هل لكل مقام زوجة



رؤى البازركان
2008 / 9 / 23

في رسالة وصلت لبرنامجي لعبة الحياة من زوجة عراقية تقيم مع عائلتها خارج العراق منذ خمسة عشر عاما تحكي مشكلتها فتقول(( بعد صمت ومرارة قررت ان ابوح لكي عن مأساتي مع رفيق عمري الذي ساندته في اوقات الشدة والعوز وكنت وفية للعشرة بما تحملت من صعوبة العيش في الغربة .. وما ان حدثت التغييرات السياسية في العراق عاد ليشغل منصب في الحكومة الجديدة ومن هنا بدأت حياتنا الاسرية في الانهيار.. فبحجة تدهور الاوضاع الامنية ارغمنا انا وابنائي على البقاء في الغربة وانشغل زوجي بمسؤلياته الجديدة وبدل ان يكافأني على سنوات العشرة والغربة ومرارتها الغى دوري من حياته وتخلى عني ليتزوج بأخرى ترافقه مع المنصب الجديد ..(( فأول ما على شأنه استقوى علية)).. فهل من حقي ان اغضب واطلب الانفصال ام انتقم لكرامتي المجروحة بعد ان ادار ظهره لي ولاولاده ونحن بامس الحاجة اليه, أهكذا تجازى الزوجة بالهجران ونكران الجميل؟ )) رسالة هذه الزوجة جعلتني اسأل واتقصى عن حالات اخرى فكانت دهشتي كبيرة بحالات مشابهة تشكل شبه ظاهرة داخل الاوساط السياسية الجديدة في العراق ويعتبرها البعض حالة حتمية تغير الزوجة بثانية لان لكل مقام زوجة .. فقررت ان اناقش الموضوع في البرنامج وعلى الهواء مباشرة فنهالت الاتصالات من الزوجات اللواتي اصبحن وحيدات بعد هجران ازواجهن بتغير مواقعهم في العمل سياسي كان او في مجالات اخرى ومن هذه الاتصالات وايضا الرسائل التي وردتني لاحقا اشير الى البعض منها.. وابدأ من القاهرة حيث مكان اقامتي اتصلت ام محمد لتخبرني انها في القاهرة منذ سنتين طلقها زوجها بعد ان التحق بمنصب دبلوماسي في احدى السفارات العراقية وسبب الطلاق هو زواجه من اجنبية والقانون الغربي لايسمح بالتعدد لذلك ضحى بأم محمد رفيقة العمر لان المنصب الدبلوماسي الجديد يتطلب اخرى اجنبية على المودة كما قالت أم محمد ولم تستطع ان تتمالك عبراتها.. اما ام حيدر المقيمة في السويد تركها زوجها بعد خمسة وثلاثين سنة زواج عائدا للعراق لملاقات اقرباءه لكنه فضل البقاء وتزوج من صبية جميلة قد تعيد له شبابه ولم تفلح ام حيدر بأسترجاع زوجها.. ومن بغداد أم سعد الحزينة والمنكوبة بفقدان ابنها الوحيد في احدى الانفجارات التي تحصد ارواح الابرياء فانهارت حياتها الزوجية وكان تاثير الصدمة على زوجها بفقدان توازنه النفسي واذا به يتزوج باخرى لانها قالت له انت وسيم فنسى فاجعة ابنه ليبدأ حياة زوجية جديدة تاركا ام سعد تكابد الالام وحدها.. اما ام فراس فقد تقلد زوجها منصب قضائي جعله يسكن المنطقة الخضراء فأبتعد عنها وعن ابناءه ليتزوج ثانية ثم طلقها وثالثة ورابعة لان المنصب والمادة جعلت نفسه مفتوحة للزواج.. واتصلت وصال لتحكي عن جارتهم الانسة الصغيرة التي زوجها اهلها الى احد المسؤلين رغم انه بعمر والدها وهو جد لكنه اقنعهم ان عائلته خارج العراق وهو قادر عل ان يوفق بينهما خاصة ان زوحته بعيدة و كبيرة السن.. لكن سرعان ماطلقها لانها كانت نزوة ليترك المنصب راجعا الى عائلته حيث كان محملا بالاموال الطائلة .. وفي رسالة من ناشطة في حقوق المرأة لم ترد الافصاح عن نفسها كتبت عن الزواج السري المنتشر باعداد كبيرة و الذي لايدوم سوى فترة وجيزة لاغاية منه سوى التنوع باشكال النساء والتمتع بهن مما يشير الى زيادة لنسبة المطلقات سريا ..