نوارس دجله...صوره جميله لاراده المرأه العراقيه فى الغربه



بسعاد عيدان
2008 / 8 / 24

وسط كل الصخب و القلق اليومى...لكل جوانب الحياه العمليه والاجتماعيه و السياسيه....وسط الارهاصات اليوميه للوضع فى الداخل وتاثيره على وضع العراقيين فى الخارج...وبشكل خاص على وضع المراه ...ليس هناك اجمل من ان تحس بانك تبدأ ببناء شئ متميز وفريد من الصفر ...لايهم فى اى مجال كان فهو نفس الشعور بانك تخلق شيئا وتساعد فى انبثاق وليد جديد ..وليد يرى اول شعاع النهار ...ويساهم فى اناره الطريق للاخرين ....ويزرع الامل فى النفوس ...وينقلك الى عالم اخر ...العالم القديم الجميل والذى يشعرك بالراحه النفسيه ...ويجعلك ان تحس بنبض الحنين الى القديم...الى الذكرى ...الى الطفوله ...الى اول الشباب ...الى عمق التراث البغداى والعراقى...الى طيبه وحنين الاهل والجيران فى المحله ...الى عبق المسك والبخور ...والى رائحه القهوه والدلال...الى التعامل الودى والطيبه ومعايشه الايام الجميله فى ازقه بغداد الرائعه...وشناشيل البصره...الحبيبه...ومشاعر الضيافه الكريمه ...اضفنا لكل تلك الصور الرائعه فى الذاكره ...شذرات الارض الطيبه وفاءا وعرفانا بالجميل الا وهى سرب من نوارس دجله ... اضفناها حنينا وشوقا وحبا لبغداد وشواطئ دجله الحبيبه...سرب من البنات والنساء العراقيات وهن بالزى البغدادى والعراقى اى الهاشمى المذهب...لاكمال تلك الصوره الحيه...بكل مشاعر واحاسيس دافئه حبا لهذه الارض العراقيه واعتزازا بالتراث العراقى الحى.
وبهذه الشذرات اكتملت الصوره اعلانا بولاده الفكره ...التى طالما حلمت بها عندما انتابنى الشوق حنينا للاهل والوطن وكل شئ جميل...الا وهى فكره احياء الانشاد.
الانشاد ...نعم فكره جميله ولكن... كيف ومتى ومن؟ الذى سيوافقنى الظهور على المسرح فى الايام الثقافيه فى ستوكهولم ...ولاسيما نحن نعيش اياما صعبه تمر بها المراه العراقيه فى الداخل والخارج...وتاثيرها على الاسره العراقيه عموما...كل ذلك كانت اسئله صعبه القيها على نفسى وانا اضع اللبنات الاولى لبناء هذه الفرقه الفنيه...كان تحديا حقيقا لى فى البدايه...ومن ثم اصبح تحديا للجميع فى نوارس دجله.
لكى اقنع زميلاتى فى الجمعيه يجب ان يكون هذا الشى قبل كل شئ... شيئا ممتعا ومفيدا اى ذو رساله ومهما بنفس الوقت.

الانشاد اوالغناء والخوض فى التراث هو الخوض فى شئ عزيز ويمس النفس عن قرب...بالاضافه للتقرب من الذكريات الجميله فى فتره الطفوله او بدايات الشباب والاهم من كل ذلك التقرب الى البيئه التى طالما احسسنا بالحنين اليها الا وهى الارض العراقيه العزيزه...وتلك المشاعر نحس بيها جميعا كعراقيات وعراقيين دوما وهى لاتنتهى وتزدهر وخصوصا فى الايام والمناسبات الثقافيه...وبالتالى نحن نعمل شيئا ممتعا للنفس والروح لانه يزيدنا قربا لذلك الشوق الى الموطن ويبعدنا عن امراض الكابه او الالم فى الغربه.
قرات قبل فتره فى احدى الصحف السويديه عن بحث ونتائج البحث قد اجرى على مجموعه من الناس ...توصلت الباحثه كريستينا كريب انه هناك معطيات مذهله للذين ينشدون فى مجموعه ومنها:
ولكن نتيجه التاثير من الغناء فى مجموعه oxytocin ان نسبه الهرمون المهدئ...
وبشكل منتظم ولمده زمنيه طويله. ان نسبه الاوكسيتوسين فى الدم تزيد للكثيرين مباشره عندما يغنون مع المجموعه. تأثير الانشاد على الاضطرابات المعويه والتشنج تاثير ايجابى بعد معانات كبيره من جراء المرض بحيث احيانا لايستطيعوا النهوض من السرير.
