حول مرجعيتنا الاشتراكية في العمل النسائي



النهج الديمقراطي العمالي
2004 / 2 / 18

I - المقدمات النظرية:

1 -الاشتراكية العلمية
المنطلقات:

اعتمادنا "الفكر الاشتراكي العلمي" باعتباره:

- التعبير النظري لوجود البروليتاريا في نمط الإنتاج الرأسمالي.

- انبناء هذا الفكر على التحليل الدائم والمستمر للتناقضات الموضوعية الخاصة بنمط الإنتاج الرأسمالي وذلك باعتباره نظاما اقتصاديا عالميا (سائدا).

- البروليتاريا والبرجوازية هما القطبان الأساسيان للصراعات الطبقية داخل هذا النمط الطبقي السائد.

- البروليتاريا طبقة منتجة لفائض القيمة، محرومة من وسائل الإنتاج، ولا تملك إلا قوة عملها.

- الرأسمال باعتباره علاقة اجتماعية يعيد باستمرار إنتاج علاقات الإنتاج القائمة على العمل المأجور والتملك الخاص لوسائل الإنتاج.

- لأول مرة في التاريخ، خلقت الرأسمالية طبقة اجتماعية جديدة (البروليتاريا) ليس بإمكانها التحرر من الاستغلال الرأسمالي دون القضاء على كل أشكال استغلال واضطهاد الإنسان للإنسان. وذلك بقضائها التام على كل العلاقات الاجتماعية الطبقية السائدة واستبدالها بعلاقات جديدة تنمحي فيها شروط الاستغلال والاضطهاد والاستلاب سواء كان طبقيا أو قوميا أو جنسيا أو دينيا...

- إن الثورة الاجتماعية بالمعنى الماركسي لا تقوم على "وحدانية طبقية" ضيقة (النزعة العمالوية) ولا تنفي عن البروليتاريا جوهرها الاجتماعي التاريخي.

إن الثورة الاجتماعية البروليتارية ليست مقتصرة على طبقة واحدة ـ وإن كانت الطبقة العاملة ـ لسبب بسيط هو أن البروليتاريا لا تسعى إلى خلق طبقة جديدة مستغلة.

إن الرأسمالية كنظام اقتصادي واجتماعي سائد عالميا يخلق باستمرار ويعيد إنتاج الشروط الموضوعية لوحدة النضال القومي والأممي ضد الرأسمالية ويجعل من الثورة الاشتراكية قضية كل المستغلين والمضطهدين (رجالا ونساء).

إن الثورة الاشتراكية ذات عمق شمولي يعبر عن نفسه من خلال وحدة النضال الطبقي البروليتاري ضد "اتحاد الاستغلال الرأسمالي" وملحقاته.

- إن سيرورة التحرر من الاستغلال الرأسمالي، والاضطهاد الطبقي والجنسي، حركة نضالية جماهيرية متواصلة ومستمرة وشاقة، تحتم على البروليتاريا والكادحين امتلاك إيديولوجية ثورية وراديكالية تمثل مصالحهم الطبقية وتقف على طرفي نقيض مع الإيديولوجية البرجوازية.

والماركسية، التي انصهرت في خضم الكفاح البروليتاري، توفر السلاح الإيديولوجي للطبقة العاملة وعموم الكادحين لانتزاع تحررهم الشامل وبناء الاشتراكية على طريق الشيوعية.

والنظرية الماركسية باعتبارها فلسفة الممارسة الثورية (براكسيس) تستطيع التعبير عن مصالح الكادحين لأنها تنطلق من موقع الطبقة العاملة في نمط الإنتاج الرأسمالي. كما أنها تمتلك إمكانية التطور المستمر لكونها تجمع بين:

* القدرة على تحليل القوانين الموضوعية للمجتمع.

* لاستنادها إلى إيديولوجية الطبقة الطليعية في هذا المجتمع.

* لاستطاعتها التحول إلى سلاح نظري وقوة مادية ثورية متى اندمجت بنضالات الجماهير الكادحة كعامل تعبئة، تنظيم وتوجيه لنضالاتهم الطبقية.

إن "التغيير الديموقراطي الجذري" ذو الأفق الاشتراكي يملي علينا ومن الآن، المساهمة في بناء الأدوات الاستراتيجية الضرورية لذلك، وفي مقدمة ذلك تطرح علينا مهمة بناء التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين لتوفير القيادة الطبقية الضرورية للتغيير الجذري. لأن لا تغيير جذري إذا لم يؤسس على الهيمنة الثورية للطبقة العاملة وعموم الكادحين عن طريق  بناء هذا التنظيم خلال السيرورة الطويلة لتحرر الجماهير الكادحة.

ويندرج النضال النسائي للنهج الديموقراطي ضمن سيرورة بناء الذات من أجل توفير شروط المساهمة في بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة وعموم الكادحين وينضوي  نضالنا النسائي المرحلي تحت شعار "بناء الأداة التنظيمية الاشتراكية لعملنا النسائي والمساهمة في خلق حركة نسائية ديمقراطية وجماهيرية حقا مسيرة واحدة".