المطلقة والخازوق ...تعقيبا على مقال الأخت فاطمة العراقية



مليكة طيطان
2008 / 8 / 28

شكرا الأخت فاطمة العراقية عن مقالك الأخير الذي أثار انتباهي اللحظة مادام الأمر صلب التفكير ومحور الاهتمام في لحظات أعيشها هذه الأيام استمرت لكي تغطي بعض شهر أو أكثر ...كمعنية بالأمر مرت ومازالت تمر من نفس التجربة أي الطلاق ...طالت القضية لكي تتوج 18 سنة من الطلاق في حضرة مجتمع لا أدري أي مواصفات تناسب مقاسه ...معذرة أختي عن هذا الاستطراد فالأخت الحميمة بيان صالح حكيمة القضية النسائية شاهدة عيان عن نموذج من نساء الطلاق تنتمي إلى أقصى نقطة من هذا العالم المسمى العربي الاسلامي ... العزيزة المهندسة شروق عبد الحميد التي أخذت على عاتقها قضيتها الوطنية ومن خلالها طبعا المسألة النسائية في علاقتها بالسؤال السياسي والاجتماعي والديني في الوطن الموؤود قسرا العراق الشقيق أقول الأخت شروق التي تشارك الفئة أي نساء الطلاق في التوصيفة والوصف والمصطلح بدورها عاينت عن قرب صنفا من نساء الطلاق بهذا الركن المغرب ...المناسبة كانت مواتية لكي تشاء الصدفة أن نستوعب عن قرب وبالملموس الذي لا يحتاج إلى دليل أن مجتمعنا العربي الاسلامي من المحيط إلى الخليج تحكمه نفس نواميس التخلف والاستهجان ، بل لا عليك عزيزتي أضيفي لهم حتى من اختار المهجر عن طواعية أو نفيا قسريا ...أليس كذلك أختي بيان ؟؟.... اختيارك لهذه الملحمة المأساة وعلى إثر العناء الذي تكبدته الأيام الأخيرة أي بعد نتائج الباكلوريا مباشرة كانت رحلة العذاب من أجل وحيدي الذي خضت وإياه رحلات اجتياز الامتحانات والمباريات تبعا لمدن مغربية عدة توجت باختياره الدراسة في فرنسا التي حل بها هذه الأيام ...جعلت من نفسي صديقة أطرح عليها متى وكيف أنجبت هذا الشاب ...اختزل الأب الطليق دورا قزما ألخصه في رسالة هاتفية بالفرنسية تقول رحلة جيدة يا ابني ...صديقتي (أنا )فمهامك ودورك جسيم بكل المقاييس يا بئيسة وصح النوم فهذه فرنسا وأمامك خيار مواصلة الرعاية المادية والمعنوية ...صح النوم أيها الطليق فهذه فرنسا وما تتطلبه من إمكانات لا يمكن أن تختزل في رسالة رحلة موفقة فقط ...صح النوم أيها المناضل المتنور الحداثي فالتخلف يعشش في أركان العقل والشعور واللاشعور ...صح النوم فالعيش في وطن ( الأورو) ليس كما العيش في بلد الدرهم ...صح النوم أيها المناضل فالدريهمات التي حددها المشرع المتخلف باسم الدين لا تصل ولوثمن فردة حذاء ...صح النوم فالدريهمات ليست ولا ثمن حليب و(ياغور) ابني اليومي ...صح النوم فدريهمات الطليق لا تساوي ولا تسعيرة وجبة بسيطة مع أقرانه خارج البيت ولمرة واحدة في الشهر ...صح النوم فدريهمات نفقتك الشهرية ليست ولا أجرة أستاذ واحد خال من الفضائل باسم الساعات الاضافية ...صح النوم فحتى الدين الذي تحتمي به وتتحصن به لأنك تعاملت معه بانتهازية مادمت تتبجح بالحداثة والتنوير أقول حتى هذا الدين يصرح بأن النفقة عنده ملقاة على عاتق الزوج لا زوجة ... معذرة أيتها الصديقة ( أنا ) ويا وحيدي إن أنا جهرت بالخصوصية فأنا في موقع مكرهة لابطلة لأنني بدأت أستيقظ من هذه الكبوة هائمة ولا قرار ...عقدت العزم على أن أبحث على مصدر للرزق يسعف في اتجاه المقصود بعد أن خلذت منذ سنتين إلى العطالة بفعل تقاعد طوعي يكفيني سنوات عمل غطت ثلاثة عقود ...بكل اصرار وصمود بكل تحدي سأواصل إلى أن أقهر العناء
بهذه الهلوسات الأخت فاطمة يامن اختارت الليلة موضوعا في الصميم أعقب عليك لعل قليلا من واقع امرأة مطلقة يفي بالمقصود ...رغم بعد المسافات ...رغم اختلاف العادات والتقاليد إلى حد ما فالقواسم الجوهرية واحدة في هذا العالم العربي الاسلامي المتخلف ، لهذه الدواعي جميعها بل البعض منها لا يسعه المقال اخترت ومنذ مدة مقالة عنوانها مثير ( المطلقة والخازوق ) ولأن ظروف مهامي وما يتطلبه الاستعداد حالت واتمامه وجدت الفرصة مواتية حينما سقطت سهوا في مقالك اللحظة ...أتمنى أن يفي بالمقصود محتوى هذا المقال لأنه بالفعل ثمة علاقة بين المطلقة والخازوق ...بل أكثر من هذا أناشد كل مطلقات العالم المتخلف العربي الاسلامي أن يربطن علاقة والخازوق لكن شريطة أن يتم توظيفه في الصفحة الايجابية فقط .
