراقية ، المحجبات وغير المحجبات ، يثرثرن كل يوم في الموبايلات وفي الشاشات الفضائية ولكنهن لا يتحدثن ، مع الأسف ، عن مآسي الرضع والمرضعات ..!! ترى كم من القرون نحتاج للإعلان عن اكتشافنا لحقوق المرأة العراقية التي صارت ضحية كبرى من ضحايا الطفيليات العليا في المجتمع ..؟
باختصار أقول: إن قادة الأحزاب الإسلامية الحاكمين بالعراق الديمقراطي جدا يعتمدون على حماية المرأة العراقية بالدعاء لها في صلاتهم وهم لا يعلمون أن الله لا يستجيب لدعوة حكام لا يعرفون إن كانت جدران الدولة تبنى عموديا أو أفقيا ..!!
******************
• قيطان الكلام :
• يعتقد غالبية أعضاء البرلمان العراقي ، رجالا ونساء ، أن أبانا ادم عليه السلام قال لأمنا حواء : طــز ..!!