رهينة المحبسين الفتنة .. والعار صاحبة الفريضة السادسة



محمد عابدين
2008 / 11 / 18

رهينة المحبسين
الفتنة .. والعار
صاحبة
الفريضة السادسة


هل حقا الحجاب هو الفريضة السادسة ؟؟
ومن فرضها ؟؟

وماذا لو إعتبرناه مقياسا ً سلوكيا ً من حيث كونه ملبسا ً يحرك فضول البصر ؟؟

يا سادة إتقاء الفتن لا يكون بمصادمة أحكام الله عز وجل
والأصالة ليست في حاضرنا الذي نسعى لسحبه
للماضي بكل نزعاته ونزاعه ،
ولا هي أيضا ً الماضي الذي نقدسة ونسعى لإستحضاره بإعتباره مستقبلا ً مرغوب فيه .. ولكن ينبغي الفصل والتمييز بين الإسلام الذي بيد التيارات والأحزاب و الجماعات الإسلامية وبين الإسلام الذي طبقه محمد بن عبدالله " صلع " قبل أكثر من أربعمائة وألف عام في شبه جزيرة العرب .
كل عام وأنتم بخير .. إنتهى رمضان وخلفه العيد .. وإنتهت معهما مظاهر التدين الشكلي البين لكل ذا عين ترى .. هذه المظاهر التي طغت على مظاهر إعتدناها منذ زمن بعيد مع فارق بسيط في تطورها تبعا ً لتطور واقع الحياة الزمني .. ولا حرج إذ كنا نبتهج كمسلمين بحلول هذا الشهر الكريم بفانوس بشمعة ، أو فانوس متكلم إلكتروني .. ولكن الحرج كل الحرج يبدو في تلك المظاهر و الظواهر الدينية الشكلية التي تختفي بجرد إنتهاء الشهر ، تلك الظواهر التي طفت فجأة على السطح وشذت عما إعتدنا عليه ولاينكرها مبصر .. كأن تنتاب التقوى فجأة البعض من أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا مثلا ً لتمتلئ بهم المساجد والزوايا سعيا ً وتلمسا ً للمغفرة ومسحا ً للخطايا والذنوب التي إقترفوها خلال عامهم المنصرم ، أو هكذا صُور لهم وتصورا أن التقوى والإيمان عملية تجارية بحتة يتم فيها تبادل المنفعة بين العبد وربه خلال وقت معين من السنة .. تعالى الله عما يصفون وهو الغني الحميد ، فيتوهم العبد منهم بأنه لو أدي ما عليه من فرائض لربه كالصلاة والصوم والزكاة في المقابل او على مذهب المقايضة البدوي في التجارة أن يغفر الله عز وجل مابين الرمضانين ، ويُترك باقي العام للأهواء كل حسب ما تستهويه نفسه ، ومن تلك الظواهر الشكلية التي تخص مقالنا هذا : الظاهرة التي إنتشرت بين فتياتنا كظاهرة الحجاب المؤقت خلال هذا الشهر ممن يطلقن على أنفسهن لقب المحتشمات .
وفي هذا المقال سنتخطى جميع هذه الشكليات إلى أن نصل للمرفوض منها شكلا ً وموضوعا ً ونقتص منه أهمهم ذا الأثر في السلوك والفكر والوعي ونتحدث عنه بإستفاضة بغية توجية الرأي لدى جمهور العامة إلى الإتجاه الصحيح وخصوصا ً وأن هذه المظاهر ناجمة عن فكر يتضمن جسد المرأة كخطيئة ويضيف إليه صفة الشهوة مختزلا ً البعد الروحي في مجموعة من الحاجات الغريزية المطلوب ترويضها وحصارها .. وهو ما يشي بصياغة حجج تعتمد على نظام للأخلاق المتكاملة .. فهل ينطبق هذا الكلام على أمي وأمك وأختي وأختك وأبنتي وأبنتك .. أليسوا من نساء المجتمع .. قطعا .. كلا وألف كلا .
