عين واحدة لا تكفي



محمد الذهبي
2008 / 10 / 8

تشير كتب التاريخ الى ان اول من دعا الى مساواة المراة هو الفيلسوف ابن رشد حيث قال:ان المراة كفء لان
تمارس اعمال الحرب واعمال السلم معا وانها قادرة على دراسة الفلسفة، وان الكلبة الانثى تحرس القطيع كما يحرسه الكلب الذكر ، وان المجتمع العربي لن يرقى الا اذا كف الرجل عن استعمال المراة لمتعته وقصر نشاطها
على البيت.
لا ادري مالذى اغراني بالكتابة حول الفتاوى الاخيرة،لقد بدات امرا كنت اود ان اكون بعيدا عنه كل البعد وعلى حد قول احد الزملاء ان الخوض في هكذا مواضيع ربما يؤدي الى اشاعتها بين الناس ، ولكن بعد عناء طويل
وتفكير عميق ،وجدت من واجبي وواجب الاخرين تعرية هذه الفتاوى الفارغة من محتوى الدين والايمان ،ولا يفتي بها او يعتمدها الامتخلف او عدو لدود للاسلام والمسلمين.
فلقد دعا احد علماء الدين السعوديين النساء الى ارتداء النقاب الشامل الذي لايظهر سوى عين واحدة، وقال الشيخ محمد الهبدان ان اظهار المراة لعينيها الاثنتين قد يشجعها على تزيينهما ما قد يصير مثارا للغواية.
وكان الشيخ الهبدان الذي يتمتع بنفوذ لدى اوساط علماء الدين في السعودية يرد على سؤال في احد برامج قناة المجد الدينية.لقد اوجد الله العينين للرؤيا والا كان وضع عينا واحدة ان كانت تكفي،وكانت حواء تمتلك عينين
ولم تغو آدم العينان بل شيء اخر مما جعل الخلود لنا على الارض، ولم تكن الحياة عقوبة كما يدعي البعض
وهي أي الحياة على الارض اختيار حيث اختار ادم الارض ليعمرها هو واحفاده.والنقاب كذلك اختيار فالبعض
يغطين وجوههن ويظهرن العينين وهذا لعمري منظر مشوق ومغر بذات الوقت وان النساء مغريات والممنوع مرغوب . وربما يكن اكثر اغراء مما لو وضعن عن وجوههن النقاب بالكامل فهذا احد الشعراء يقول .
يخبئن اطراف البنان من التقى ويقتلن بالالحاظ مقتدرات

