أوقفوا الحجر على حرية المرأة



ياسمين يحيى
2008 / 12 / 19

عندما يحجر الأبن على أبيه حينها يسلب الأب كامل حقه في التصرف بنفسه وماله وأملاكه ويصبخ عديم الشخصية والمسؤلية ويكون تحت وصاية الأبن في كل كبيرة وصغيرة أي ليس لديه أية أرادة أو ( حرية ). الحرية (حرية المرأة) هي ماأردت الوصول اليه من المثال السابق أنها حلمي الكبير وحلم كل امرأة تعشق الحياة . ولاكن أين هي تلك الحرية وبيد من ومن الذي حجر عليها؟الرجل أم القانون أم الدين أم المجتمع ؟ الجواب هو:أن الجميع حجروا على حريتنا الرجل والمجتمع والدين وبسلطة القانون . وهي أسيرة عندهم تنتظر من يحررها . أن الحجر على حرية المرأة يعني سلبها حقها في التصرف بنفسها كأنسان بالغ وعاقل وكامل وتوكيل أنسان آخر للقيام بما يراه هو مناسب لها بغض النظر عن رأيها. والتحكم بمصيرها وخصوصياتها وكل تفاصيل حياتها. يأمر عليها فتنفذ وتمنع من فعل أمر ما فتطيع كالطفل تمامآ والا ستعاقب عقابآ عسيرآ لأنها ليست حرة لذالك لايحق لها الأعتراض على هذا الحجر او التصدي له لأنه يولد معها وليس طارئ مثل الحجر على كبار السن الذي قد يكون الأبناء محقين به بسبب فقدان الأب العجوز لعقله . ولاكن هل تعتبر المرأة الشابة فاقدة العقل؟ وأذا كانت كذالك لما لا تئوى الى مستشفى الأمراض العقلية كي تتضح الصوره . عندما يفقد الأنسان حريته يصبح عديم المسؤلية ولايملك أختيارته في الحياة وهذا يؤدي الى ضياعه وعجزه وتوهان طريقه ثم الى أرتكاب الأخطاء لأنه لايعرف ماذا يريد بالظبط فهو مقيد بأحبال تحد من حركته وتجعله محاطآ بها لايمكن تجاوزها والأنفلات منها مثل الطائر الذي يوضع في قفص حديدي ويمنع من ممارسه حقه الطبيعي في الحياة وهو التحليق في السماء . فيصبح عاجزآ عن فعل أي شي بأجنحته لأنها عطلت عن وظيفتها بسبب الأسوار الحديدية التي وقفت بوجهه وصدته عن أستعمالها فتراه حزين وكئيب لاتكاد تسمع له صوتآ بينما عندما يكون محلق في السماء يغرد بأعذب الأنغام وتملئ عيونه السعادة والبهجة وهو يتنقل بين الأشجار ويهبط الى الأرض ليزورها قليلآ ثم يرجع ليعلوا فوقها وهو متغنجآ بألوانه الزاهية ومنظره الجميل وتشعر وأنت تراقب ممارساته هذه أن هذا هو مكانه الأصلي وليس القفص الحديدي الذي يحرمه من ممارسة وظيفته التي وهبته أياها الطبيعة . المرأة كذالك حرمت من حريتها التي تجعلها أنسانة مسؤوله ومنتجة وأحاطوها بأسوار تصدها عن الطيران في الأرض وذنبها الوحيد هو أنها أنثى .وهذا أدى الى فقدانها جوهرها وسعادتها الحقيقية ومنعها من الأبداع في كل شي الا شي واحد وهو (أعداد الطعام) لأنه لايحتاج الى حرية .الحرية هي منبع قوة الأنسان ومصدر أحلامه وأبداعه وركن من أركان أنسانيته . والقوة التي يملكها الرجل العربي ليست بفضل عضلاته بل بسبب حريته .عندما حجر على حرية المرأة فماذا كانت النتائج ؟ضعف وخوف وعدم أنسانية وقلة أبداع وأخطاء لاتعد ولاتحصى وأحلام لاتتعدى أسوار منزلها . لأن كل شي يعود الى وكيلها المكلف بجميع أمورها وكل مايتعلق بها. فلا خروج من المنزل الا بأذنه وسماحه لها ومرافقته ولا عمل الا بموافقته ولا زواج الا بوجوده وحتى الموبايل يحتاج الى مراجعته والنظر فيما أذا كان ضروري لها أم غير ضروري في أعتقاده .ولو يستطيع منعها من التنفس الا بأذنه لفعل . أنه حقآ محرم بمعنى الكلمة .مافرق هذه المرأة البالغة التي تعامل هكذا عن الطفل والمعتوه وهل الرجل والمجتمع وأتباعهم يعتبرون المرأة (معتوهة) لذالك هم يحجرون على حريتنا ويدوسون على أرداتها ! لا أدري ولاكن لايوجد معنى لهذا الحجر الا هذا السبب . ألى متى سيبقى الحجر قائمآ على حرية المرأة ! قرون طويلة مضت ولم نلمس أي طعن بهذا الحكم الجائر الظالم بحق النساء.