يؤثر الانشاد على نشاط الشخص والقوه الدافعه والمناعه والهيكل العظمى.
ان الرسم والرقص ايضا مفيد وصحى ولكن الانشاد مفيد لحركه الجسم, التنفس و التعايش والوضع والانتماء الاجتماعى...الانشاد باختصاروتر حساس.
حيث توصل لك ... الاحساس هو انت ليس وحدك وانه شئ محبب ومريح للنفس ...يبعدك عن الرتابه والملل...وان هذا الانشاد بالدرجه الاولى يخص الشخص.
راجع المقاله فى الرابط:
http://www.suntliv.nu/AFATemplates/Page.aspx?id=10481
وردا على انه شئ مهم....نعم وبكل تاكيد ...اى انها رساله ..ورساله قويه من المراه العراقيه الى الظلاميين الجدد والذى يحاولن المساس بالمراه....واعتبارها انسان من الدرجه الثانيه....ومحاوله الضغط وبكل وسيله لاعتبار ان دورها هامشيا فى المجتمع.
رساله واضحه الى كل هؤلاء بان المراه العراقيه ولدت فى بلد حضارى بنى بجهد المراه والرجل معا وان للمراه دورا مهما فى بناء الثقافه العراقيه.
بالاضافه ان الانشاد والتذكير بهذه الاغانى هو احياء للتراث وتوصيل الثقافه الى الجيل الجديد ...والذى تربى فى الخارج ولم تسنح له الفرصه بالتعرف على هذه الثقافه.
فى يوم جميل طرحت اسئلتى الواحده تلو الاخرى عن طريق البريد الالكترونى على عضوات الجمعيه لارى ردود الفعل العديده ورغم قبولى باى رد عن مضض...ولكن فوجئت بردود جميله وخجوله...فيها كل رد ماعدا الردود السلبيه او الرفض...حيث تعلل اكثرهن بعدم تملكهن لاصوات جميله تصلح للفكره التى طرحتهاعليهن...وقد جاءنى اجمل رد من احداهن ابدت وهى زميلتى وصديقتى العزيزه وداد زكى بانها رغم عدم وجود الصوت لها ....ولكن لها الاستعداد بالوقوف معنا لاكمال العدد المطلوب تضامنا مع الفكره...وقد اكتمل العدد اخيرا بما يقارب السبعه وقد بدا التردد عند البعض ...قلت حينها الان يجب الاتصال بالفنان الشاب عبد النور لما له من صوت وعزف جميليين... وارتباط فنه باغانى الارض وحب العراق و تقديره للاغانى التراثيه الاصيله ....وقد رحب مشكورا بالفكره وشجعنى عليها....وابدى استعداد جميلا بتدريب الفرقه...وباشرت بحجز القاعه والاتفاق والدعوه الاولى للقاء فى قريه اكالا فى النادى الرياضى...وقمت بتحضير كيكه مع الشاى احتفاءا بسيطا بالمناسبه ...ولكن ومع الاسف لم يحضر الى المكان سوى احدى الزميلا ت والفنان عبد النور...وقد تألمت كثيرا وغضبت فى تلك الامسيه ...لاننى اتفقت معهن على ذلك الموعد وكان مناسبا للجميع...وقد رجعت الى البيت بخفى حنين غاضبه ساحبه من ورائى خيبه امل كبيره...تحولت فيما بعد الى رساله طويله وصفت فيها كل مشاعر غضبى هذا جراء عدم الحضور...ولكن لم اتخلى قط عن الفكره...تلك الرساله جعل زميلاتى وصديقاتى يشعرن بمسؤوليه كبيره نحو ما نحن قائمون ومصممون عليه وفعلا وبعد الاتفاق على موعد اخر فى الاسبوع الذى تلاه قد حضر8 من الهاويات والمستعدات للفكره ...وفعلا تحدثنا عن الموضوع.... واختبر الفنان الاصوات وكان فرحا وتفاجأ بالاصوات والاستعداد الجميل ...وهكذا استمرت تدريباتنا فى وسط الاسبوع وفى نفس المكان....وكنا فرحات جدا بتطور الفكره وفرحات اكثر عندما نسمع اصواتنا...تخرق الهدوء الجميل لقريه اكالا فى ستوكهولم...وقد حاول الفنان عبد النور من خلال التعديل فى بعض النصوص اضافه لمساته الفنيه من خلال اللحن ,الدقه وحفظ النصوص....وكانت مساهمات رائعه لبعض الاخوات سواء كان تدريبا او حرصا على الدقه او الاهتمام والدعم لبعضنا البعض وحتى فى الضيافه....وهنا لابد لللاشاره بادوار بعض الاخوات منهن رئيفه, كلوديا,هناء, مديحه, دليله ,صبيحه, حياه, دينا, ماجده وايمان...ورغم الضروف الخاصه لكل واحده منهن وصعوبتها...ولكن كانت جادات فى ايجاد الوقت والاهتمام بتدريباتنا ....وكذلك جاءت اخوات جدد مستعدات ومقدرات لعملنا مثلا الاخت سوسن.