وها نحن نقترب من تحسس موضوع المقال آلا وهو الحجاب المؤقت .. وإستحضار شخصية دينية تتقمصها بعض من نسائنا أثناء إحتكاكهن بالمجتمع المحيط بغية إظهارهن على صورة من صور الخشوع والورع كنوع من أنواع التقوى .
ونخرج من هذا بمفهوم أن التقوى أمر مؤقت مرتبط بزي أو زمن معين .. فمثلا (( نجد البعض من نسائنا وبناتنا غير المحجبات بدأن يتلمسن خطوط الموضة الإسلامية لوضعها على رؤسهن كحجاب واجب الإلتزام به أثناء الشهر الكريم ومن ثم يتنازلن عنه باقي العام )).
ولنعتبر ما سبق مدخلا ً لموضوع الحجاب ككل لنجد أنه لا يخلو من إنقسامات تعريفية متعددة داخل مجتمع المرأة من حيث تعدد أشكاله وألوانه وطرازاته .. حتى أساليب إرتداءه تعددت فيما بين الفضفاض المتراكم وبين المتلاحم مع الجسد الأنثوي يميل إلى الإهتزازات والتثني تبعا ً لحركات الجسد والرغبة الغريزية في الإثارة والإفتنان .
فكل منهن تتفهم وتستوعب معنى الحجاب حسب الدرجة التي تلعبها ذاتيتها في إنتقاء ملابسها ، إضافة لمستوى إستيعابها لمفهوم الشرائع الدينية ، وأيضا يتدخل في ذلك مستواها العلمي والأدبي و الإجتماعي والأقتصادي ، لنجد منهن بموجب ما سبق المنقبة التي تقنع بالخمار ، والمنقبة فقط ، وأخرى ترتدي النقاب لفترة ومن ثم تلجأ للتخفيف بإستبداله بالحجاب ، ومنهن من تتنازل عن باقي أدوات الحجاب وتكتفي بطرحة لتغطية الرأس فقط ، بل تجد أن البعض منهن تنازلت عن الإثنين معا ولم ترتدي أيا ً من أنواع الحجاب أصلا ً ، ومنهن من تنتظر إلى أن يأتيها إبن الحلال حتى تتحجب بعد إتمام زفافها إليه ، وأخيرا ً ظهر على الساحة منهن من يراودهن إحساس بأنهن يجب أن يأتين بهذه الفريضة في شهر رمضان دون ً عن بقية شهور السنة حتى تأمن غضب الله عز وجل ، وتكتسب مودة الناس .
وهنا يمكننا تتبع ومعاينة فرق التفاوت بين الفكر الديني و الأعراف بوضوح لو تتبعنا حجاب المرأة من خلال تفاصيل لونه وهيئته وتعدد أشكاله وأنواعه وطرق إرتداءه .. والسؤال هنا :
ماذا لو إعتبرناه مقياسا ً سلوكيا ً من حيث كونه ملبسا ً يحرك فضول البصر ؟؟
تعارضات غريبة ومزدوجة في نفس الوقت فيما بين الحشمة والسفور ، الفضيلة والإثم ، إضفاء صفة التقوى على طرف والتبرج على الطرف الأخر ، والإشكالية هنا : هو مدى التعجب حينما نلتمس التعدد والتنوع في المفاهيم على كل المستويات لكلا ً من المرأة والرجل حول مفهوم الحجاب !!!! .
بل يمكن لتعجبك أن يصل عنان السماء حينما تجد كل مفاهيم وأنواع الحجاب منتشرة داخل أسرة واحدة في بناتها ونسائها ، لتجد بينهن الحاسرة ، والمنقبة ، والمحجبة ، وممكن المقنعة ، كلا ً حسب مفهومها لحجابها المرتبط دائما ً بوضعها الإجتماعي والمادي ..
والسؤال الأهم هنا :
هل مما سبق نستطيع ان نقول بأن فرضية الحجاب ترتقي لمستوى الفريضة
" الحجاب فريضة يا أختاه " ؟؟
وللكلام بقية .. سنتحدث فيه عن ماهية الحجاب .... وإلى لقاء