ماذا بقي لها لنسلبه ؟



صفوت بلاصي
2008 / 8 / 19

هنا ... تكثر الممنوعات فهناك قائمة طويلة من هذه الممنوعات فهنا يحرم الكلام و ألاختيار وتمنع الحرية , حتى الصمت .
لكن أكثر ما يؤرقني هو إضافة الحزن إلي هذه القائمة المحظورة , فقد أصبح الحزن ممنوعا أيضا على النساء في هذه الأيام .
عندما كانت تحدثني عن ذلك في البطء في دقات عقارب الساعة , وعن بشاعة الوحدة بين أربعة جدران في ذلك السجن المسمى ( بيت ) , وعن ذلك الحرمان من كل شيء حتى من الصمت .
كانت عندها تعزي نفسها بأنها مازالت تحتفظ بإحدى حقوقها وهو أن تحزن وان تبكي .....
لكنها الآن بلا ذلك الحق , فقد منعت من الحزن لأنه يعتبر خدشاً للشرف وكسرا لذلك المستوى الاجتماعي الرفيع !!! .

دعونا لا نطالب بتحرر المرأة ولا بمساواتها مع الرجل وان لا نناضل من اجل حقها في الاختيار وتقرير مصيرها , دعونا لا نفعل ذلك كله, بل لنتحرك جميعا من اجل حقها في الصمت أو الحزن فهذه أخر حقوقها .
كفانا سلبا لأدميتها لقد حولناها لأقل من آلة , فأنتم تريدونها كائن بلا خيار بلا مشاعر ولا حتى إحساس , فإلى متى هذا الاستخفاف بالإنسانية وبالدين وهذا الامتهان للأخلاق ؟! .
الم تبنوا مجدكم بعد ؟ الم تكفيكم كل تلك الجماجم من رؤوس النساء لتبنوا بها مجدكم وشرفكم ؟! .
انتم يا من تدعون التمدن ويا من تغالون بالدين هل يعني تمدنكم الاستعلاء عن الناس , هل يعني تدينكم استعباد النساء ؟ .
لا اعتقد أن ربطات العنق وكلامكم المنمق , وصلواتكم الكثيرة , وذلك المظهر المتمدن وتلك الطبقية العفنة , لا اعتقد بأنها ستحميكم من عذاب ضميركم ولن ترحمكم من جرائمكم ضد النساء, فهما تذرعتم بالشرف والأخلاق , لن نصدقكم , فأنتم أنانيون لا تبحثون إلا عن ذاتكم وعن مجدكم وما النساء بالنسبة لكم إلا درجة إضافية تستخدمونها للوصول .
أنصحكم بان تحترموا ذاتكم وان تقدسوا إنسانيتكم التي فقدتموها بين أمواج مصالحكم .
" في هذه الحياة الغريبة ليس هنالك الكثير مما يمكن فعله سوى الصمت...القدرة من نصيب من يتحكم في الآخرين...نصيب للحاكم، ونصيب للأب والأم والشرطي والإداري والقاضي "