سجينة فى ظلام الفكر !



عادل عطية
2008 / 11 / 22


نبدأ من النهاية ، وقد حاصرتنا الاسئلة :
لماذا نرجع بالمرأة فى العالم الاسلامى إلى ماقبل الامس البعيد ،
إلى ازمنة الجهل والبغى ؛
ليستشرى ظلامه الرجعى فى تطورنا الفكرى ،
ويرفع جناحيه ،
ويملأ آفاق تقدمنا الاجتماعى ،
حتى اصبح يهدد قيمتها الانسانية ؟!
لماذا المناداة بعودة عزلة الحريم ؟!00
ولماذا الاصرار على تقييدها بالحجاب ،
فلا ترى الحياة إلا من خلال ساتر اسود ؟!00
لماذا نهضم مساواتها امام القانون ،
وفى الحقوق العامة :
فنحرمها - كما فى السعودية- من قيادة سيارتها الخاصة بنفسها ؟!00
ونحرمها من التعليم ، بشتى الوسائل ،
كان آخرها مافعلته حركة طالبان ،
بالقاء المواد الحارقة على فتيات افغانيات فى طريقهن إلى المدرسة ؟!00
ولماذا نبقى على هذه الآفات الآكلة فى ارواحهن :
كتعدد الزوجات 0
والقسوة ، والضرب ، والهجر فى الفراش 0
والطلاق ؟!00
ولماذا نبقيها فى بوتقة المتعة ، والمطاردات الغرامية ، والتحرش الجنسى ؟!000
،000،000،000
ونعود إلى البداية 00
إلى بداية الخليقة 0
كان آدم فى جنة عدن ،
ورغم كل مظاهر الجمال المحيط به فى اجمل بقاع الارض ،
لم يكن سعيداً ! 00
فلقد كان وحيداً ليس له معين نظيره 0
حينئذ اخذ الله جزءاً من جسمه ،
وخلق معجزة أخرى : " امرأة " 0
شبيهة به فى كل شئ ما عدا جهازها التناسلى 0
وبدلاً من أن يكونا متضادين ،
كانا مكملين لبعضهما البعض 0
لم يخلقها الله من رأس آدم ؛ لئلا تسوده 0
ولا من رجله لئلا يدوسها 0
بل خلقها من ضلع من جنبه ؛
لتكون معه على قدم المساوة 0
ولتكون موضع حمايته ، ورعايته ، ومحبته0
وأقرّ آدم ، قائلاً :
" هذه الآن عظم من عظامى 0
ولحم من لحمى 0
هذه تدعى امرأة ؛ لانها من امرء أخذت " 0
ومع انها الوجه الانثوى للانسان ،
فنحن نعتبر كلمة امرأة : سبة وشتيمة !
ومع انها هى الام ، والاخت ، والزوجة ، والحبيبة ،
نجد من يتصرف حيالها بأقل : قدر، ومقام ، واحترام 000
ويكاد يصلى – كما كان يفعل اليهودى التقى ، قديماً :
" اشكرك يامن تستحق الشكر لأنك لم تخلقنى امرأة " !
،000،000،000
ان قياس سمو كل دين يذاع بين الناس ،
هو احترامه لشخصية الانسان 0
فمع أن وضع النظم والقوانين عمل جليل ،
ومع أن رسم المثل العليا عمل أجلّ ،
إلا أن قيمة هذه كلها تحسب بالقياس إلى قيمة وقدسية شخصية الانسان : ذكراً وانثى 0