دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي



اميرة بيت شموئيل
2004 / 3 / 10

مما لا شك فيه ان المطالبة بتفعيل قضية المرأة في الساحة العراقية بشكل عام، يهدف الى اشراكها في جميع المجالات الحياتية من اجل الاسراع في عملية البناء وبالتالي خدمة للمجتمع بالشكل الصحيح.

والمرأة بطبيعتها عنصر فعال، وهذا ما حدا بالتنظيمات الأنسانية في العالم الى تبني قضيتها والدفاع عن حقوقها، التي تخولها لعطاء اكبر اينما كانت.

نجد ومنذ قبول المدارس والجامعات بفتح ابوابها للعنصر النسائي في العراق، انها اكتضت بالطالبات ومن خلالها تبين اندفاع المرأة العراقية تجاه العلم، فلم يكن هنالك مجال الا وكانت فيه نساء. واليوم نقول بكل ثقة ان جميع المجالات الادبية والعلمية والتكنولوجية تمتلك الكثير من النساء، بحيث لو امكن تفعيل خدماتهن في صالح عملية البناء واصلاح الجوانب الكثيرة والكبيرة التي هدمها الحكم البائد، لسهلت على الجميع الكثير من الصعوبات والمشقات في العراق اليوم.

في الحقيقة ان عمليتا البناء والاصلاح تتطلبان البحث والتحليل المسبق، والا خرجت من اطارها السليم. وهذا يعني بالضبط الاعتماد على الباحثين والباحثات في كل المجالات، بالدرجة الاولى.

الاعتماد على الكادر النسائي المتقدم في المستويات العليا من كافة المجالات لا يختلف عن الاعتماد على الكادر الرجالي المتقدم، فكلاهما سيوظفان امكاناتهما الفكرية في خدمة المجتمع ويشاركان في تفعيل عملية البناء والاصلاح، وكلاهما سيخلقان الوقت الكافي لتأدية المسؤولية بالشكل المطلوب. وفي قناعاتنا ان من يصل الى المستوى الانساني المتقدم، لا يعترف بتحجيم حق المرأة في البناء، لانه مدرك لعطاءها الانساني ونشاطاتها المختلفة ، كما انه مدرك للنتائج السلبية الناجمة عن اهمال او منع المرأة ذات الامكانات الفكرية من اداء دورها الطبيعي في المجتمع.

لاشك ان صدام وزمرته قد ادركوا دور الكادر البحثي والاصلاحي المتقدم في الابقاء على متانة المجتمع، ولهذا قاموا ومنذ بداية احكام قبضتهم على امور العراق، قاموا باستفزاز وترهيب البحثين والعلماء والمصلحين، اصحاب الشهادات العليا وحملوهم اما على هجرة العراق او التصفيات الجسدية، بشكل عام، بالاضافة الى قيام هذه الزمرة، بمصادرة حقوق المرأة واضعاف دورها، بشكل خاص، وهذا ما حدا بالكثيرات من صاحبات الشهادات العليا للهروب من هذا الجحيم الذي جعل من المرأة اداة متعة وماكنة التوليد، ليس الا، دون افساح مجال لها لاداء دورها الحقيقي الى جانب الرجل.

من جهة اخرى نرى ان الطلبة في اروقة الجامعات والمعاهد والمنابر الثقافية الاخرى، من اكثر فئات المجتمع ترحيبا بتواجد المرأة كأستاذة وباحثة بينهم، مما يسهل مشاركتها الى جانب الرجل في هذا المجال، ويبقى هنالك مدى تفهم الرجل السياسي والحاكم في الوطن، لقضية المرأة ودورها في بناء المجتمه، ليساعد على ازالة العقبات القانونية ( القرار رقم 137 مثالا) امام تواجدها ومشاركاتها في عملية البناء في اعلى المستويات.

فالمطلوب اليوم ان تتواجد المرأة في المستويات العلمية العليا، من دراسات وبحوث وعمليات الاصلاح المتنوعة، ومنع احجام دورها في هذه المستويات، لتأتي نتائج دورة البحوث والاصلاح متكاملة بدور الرجل والمرأة، كتكامل دورة الحياة، وتكامل العائلة وتكامل المجتمع الذي لا يخلق الا بوجود الاثنين معا.