عموما الكل ابدين صور رائعه فى الوفاء والحب والتعاون من اجل خلق وادامه الفرقه...وحققن فعلا صورالمراه العراقيه التى تراها فى كل شده تتحدى المحن وتبدع وتتقن فى الوصول الى اهدافها...رافعه صوت العراق فوق كل شئ...وكما تعلمون ان الفرقه هى صوره مصغره لجمعيه المرأه العراقيه فى ستوكهولم بكل اطيافها واديانها واتجاهاتها السياسيه والاجتماعيه المختلفه...هدفها سامى هو حب الوطن العراق والانتماء المطلق له.
نوارس دجله ...متكونه من اخوات حاملات لمختلف الاختصاصات فى مجال التعليم, الهندسه, تربيه واجتماع, متخصصات فى تربيه وتعليم الاطفال, خريجات الفنون الجميله وفنانات تشكيليات واخيرا متخصصات فى المكتبات.

اذن الهدف من تكوين نوارس دجله هى رساله وطنيه وتحدى من نساء عراقيات لايرضيين لخضوع المراه العراقيه لتلك الضغوط التى تحد من دورها الانسانى, الاجتماعى والثقافى فى بناء العراق الجديد.
نوارس دجله للعلم ...اسم من ثلاث اسماء اختير فى احدى الجلسات لعضوات الفرقه وطرحهن عده اسماء جميله, منها نوارس دجله, عيون بغداد وشهرزاد.
بعد التصويت لعضوات جمعيه المراه العراقيه...حصل اسم نوارس دجله على اكثريه الاصوات...لانه يمثل النوارس...اى الطيور المهاجره لدجله.
فى اليوم الثاث من الايام الثقافيه العراقيه...جاء دور خروج الفرقه الى الجمهور المتعطش لكل شئ اسمه العراق والتراث العراقى...وقد قدمن من قبل مقدم الحفل مشكورا الاستاذ الاعلامى فرات المحسن باجمل صوره...وقد تصدر الفرقه الفنان الشاب عبد النور ...بزيه مع السداره البغداديه والعود العراقى.
واضاف الديكور الشناشيل البغداديه تلك اللوحه جمالا من وراء الفرقه...حيث فوجئ الجمهور بعضوات الفرقه واللواتى هن من اخوات وبنات وزوجات الحضور الكرام...ولذلك سخنت القاعه بالترحيب والتصفيق والهلاهل...بولاده نوارس دجله والتى لم تكن على حسبان احد من الحضور .
بدأن غنائهن الجميل بكوكتيل من الاغانى العراقيه والبغداديه القديمه...حيث تغنين للفرح ,والحب وللمدن العراقيه الصامده ضد الارهاب وكذلك لشذرات الارض الا وهو الانسان العراقى والمراه العراقيه صاحبه القلب الحنون والصبور لكل المحن التى مرت بها.
وهكذا انتهت الحفله بالتكريم والترحيب وطش الملبس على الفرقه فى المسرح اعلانا بنجاح نوارس دجله...والتى تمنوا الجميع لها كل الخير والتطور والاستمرار.
واخيرا بقى ان اقدم شكرى وتقديرى واحترامى لدورالفنان الاستاذ عبد النور لما بذله من جهد ومشقه وطوله نفس وصبر للخروج بالفرقه باحسن صوره امام الجمهور.
ولايفوتنى ان اشكر شكر متميز وخاص الى نادى كره القدم الرياضى فى جيستا ومديره اوفه على اتاحه الفرصه للتدريب فى اروقه وقاعات النادى فى اكالا بى.
واخيرا تحيه للمراه العراقيه التى تستحق كل حب وتقدير.....وتحيه فخر لنساء وبنات نوارس دجله الرائدات فى ابراز كل شئ جميل فى تراثنا الثمين ولقوه ارادتهن الدافعه للاستمرار فى الانشاد والعمل فى الحياه.
بسعاد عيدان ستوكهولم اب 2008