..................................................................................................
يستغرب القارىء الكريم لهذا العنوان السريالي ( المطلقة والخازوق)...ترى أية علاقة تنسج بين امرأة مطلقة وخازوق ؟ ...الخازوق اصطلاحا يعني بأنه مرادف لكلمة مقلب - هنا أسطر على مقلب بالخط العريض - وفي الوقت نفسه يستعمل كوسيلة تعذيب أساسية ليس فقط في سجون مغربنا الحبيب سنوات جمره أو رصاصه ...ليس في وطننا العربي حيث والحمد لله استعارة الأذاة والارتقاء في توظيفها مادامت أنظمته في أمس الحاجة إلى هكذا تنكيل وتلجيم لكل من يطمح للخروج من الطوق ، ليس الأمر كذلك بقدر ما أن المهمة التنكيلية إلى حد الاعدام ضاربة في أعماق تاريخ صراع الخير والشر ...عرفته كوسيلة تعذيب مجموعة من الأقوام أقتصر فقط على حكاية الأتراك العثمانيين الذين استعاروها من العراق كعلم كامل الأركان درسوا وتميزوا وحازوا قصب السبق في الاضافات والدراسات حتى مرحلة تخصيص المكافآت لأمهر جلاد يستطيع أن يطيل عمر الضحية على خازوق .
قصة هذا الخازوق في علاقته بالسيدة المطلقة ممتعة تستحق وبامتياز أن تكون سيرة ذاتية لكل نساء الطلاق اللواتي انفردن برعاية الأبناء ...نساء استثنائيات وبكل مقاييس الجودة والتميز... يقال والعهدة على الراوي أنه ثمة ثورة في قانون الأسرة حل بين ظهران المجتمع المغربي فلا خوف من تبعات الطلاق ولا هم يحزنون ...معذرة أيها القارىء الكريم إن أنا استطردت في الكلام أو ثمة لغو أو عدم تركيز في ما أرقن فقط سأتوقف عن الكلام إلى حين وإليك الواقعة التالية كنت فيها شاهدة عيان ...في زمان ليس بالبعيد وفي مدينة ليست كما المدن وبين ظهران أسر وملل ليست كسائر البشر والأديان وفي مناخ ملوث ليس له مثيل في العالم والعهدة على ما حققته الاعلامية الناجحة ضحى زين الدين عن مأساة تلوث الطبيعة ومن خلالها العقل والانسان ، تحقيق استطاعت أن تنتزع به درجة الاستحقاق الأولى في المغرب حينما نظمت وزارة الاتصال جوائز لكل مناولة صحافية متميزة ، أقول في هذا الفضاء مازلت أستحضر قصة تلك السيدة التعيسة مع زوج قاس قطرة قطرة وحجرة تلو الأخرى شيدا صرح الحياة بيتا يأويهم والأبناء ، أبدا ليس من مداخل الزوج وحسب بقدر ما أن ايراد السيدة يفوق ذلك الزوج الذي حاز اللبن وثمن اللبن تحسبا للقادم من المفاجآت ، مسكينة هي هذه السيدة التي أضافت إرث الوالدين لبناء مشروع الزوج ، بنى ورش الايراد المالي من أكتاف الزوجة وفي غفلة منها بحكم سذاجة أو عبطة تحكمت في الأوصال أو ديدن الثقة العمياء مادام أب الأبناء ، بانتهاء لحظة قضي فيها الأمر يكتب على العشيقة الحسناء وبالفور ياشيفور على حد تعبير صديقنا عالي الهمة يدخلها المنزل المترامي الأطراف مساحة وعلوا ويطرد القديمة في حيز كما هو خم الدجاج وبمعية الأبناء ، ولأن المبتغى الفصل ( الطلاق )هدف على مرمى حجر يلجأ هذه الدورة إلى التعنيف المتكامل الفصول آخرها في ليلة ضلماء يجرها مما تبقى من جديلة ومباشرة إلى أقرب منحذر حيث ورش بناء ...بأم عيني عاينت كدمات اختلفت أشكالها وكأنني أمام ألوان طيف غطت الجسد ....لها الصمت والنسيان وعدم الاكثرات وفي المحصلة النهائية كان الطلاق فقانون الأسرة ذلك الزمن رجل حي طرف وحكم في نفس الآن ...انسحبت المسكينة رجعت والأبناء إلى منزل الأسرة تحكي للجدران حكاية الخازوق الذي أجلسها عليه ذلك الرجل الطليق بعدأن استحوذ على الجمل بما حمل ونصيبها هو ما تكرم به ذلك الديكتاتور المسمى مدونة الأسرة بعض الدريهمات يصرف الطليق أضعافها على كلبه المدلل .