هذه الارض مليئة بالشواغل والاعمال والعلوم والدراسات وديدن هؤلاء المرأة باعوها في الاسلام كجارية وامتهنوها في المسيحية كمحظية وجدعوا انفها في اليهودية وهذا لعمري صراع طويل بين المرأة والرجل من عهد المجتمع الامومي الذي كانت المرأة به سيدة كل شيء تتزوج بالرجال كيف تشاء اربعة اقل واكثر وهي راعية كل شيء الى ان ثار الرجل مطالبا بحقوقه وانتصر عليها امتهنها بعد ذلك وجد ان لا يعطيها فرصة اخرى للاستيلاء عليه بعيدا عن المشاعر ولعبة الجنس التي سيدتها المرأة في كل الاحوال حين طرقت الموضوع وتكلمنا عن هذه الفتوى البشعة التي سبقتها عدة فتاوى وكان من بين الحضور نساء محجبات وغير محجبات ساءهن ما سمعن حتى تحركت احاهن ولطمت وجهها وقالت الى اين ستصل بنا هذه الفتاوى اتحدى جميع المتدينين ان يأتوا بنص واحد حديث او آية قرآنية توصي بغلق عين المرأة والا لمارسها الآباء في قديم الزمان وسملوا اعيون البنات منذ ولادتهن كالختان الذي مارسه الصعيد المصري وجنوب السودان حين قطعوا قطعة مهمة لدى المرآة تثير حركتها الجنسية وتشعرها بالمتعة لو كان الامر كما يقول هذا الشيخ لبدأوا بسمل عين واحدة ومنذ زمان حتى كجناية لم يرد هذا عن الجاهلين ورد الوأد دفن البنات وهن احياء وليت شعري ماذا تقول المهندسة والطبيبة عن هكذا فتوى اتفحص مرضاها بعين واحدة وماذا يفعل علي ابن الجهم مع عيون المها وماذا يقول الشعراء حين يصفون العينين اكاد انفجر غيضا وانا اكتب هل تصل الامور الى هذا الحد في امتهان هذه الانسانة وهي الام والزوجة والحبيبة والاخت وملهمة الشعراء والفنانين.ولنعد الى كتاب الله حين امر النساء بألتزام بيوتهن اعطى الأمر لنساء النبي ومن ثم عممه على جميع النساء حين قال (وقرن في بيوتكن) وقال مرة اخرى (يا نساء النبي لا تخضعن في القول) ولم يقل ارتدين الاقنعة او لا تخرجن للسوق او لاتعملن او اغمضن عينا واحدة في المسير فواحدة تكفي للرؤيا ان هذه الفتوى تعبر عن امتهان للمرأة بشكل غريب والمرأة السعودية اكثر النساء تدفع الثمن نيابة عنهن وضعوا هذه المخلوقة الجميلة وكالوا لها الطعنات وهي تحت جراحها تظهر الخضوع مرغمة اما المنظمات التي تدعوا الى تحرير المرأة فهي جامدة امام هذه الفتاوى لاتحرك ساكنا تنظر بعين واحدة للامور ولا ترى ابعد من حدودها الجغرافية تاركة نساءنا تنوء بحمل ثقيل تحت نير الظلم والجور والاستبداد المرأة حتى الان في بلداننا لا تستطيع ان تختار التعليم الذي تريده ولا الزوج الذي يلائمها ولا تمتلك الفرصة الجيدة في هذه الحياة يطاردها شبح الحرب وينذرها بالعنوسة والشريعة بتعدد الزوجات و بيت الطاعة وسلطة الاخ الكبير والمجتمع والعار الذي تسببه حين تقع في الحب كباقي مخلوقات الله العصفورة تطارد العصفور وتعبر له عن عواطفها بالزقزقة والضفدعة تطلب الجنس حين تثير الاصوات ام المرأة فلا تستطيع ان تعبر عما يجول بخاطرها واذا ما فعلت فهي خارجة على قانون القبيلة والشريعة والتقاليد رفقا بالقوارير ايها الشيوخ فقد ملئ التاريخ بالنساء الكبيرات والخالدات ولقد قرأنا التاريخ بشكل حاولنا به ان نرصد خلل الجنس الاخر ونحن متعمدون برسمه في اذهاننا فالنساء امهات الابطال والبطلات وصاحبات المشورة فقد ورد عن عبد الله ابن الزبير انه استشار امه اسماء بنت ابي بكر في اخر معركة له مع بني امية حيث قال (يا ام انا لا اخشى القتل ولكن اخشى المثلة ) فردت عليه (وهل يضير الشاة المذبوحة ان تسلخ بعد الذبح) هكذا هن النساء صاحبات العقول الراجحة وهن الحضن الدافئ والحبيب المواسي وقد وصفهن البعض بوصف دقيق ورقيق حين قال عبد الملك بن مروان لرجل من غطفان صف لي احسن النساء قال (خذها ملساء القدمين ردماء الكعبين ناعمة الساقين لفاء الفخذين رخصة الكفين ضخمة الذراعين ناهدة الثديين حمراء الخدين كحلاء العينين زجاء الحاجبين لمياء الشفتين بلجاء الجبين شماء العرنين شمباء الثغر غيداء العنق مكسرة البطن هذا عندما اراد عبد الملك الزواج فأين يرى عبد الملك هذه المرأة على فتوى هذا الشيخ لكي يتزوج بها والتاريخ ايضا ينطوي على ذم النساء بنظرة متخلفة حين يقول اعص النساء وهواك وافعل ماشئت