و هذا جزء بسيط من واقع لهموم جديدة مسكوت عنها تشير الى ان منظومة الزواج والاسرة تنحدر الى مرحلة تفكك وانهيار سريع لكل القيم التي كانت مترسخة من التماسك المتين للعوائل العراقية.. فرغم ما ساد من القدم للعقلية الذكورية التي تعطي الرجل الحق بتعدد الزوجات في حالة حصوله على ارث كبير اي ان المال الذي يأتي بعد الفقر يعزز تغير الزوجة الاولى باخرى تناسب الوضع الجديد .. تبقى متغيرات الاوضاع الجديدة في العراق تلقي بمفاهيم سلبية تحطم الكيان الاسري.. واستبدل المثل المشهور وراء كل رجل عظيم امرأة ليصبح وراء كل رجل سياسي امرأتان واحدة بداية المشوار مع الحياة البسيطة ومرحلة الكفاح وثانية عندما يكبر في المركز والنفوذ والسلطة.. ويتفاخر الرجل ويقول لكل مقام زوجة.. ويعتبر المقام للرجل فقط .. واود هنا ان اطرح اسئلة للقراء كيف ينظرون للموضوع من الناحية الاجتماعية والنفسية: ماالذي يدفع الزوج بالبحث عن اخرى بعد عشرة ليس فيها خلافات؟ هل بريق المال والسلطة والنفوذ يجعل الرجل مرغوبا من قبل نساء و يطمحن لللارتباط بذوي النفوذ ولو كان ذلك على حساب زوجته وابناءه؟ وهل المرأة تعتبر المال والسلطة يعوضانها عن فارق السن ولا تلتفت الى شبابها لتتمرد بعد ذلك على عجز الزوج او مرضه ؟ ما هي دوافع العائلة التي توافق على تزويج بناتها الى رجال متزوجين ؟هل دوافعهم نفعية واستغلالية ولا ينظرون الى البعيد اذا ما ذهب المنصب او طلقت الابنة, ام ان الرجل ذو السلطة والمال يبرر ان الاختيار الاول لم يكن موفق او اجبر عليه عائليا فاذا ما كبر مركزه وتألق في الفكر والثقافة لم تواكب تقدمه الزوجة وبقيت على حالها بسيطة فمن حقة ان يبحث عن اخرى تناسبه فكريا دون ان يفسح لها المجال ان تواكب تطوره ليبرر لنفسه الارتباط باخرى ؟ ام ان المرأة تكبر بايولوجيا وتشيخ والرجل لايكبر لذلك(( راجت تجارة المنشطات الجنسية للرجال العاجزين)) فمن حقه ان يتزوج بثانية صغيرة السن لان عمر المرأة في الفكر الشرقي يكون ميزان فاصل يحكم عليها بالتقاعد الزوجي؟ ام ان في خيال كل رجل امرأة اخرى يتوق الوصول اليها فمهما اجتهدت الاولى للاهتمام به لم تفلح بالغاء الصورة من خياله لتجد نفساها مع شريكة اخرى؟ ام ان متغيرات العصر السريعة قصرت من عمر الزواج المتماسك ليكون سريع العطب وصار تغير الزوجات امر سريع كتغير اجهزة النقال بظهور موديل حديث بمواصفات متطورة ؟ وهنا يدفعني الموضوع لسؤال اعتبره جدير بالتأمل هل تنتقل العدوى للزوجة ويكون من حقها اذا ما تقلدت منصب قياديا في الدولة ان تغير زوجها بآخر يليق بدورها الجديد؟