لماذا كل هذا الخوف من تحرر المرأة ؟ هل المجتمع والرجل والدين قائمان على قمع وسجن المرأة وبمجرد تحررها وفك أسرها ينهار الجميع ويسقط ارضآ. كم أنتي قوية وعملاقة أيتها الأنثى لأن الجميع يخافك ويعمل لكي ألف حساب ولذالك يعملون بجد وأجتهاد من أجل بقائك في معتقلك لأنك أذا نلتي حريتك سيتم القضاء عليهم في نظرهم . فأنتي المهدد الوحيد لقوتهم وفضيلتهم أذا تحررتي أي (فسدتي) فسد المجتمع وكأن المجتمع لايفسد الا بفساد المرأة . وتحرر الرجل لايسمى فسادآ بينما تحرر المرأة هو رأس الفساد .ياللعدالة . الا يعلمون أن المرأة أذا أرادت الفساد لاتحتاج الى الحرية ولايمنعها الكبت والقمع من تحقيق مبتغاها بل يحفزها ويشجعها وحتى من لاتريد الفساد فأن عدم حريتها قد يفقدها صوابها ويجعلها تفعل أفعال ليست من محتواها وشخصيتها لأنها غير مخيرة وتريد الحرية بأي ثمن . أن السبب الحقيقي في نظري لهذا الحجر هو بغية أمتلاك المرأة والوصاية عليها وألتهام حقوقها وجعلها عبده وخادمة لهم ليشعروا بالقيادة . لأن الرجل من طبعه حب القيادة فأذا لم يجد شيئآ يقوده حتمآ سيقود المرأة . وكيف يكون هذا بالتأكيد بمصادرة حريتها . والدليل أننا دائمآ نرئ زوجات الرجال الذين يشغلون مناصب قيادية كبيرة كانت أو صغيرة يتمتعون بكامل الحرية ولأحترام من قبلهم ويتباهون ويفتخرون بهن بينما نجد الرجل البسيط الذي ليس لديه شيئآ يقوده سوى سيارته يتسلط على زوجته أو أخته ويتحكم بها ويعاملها بفوقية وعدم أحترام ليشعر بالقوة والقيادة ولاكنها قوة خاوية وقيادة جبانة . أقترح على جميع من يرغب بقيادة المرأة أن يبحث عن شي آخر لقيادته لأن المرأة حره وعاقلة وليست بحاجة الى من يقودها . فالحره هي التي تقود نفسها والحيوان فقط من يحتاج القيادة لهذا فليرجعوا الى مهنة الرعي وقيادة القطيع لأن هذا سيشبع رغباتهم وليتركوا المرأة وشأنها .ويكفي حجرآ على حريتها وكتم أنفاسها . فهي لديها أحلام وأمال ورغبات وأمنيات تريد تحقيقها وبدون الحرية لاشي يتحقق فالأحلام تؤد والأمال تهدم والأماني تصدم وكل شي مغلق بدونها . أذن الحرية هي المفتاح لكل أبواب السعادة والنجاح وتحقيق الأحلام والأمال فأبحثي ياأيتها المرأة عن هذا المفتاح وأسترديه من مغتصبيه وقاومي من أجله وحين تفوزين به سترين كم أنتي قوية ومنطلقة وستحلقين كفراسة من زهره جميلة الى زهره أجمل وستختارين شكل حياتك بنفسك وتتأخذين قرارتك من ذاتك وتقررين مصريك ومستقبلك أنتي من غير وصاية تقزمك ورقابة تربكك .فهيا أنهي هذا الحجر الظالم وأنطلقي الى عالم أنتي أميرته. وفي النهاية سيربح الجميع المرأة والرجل والمجتمع وسيتقدم الوطن ويزدهر بأنجازات بناته المتحررات المبدعات ولايتقدم الوطن بحبيسات المنازل الخاملات والجامدات . وأعلمي أنك عندما تمتلكين حريتك ستنالين حقوقك الأخرى تباعآ لأن الحرية تساوي الحقوق الكاملة والعبودية تساوي فقدان الحقوق .. يقولون المرأة جوهره وأقول المرأة أنسان أثمن واغلى من جميع جواهر الدنيا..يقولون المرأة ضعيفه وأقول المرأة أقوى المخلوقات..يقولون المرأة ناقصة عقل ودين وأقول لهم أترك الدين لكم لأن العقل عندنا ..يقولون المرأة عورة وأقول المرأة علم وتاج فوف رأووسهم ..يقولون المرأة فتنة وأقول المرأة نعمة وأنتم نقمة..يقولون المرأة أساس البلاء وأقول لأن البلاء هو أنتم ..يقولون المرأة ملكة عندنا وأقول بل عبده لأنه لا توجد ملكة بدون حرية ..