في يوم المرأة العالمي لتتحول إرهاصات الثورة النسوية في السودان إلى برنامج نسوي مستقل للعمل والتغيير



الحزب الليبرالي السوداني
2004 / 3 / 8

في يوم المرأة العالمي؛ يحق لنا تقديم التحية للمرأة السودانية؛ وهي تناضل من اجل حقوقها المنتهكة؛ والمتمثلة في حقوقها العامة كمواطنة؛ وحقوقها الخاصة كإمرة تتكاتف عليها ضغوطات المجتمع التقليدي؛ وتتحيز ضدها المؤسسات الاجتماعية والفكرية والقانونية؛ وتتآمر عليها القيادات الذكورية النافذة؛ في الأحزاب السياسية المعارضة والحاكمة المختلفة.
إن مطالب المرأة السودانية ما زالت كما كانت عندما خرجت لساحة العمل العام في أربعينات القرن الماضي: ضرورة الحصول علي حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية كاملة غير منقوصة؛ وضمان حقوقها في حرمة جسدها من البتر والتشويه والانتهاك؛ و كفالة القانون لحقوقها المتساوية داخل الأسرة والمجتمع في مجال الأحوال الشخصية وحقوق الملكية والوراثة ورعاية الأطفال؛ وحمايتها من كافة أشكال العنف البدني واللفظي ضدها؛ وإنهاء كافة أشكال التمييز الممارس تجاهها؛ علي كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية.
أن الحركة النسوية السودانية ؛ والتي بدأت مستقلة في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات من القرن الماضي – رابطة الفتاة الجامعية والاتحاد النسائي- ؛ ما لبثت أن وقعت تحت سيطرة الأحزاب والأيدلوجيات السياسية المختلفة؛ والتي جبرتها لصالح مصالحها السياسية الآنية؛ واعتقلتها في حدود ضيقة لم تخرج عنها إلى اليوم.
تلك السيطرة أدت في أخف الأحوال؛ إلى منع قيام حركة نسوية مستقلة وجماهيرية؛ تضع قضايا المرأة السودانية في مقدمة أجنده العمل الوطني. كما أدت تلك السيطرة في أسوأ أحوالها؛ إلى الانتكاس عن الحقوق البسيطة التي حصلت عليها المرأة السودانية عبر السنين؛ بيد أحزاب وحكومات مختلفة ؛ ليس آخرها حركة الإسلام السياسي ونظام "الإنقاذ" الحالي؛ استعانت بتنظيماتها النسائية؛ لتبرير وتعميم وتنفيذ هذه الثورة الاجتماعية المضادة للمرأة.
بالمقابل ففي ظل تصدع الحركة النسائية التقليدية وتشرذمها؛ وانكسارها للمؤسسات الحزبية وقياداتها الذكورية؛ فإننا نلحظ بروز ثورة اجتماعية نسوية؛ تعمل تحت السطح وتتبدى إرهاصاتها في اكثر من مجال؛ في خلال العقدين الأخيرين داخل السودان. و تتجلى هذه الثورة كأكثر ما يكون؛ في إسهام المرأة المضطرد والمتزايد في كسب العيش؛ نتيجة لواقع الهجرة والحرب والأزمة المعيشية؛ والتوجه نحو التحصيل الأكاديمي وارتفاع نسبة التعليم العالي وسط النساء؛ والدخول الكاسح للنساء في مجالات العمل الثقافي والمدني والإبداعي والبحثي؛ والإضافة النوعية للكوادر الشبابية النسائية؛ في إطار التكوينات السياسية الجديدة.
إن مجموعة "نساء ليبراليات"؛ وبالتضامن مع الحزب الليبرالي السوداني؛ تدعو كافة ناشطات الحركة النسوية؛ للعمل والوحدة؛ لتحويل هذه الثورة النسوية العفوية؛ إلى برنامج نسوي مستقل؛ لمواصلة النضال من اجل حقوق المرأة السودانية الكاملة؛ وخصوصا في الجوانب التالية:
• منع ومحاربة كافة إشكال الاعتداء علي جسد المراة؛ من ممارسات الختان وضرب المرأة والاغتصاب وغيرها؛ وتحريمها ومحاربتها بمثابرة؛ بقوة القانون وبتنظيم حملات تعليمية واجتماعية مكثفة ومتواصلة.
• إجازة قانون ديمقراطي مدني للأحوال الشخصية؛ يضمن حقوق المرأة المتساوية مع الرجل داخل الأسرة؛ بما فيها منع تعدد الزوجات؛ والتقنين والمساواة فيما يتعلق بالطلاق وحقوق رعاية الأطفال والوراثة؛ وبما ينسجم مع المعاهدات الدولية.
• ضمان مساواة المرأة والرجل أمام القانون؛ والنص غير المشروط علي ذلك في الدستور؛ وفي كل القوانين؛ بما يتفق مع الاتفاقات الدولية؛ وخصوصا الاتفاقية لإنهاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو).
• وضع وتنفيذ البرامج الاجتماعية والتثقيفية والتدريبية الكفيلة بدعم النشاطات النسوية المختلفة؛ وخصوصا نشاطات كسب العيش والادخار والتدريب عليهما؛ وكافة النشاطات المؤدية لتقوية المرأة وتمكينها؛ وضمان استقلاليتها وفعاليتها المهنية والاجتماعية والسياسية.
• الإسهام الفعال في جهود السلام ووقف الحروب الأهلية المختلفة في السودان؛ باعتبارها تشكل خطرا داهما علي وضع وحقوق وحياة المرأة في تلك المناطق؛ وفي مجمل البلاد. وكذلك الإسهام في جهود إعادة البناء في المناطق المتأثرة بالحرب والمناطق الريفية.

مجموعة " نساء ليبراليات"
الحزب الليبرالي السوداني
8 مارس 2004