لاعذر للنساء...



حميد طولست
2008 / 9 / 21

إنه لا عذر للنساء إن هن لم يلجن وبكثرة في تشكيلة المجالس الجماعية بلدية كانت أم قروية في صورتها القادمة. ليس فقط لأن وجود المرأة ضرورة من ناحية أحقية النوع، أو لأنهن نصف المجتمع، ولكن لأن المرأة لاتنقصها القدرات الفعلية لتكون عضوا إيجابيا في مثل هذه المؤسسات ذات الطبيعة الاجتماعية الخدمية الاستشارية..
إن مشاركة قلة قليلة من النساء في المنافسة لحيازة مقاعد بالجماعات قياسا بالظروف المواتية والأرض الخصبة، ليعتبر تقصيرا واضحا ومخلا بانتفاضتهن واجترارا لشعارات هي غير مقتنعة بفحواها، مادامت المرأة المغربية لم تستطع استثمارالسوانح المتوفرة، والأرضية التي تهيأت لها والتي تكاد تكون فريدة ومتميزة على المستوى العربي..وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن شريحة واسعة من النساء تريدها (باردة) جاهزة بدون تعب.
فهل تعي المرأة حجم الفرص المتاحة والظروف السانحة التي توفرت لها لتشارك كعضو فاعل في النهضة الحياتية؟ وهل هي بحجم هذه الفرص؟ أم مازالت تحتاج لبناء قدراتها العلمية والعملية؟ أم أنها لم تتهيأ بعد لخوض غمار العمل العام، وتنقصها الجرأة والحنكة لاقتناص السوانح والفرص؟ أم ياترى هل هي غير قادرة على التواؤم والتعايش مع ظروف الحراك السياسي السريع الذي يعرفه المغرب، أو أن المجتمع الذكوري يضيق حولها الخناق، أم أنها هي نفسها لا تملك القناعات التي تدفعها لخوض مسارات العمل الجماعي والاستشاري العام ومستلزماته.. فالتجارب النسائية مع المجالس الجماعية قليلة جدا ولم تعطي خلال الاستحقاقات الماضية إلا عددا ضئيلا جدا من المرشحات الجماعيات، ليس بسبب ما يجري على الساحة السياسية من احباطات عامة ومعوقات اجتماعية تمنع مشاركة المرأة عن السياسة باِسْم الخصوصيات و الموروثات الماضية، ولا بسبب صناديق الاقتراع الحاسمة، و لكن بسبب موقفها من مجمل هذه التطورات وتقاعس الجمعيات النسائية والمجتمع المدني عن خوض غمار ميدان العمل الخدمي الاجتماعي، والزهد في تحسين سبل وصول المرأة إلى المجالس الجماعية كخطوة أولى ..
فالرهان الحقيقي يتجلى في الانكباب على جس مكامن التصدع، وإيجاد ميكانيزمات حقيقية وواقعية لرأب الصدع بدل احتراف سياسة الشعارات الفضفاضة وانتظار صدقات" الكوطا" غير المشرفة للعنصر النسوي..
فنجاح العنصر النسوي في الميدان السياسي لا يقاس بعدد من يصلن إلى قبة البرلمان، فالإنسان القادر على العطاء ذكرا كان أو أنثى يمكنه أن يؤدي الكثير من الخدمة الجليلة لمجتعه، كل حسب موقعه. ومن نافلة القول فالمرأة المواطنة عموما، يمكنها أن تقدم الكثير من الخدمات المفيدة من داخل البرلمان أو خارجه، والأمثلة كثيرة في هذا البلد المعطاء، فهناك سيدات محترمات أبلين البلاء الحسن في العمل الجماعي والبدل الاجتماعي ك( عائشة الشنا، نجاة مجيد، لطيفة الجبابدي، وأسية الوديع) .
فالأمر معقود اليوم على النساء ليشكلن حلفا قويا لخوض تجربة جديدة على صعيد الترشيح والتمثيل والمشاركة السياسية
فلا خير في لعن الظلم في الوقت الذي يمكن أن نوقد فيه شمعة!!! فيا جموع نساء بلادي أوقدن الشموع في أركان المجالس الجماعية، البلدية منها والقروية بدل انتظار الزيدات في المنحة " الكوطة" واعملن على تغيير العقلية العامة، بدل الاستجداء. وسبق للمرحوم الحسن الثاني أن قال ما معناه" أنه لو كان يسمح له وضعه بالترشح لترشح لعضوية المجلس الجماعي...
فهل ستشهد ساحة التنافس المقبلة ظهور شخصيات نسائية ذات بعد سياسي، فإنه لا عذر لكن بعد اليوم..