إمرأة فلسطينية لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية!



نافزعلوان - لوس أنجليس
2008 / 11 / 23

بسم الله الرحمن الرحيم
تذهلني المرأة الفلسطينية وهي تقف في وجه الجندي الإسرائيلي وحتي الدبابة الإسرائيلية. وسواء كانت تلك المرأة الفلسطينية في العشرين من عمهرها أو كانت في السبعين ، تجدها والله تقف في وجه هذا العدو وقفة جريئة وقوية بكل أسف عجز عن وقوفها في وجه الإسرائيليين بعض الفلسطينيون بكامل سلاحهم وعدتهم وعتادهم.

تقف هذه المرأة الفلسطينية يا أخي أمام الموت الإسرائيلي وكأن الموت غير موجود في قاموسها. تقف يا أخي أمام معدات الموت والدمار الإسرائيلي وكأنها تقف أمام أطفال صغار وألعابهم البلاستيكية. تقف في وجه الإحتلال والحصار وضيق الميعشة والحياة وتدبر من هنا وهناك ، تقف يا أخي وقفة تستحق منا أشياء أكبر من الإجلال والتعظيم .. تستحق هذه المرأة الفلسطينية أن تقود القضية الفلسطينية.

تاريخ كفاح وتضحيات المرأة الفلسطينية عبر تاريخها لهو شيئ طالما تجاهلناه ، سواء عن عمد أو عن سهو ، هناك تجاهل لهذ المرأة العظيمة. ولو جلسنا قليلاً وفكر كل منا في ما قدمته له أمه وما قدمت كل أمهات الفلسطينيين منذ أيام النكبة ولا تزال تقوم بتقديمه حتي يومنا هذا لعجزنا عن مجرد التعبير عن مدي إمتناننا لهذه الأم والإبنة والأخت والعمة والخالة والجدة والجارة الفلسطينية ، جائزة الأم المثالية وجائزة المرأة المثالية وكل جوائز الأرض لا تقترب مجرد الإقتراب من ما يجب أن نقوم به وأن نقدمه للمرأة الفلسطينية.

وعودة إلي الجرأة التي تملكها المرأة الفلسطينية في مواجهة العدو الإسرائيلي وهذه الصورة الرائعة التي تقدمها النساء الفلسطينيات من تمسكهن بالدار وبالمكان كما تطالعنا الأخبار هذه الأيام تجعلنا نشعر بالخجل والعار أن يقفن هؤلاء النساء تلك المواقف ونحن الرجال ( هذا إن كنا رجالاً ) نقف موقف المتفرج في معظم المشاهد الفلسطينية هذه الأيام وحتي عندما نجد المظاهرات تخرج نجد النساء في المقدمة ، بأطفالها علي أكتافها أو ممسكين بطرف ثوبها ومن خلفها يعيشون معها ويموتون وهم قابضون علي طرف ثوبها.

نريد أن نستمد قوة من قوتها وإرادة من إرادتها. ونعجب كيف أننا نأتي من هذه المرأة الفلسطينية ثم يستولي علي البعض منا الإستسلام والإنخذال والهزيمة ، ونقبل بأشياء لو عرضناها علي أي إمرأة فلسطينية ( لبصقت ) في وجوهنا علي العار والهزيمة والذل المعروض علينا والمفروض أن نقبل به.

وبوجود جيوش من الكفائات النسائية الفلسطينية والتي نأسف أنها مهمشة وغير مستفاد من كفائاتهن لأسباب نعلم بعضها ونجهل بعضها الآخر ، هناك فلسطينيات من الدرجة العلمية والمكانة الأكاديمية ما يؤهلهن للقيام بدور قيادي في الشعب الفلسطيني.

يبدو وأننا بصراحة بحاجة إلي إمرأة فلسطينية لتقود المسيرة الفلسطينية والتي أثبت التاريخ وحتي الآن أن المرأة الفلسطينية أقوي في الوقوف في وجه ما يبدوا أن الرجل الفلسطيني عاجز وفاشل عن الوقوف في وجهه. ولنكن أول دولة في تاريخ الدول العربية الحديث وننتخب رئيسة للسلطة الوطنية الفلسطينية.

نافزعلوان - لوس أنجليس