كل عام و (( هنّ )) بخير



محمد كليبي
2008 / 12 / 7

الى جانب جهابذة الاعلام الكبار , الكاتب والناقد الصحافي اللبناني ابراهيم العريس والصحافي اللبناني عادل العزير والباحث العراقي فالح عبد الجبار , تشرّفت شخصيا بالمشاركة في برنامج " هنّ " التليفيزيوني , على قناة الحرة الفضائية . وعندما أقول بأنني تشرّفت بتلك المشاركة فذلك نابع من قناعتي بان المساهمة ولو بالكلمة في سبيل تحرير المرأة العربية هو شرف لكل مثقف ومثقفة في العالم العربي .
وقد كانت هذه الحلقة - التي بثّت أول أمس الجمعة - بمثابة " حلقة تقييمية أو تقويمية عامة للبرنامج " في عيد ميلاده الأول ومرور عام على انطلاقته . حيث تركّزت المناقشات حول البرنامج , وردود أفعال المشاهدات والمشاهدين والاعلام حياله , ومدى مساهمته في طرح واثارة ومناقشة حقوق وقضايا وهموم المرأة العربية .

وهنا أشير - كمتابع - الى ان البرنامج , بنامجا ناجحا ومتميزا بكل المقاييس , وانه قد استطاع طرح واثارة ومناقشة العديد والعديد من القضايا والهموم الحقوقية والانسانية للمرأة العربية , وبجرأة وشجاعة وحرفية ومهنية عالية ومتقدمة , قياسا الى غيره من البرامج , والى غيرها من القنوات الفضائية , وان كنت بحكم قناعاتي الفكرية والثقافية والحقوقية والانسانية أطمح الى المزيد والمزيد من الشجاعة والجرأة في الطرح , بما يؤدي الى وضع الاصبع على الجرح كما يقال .

لقد تمكن البرنامج - من خلال استضافته للعديد من " الحالات " الاجتماعية والانسانية النسائية التي تمثّل وتعبّر عن قضايا المرأة العربية , اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا , معززا ذلك باستضافة العديد من المتخصصات والمتخصصين في تلك القضايا - من التطرق الى قضايا وهموم وهواجس واشكاليات المرأة العربية مثل الحقوق المدنية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية , وحقها في المشاركة . وكذلك قضية التمييز ضد المرأة في جميع المجالات مثل عدم مساواتها بالرجل في حق منح الجنسية لأبنائها وزوجها . اضافة الى قضايا تتعلق بالانتهاكات اللانسانية الممارسة تجاة المرأة العربية مثل جرائم الشرف ! والختان والحجاب والنقاب . وكذلك قضايا تتعلق ببعض المهن والحرف ومدى تواجد المرأة العربية فيها , عاملة ومبدعة ومأثرة , مثل الادب والكتابة عموما و الفن والرياضة . وغير ذلك من القضايا المتفرقة مثل قدرة المرأة على الجمع بين العمل والبيت . وغير ذلك من القضايا والهموم والاشكاليات المتعلقة بالمرأة العربية وحقها في الحياة الانسانية الكريمة , والتحرر من الاستعباد والاستبعاد الممارس ضدها باسم الدين ( العدو الأول للمرأة العربية ) والقبيلة .

وأستطيع أن أحدد " تميّز " برنامج " هنّ " من خلال النقاط التالية :
أولا : الاخراج الفني :
حيث تبدأ كل حلقة من البرنامج باذاعة تقرير عن موضوع الحلقة يشمل جميع المعلومات الممكنة حوله , وعن ضيفات وضيوف الحلقة وأوضاعهم وهمومهم وأنشطتهم فيما يتعلق بموضوع الحلقة , مما يعطي المشاهد صورة جيدة عن الموضوع قبل الخوض في مناقشته مع الضيوف , حيث يتم بعد ذلك استقبال ضيفتين تمثلان حالتين عربيتين لامرأتين مختلفتين , ثم يلي ذلك استضافة متخصصة او متخصص في الموضوع المطروح للمناقشة لتوضيحه واثرائه من جميع الجوانب , القانونية و الحقوقية والانسانية ... الخ . هذا الى جانب الحضور الجماهيري داخل الاستوديو مما يعطي انطباعا حيّا وحيويا للبرنامج .
ثانيا : التقديم :
من أهم مميزات البرنامج هو تقديمه من قبل أربع اعلاميات هنّ : جوليا قصار , بثينة نصر , ايمان الحصري و أسماء بن عثمان , ومن أربع جنسيا عربية هي لبنان , السعودية , مصر وتونس على الترتيب, وبأربع لهجات عربية مختلفة , مما يعطي للبرنامج " نكهة " عربية وبعدا عربيا ( ليس بالمفهوم القومي الذي أمقته عقليا وقلبيا , وانما بالمفهوم الثقافي المجتمعي الذي يعود بالدرجة الاولى الى القاسم المشترك بين المجتمعات العربية والمتمثل في اللغة العربية ) مكّنه من اجتذاب المشاهد / ة في العالم العربي بمجتمعاته المختلفة وشرائحها المتعددة . طبعا هذا الى جانب امتلاك الاعلاميات الاربع لكافة الامكانات الثقافية والابداعية , والحضور المتميز , والقدرة , النابعة من وعيهن للقضايا الحقوقية للمراة العربية , على الحوار والتواصل الخلاّق مع الضيفات والضيوف ومع بعضهنّ البعض , مما أععطاهنّ روح الفريق الواحد , وهو ما ساهم , بكل تاكيد , في انجاح البرنامج .
ثالثا : الاعداد :
وهو يمثّل - في اعتقادي - العمود الفقري للبرنامج , كونه المسؤول عن تحديد واختيار وبحث الموضوعات التي يتم طرحها في البرنامج , وكذلك البحث والاختيار لضيفات وضيوف البرنامج ممّن يعبرون أصدق تعبير عن تلك الموضوعات والقضايا ومن المتخصصين فيها . وهذا بالتاكيد عمل شاق ومسؤولية كبيرة , يتحملها ويقوم بها عن جدارة واقتدار الكاتب المبدع الاستاذ / ناظم السيد .

نتمنى للبرنامج , في عيد ميلاده , ولجميع القائمين عليه , التوفيق والنجاح المستمر والمتواصل , بما يعزّز ويطوّر المسيرة العربية نحو تحرير المرأة العربية , وتحقيق أهدافها في المساواة والمشاركة جنبا الى جنب مع الرجل العربي , لما فيه نمو وازدهار المجتمعات العربية كافة , وخروجها من ظلمات العصور الوسطى , لانه لن يتحقق ذلك طالما ان نصف المجتمعات العربية لازالت تعيش " عصر الحريم " ؟!!؟