الحكاية الثانية : الآن بلغت من الكبر عتيا مادامت جدة للأباء والأمهات ، في زمان طفولتي تذكرني بقامتها وملامحها فنانة مصرية صار بحديث جمالها ركبان المشاهدين سواء في الأدوار السينمائية أو المسلسلات التلفزيونية ، وأعتقد أن الكلام لا يتطلب ذكر من هي مادامت البطلة المغربية جسدت أدوارها على خشبة الحياة في زمن كان من الصعب على الأنثى بعد أن تتخطى عتبة عشريتها الأولى عتبة الباب ، لعبت أدوار الكر والاقبال على ملذات الحياة بعد أن اختارت مورد رزق تكون نفسها ذاتا وكيانا بضاعة لتجارة تعد الأولى في تاريخ البشرية ...جالت ما استطاعت في دروب بيع االلذة الجنسية تمكنت من اختراق كل الحواجز المجتمعية آنذاك بما فيها تلك السياج المنصوبة باسم الدين ، بل اخترقت بسرعة فائقة حاجز الوطنية حينما ارتمت في أحضان من يسميهم التاريخ بالخونة عملاء الاستعمار هكذا يروي شاهدو العصر حكاية هذه السيدة التي شكلت مصدر معلومات كانت تحسن التقاطها حينما تستدرج الوطنيين بحبائل جمالها وفتنتها ، وليس بغريب أن تطال السيدة وتلح برخص الامتيازات لأن الأمور اختلطت عليها ولم تميز الوطنية الحقة من العمالة التي تكلفت بها وعن جدارة واستحقاق لا يستطيعه أخساء المدينة الرجال وشكلت ثنائيا يستحق أن يكون موضوع إبداع سينمائيا لكل مخرج عزم على توظيف تاريخ المغرب السياسي ، أقول شكلت مع الشخصية الأسطورية الأولى بالمدينة المسمى ( حليوة ) ثنائيا غريبا في مواجهة ناس استمرار الحركة الوطنية بعد الاستقلال بداية الستينات وجبهة الدفاع على المؤسسات الدستورية ورضى كديرة كشخصية الآن موضوع مقارنة بينها وبين حكاية سيد الرحمانة الأولى فؤاد عالي الهمة ...جالت ما استطاعت طولا وعرضا في عالم تجارة المتعة الجنسية بل تحملت مسؤولية حمايتها وتحصينها ...ولأنها ومهما يكون الأمر ضحية عملية اسمها الطلاق لا يدري القوم كيف ربت الأبناء وصرفت عليهم حتى وصلت المرحلة الآنية التي يحار فيها المرىء هل بالفعل ، هذه الأستاذة المحترمة والمصون هي بنت تلك المومس التي أختارت بداية أواسط القرن الماضي سوق نخاسة الأجساد كمورد رزق والأبناء بل والأقارب الذين هاجروا القرية إلى المدينة ؟في المحصلة النهائية بطلة القصة هي التي خوزقت المجتمع بل والدين والناس أجمعين .
الحكاية الثالثة تنطلق حينما أعجب الأستاذ بالموظفة الهادئة الوديعة الجميلة بنت الناس ، بدورها الشابة من صنف المؤنث الذي يبحث عن استقرار داخل أحضان البيت الزوجي فقط ...بعيونها الخضر توهمت بأنها حازت المراد في ليلة من ليالي النفاس هجر عن طواعية الأستاذ المنزل لكي يأتمر برأي حتى آخر حلقة في أسرتهم ويتخذ قرار الطلاق في الصباح ...لحد الآن مازالت السيدة المطلقة تبحث فقط عن سبب الطلاق ولا من مجيب ...يختار حياة ثانية ينجب الأول حتى الرابع بل أكثر ...تتوالى الأيام والسيدة الجميلة تظفر شبابا يحال إلى شيب هذه الأيام ...تربية ورعاية رائعة جدا توجت بمتابعة الشابة ابنة الطلاق لدراسة عليا في أرقى المؤسسات العلمية لا يلجها إلا المميزون جدا من الشباب ، على أبواب التخرج ومباشرة إلى العمل في أسمى المناصب ...أما الخازوق الذي طلع مع الأستاذ الذي ارتأى علاج الطلاق فتكلفت به الأقدار لا أدري هل إلاهية أم بالصدفة حصلت ...تتلخص في أن كل أبنائه من الزوجة الثانية يعانون من إعاقة عقلية أو بدنية وهذه حكمة يا اولي الألباب .
هذا غيض من فيض حكايات نساء الطلاق أتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار لأنه ثمة علاقة بين هذا الصنف من النساء وهذه الأداة أيضا آمل أن توظفها نساء بنات صنفي في ماهو ايجابي وسيبدي التاريخ آجلا أنه ثمة صراع تخوضه المرأة بل وفي كل الواجهات ...صح النوم أيتها البشرية فالدين نفسه جاء رجلا لكي يحصن نوعه فمزيدا أيتها الممطلقات من التحدي والصمود .