سجينات سعوديات يصرخن من خلف أسوار الصحة النفسية



سحر خان
2009 / 1 / 4

هل قمتم بزيارة لمستشفى الصحة النفسية بأي مدينة بالمملكة ؟
من يرى تلك المستشفيات من الخارج قد لايستشعر حقيقة معاناة المرضى داخل أسوار المستشفى ...
من يدخل تلك المستشفى فهو مفقود ومن يخرج منها فهو مولود وقد كتب له حياة جديدة ...
كيف يتم استقبال وقبول المرضى بتلك المستشفيات وعلى أي أساس ؟؟؟
يتم ذلك بناء على أوامر من الشرطة التي تلقت بلاغا من أهل المريض ولن أقول مريض لأن بعضهم يكونون في أفضل حال قبل دخولهم لذلك المنفى النفسي ...
وبعضهم يأتي بهم أهليهم بالقوة وخاصة النساء والفتيات اللواتي لايستطعن مقاومة الدخول للمستشفى ...
للأسف مستشفى الصحة النفسية هي منفى للروح والجسد فالمريضة فيها تحبس وتعامل على إنها مريضة عقليا وليس نفسيا ..والمشكلة أنه تم الخلط بين المرضى بالإعاقات الذهنية مع المرضى النفسيين
المهم ...تدخل الحالة وتتلقى أول ماتتلقى علاجا كيماويا مهدئا إما ابر أو حبوب حسب الحالة التي تعرض فإن كان هناك مقاومة لدخول المستشفى تعطى فورا ابر مخدرة بحيث تنام المريضة يومين ...ولو كانت لاتبدي مقاومة فتعطى الحبوب بناء على تشخيص الطبيب الذي يشخص الحالة بناء على أقوال الأهل ...
كل ذلك ليس بالأهمية ولايدعو للرعب ...
السؤال المرعب هو كيف تخرج المريضة ومتى؟؟؟
تعرفون كيف ومتى ...ليس بناء على تقرير الطبيب الذي يسمح للمريضة بالخروج ولا حتى في الوقت الذي يحدده ...
بل حسب رغبة أهل وذوي المريضة على استقبال مريضتهم ؟؟
فكم من حالة رماها زوجها بمستشفى الصحة النفسية وتركها شهورا دون أن يفكر باخراج زوجته لإنه يريد التخلص منها وربما تزوج غيرها ...
وكم من حالة من الفتيات المراهقات وضعوهم أهاليهم بتلك المستشفى لالمرض أو علة نفسية تعتري الفتاة ...بل لإنها أحبت شخصا ...فقرروا أن يعاقبوها بتلك الطريقة ...
أنا لاأبالغ ولا أختلق هذا الكلام وهذا غي من فيض ...كم وردتني من الشكاوي ومن القصص على لسان الممرضات والمريضات..

وتقع ادارة المستشفى في حيرة وارباك فلاهم يستطيعون اجبار اهل المريضة على اخراجها ولاهم يستطيعون ارسالها الى مأوى آخربسهولة حيث يحتاج الأمر الى اجراءات طويلة فيكون الحل الأنسب مكوثها بالمستشفى لحين حضور ولي أمرها أي تحت رحمته؟؟
ولإن المريضة استخدمت العلاج النفسي تصبح في نظر الأطباء خطيرة ويمكن أن تؤذي نفسها أو الآخرين ؟؟؟
مستشفى الصحة النفسية باختصار منفى لايعالج أي مرض ولا أي قضية مجرد مهدئات ومنومات وحياة روتينية قاتلة وسجن أسواره عالية شائكة ...سجن بلا هواء بلا شمس بلا حياة ...
وهذه بعض القصص من الواقع الأليم ...
1- شفاء امرأة في العقد الرابع من عمرها مطلقة وليس لها أهل ولا منزل، لها أولاد شباب لكنهم لايستطيعون تحمل مسؤوليتها فهم مايزالون يعيشون مع والدهم وزوجة أبيهم ...دخلت شفاء مستشفى الصحة النفسية بواسطة شقيقتها الشريرة التي تكبرها ولها الآن خمس سنوات مقيمة بالمستشفى ...يزورونها أولادها ودموعها على خدها فلاهي تستطيع الخروج معهم ولا هم قادرون على توفير منزل لها ...خمس سنوات مرت عليها كأنها خمسين عام ورغم إنها سليمة وتعتمد على نفسها واصبحت صديقة للممرضات إلا إنها تحلم باليوم الذي تخرج فيه من سجن الصحة النفسية بجدة..ادارة المستشفى وعدتها بنقلها لدار للمطلقات تسكن فيه ولا أعلم هل تم نقلها أم لا؟؟
2- منى موظفة تعمل في الشرطة في العقد الرابع من عمرها لديها طفل ذو خمس سنوات ادخلت مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام بخطاب موجه من نفس دار الأيتام التي تربت فيها منى لقد دبرت لها مكيدة لإنها مطلقة وتعيش لوحدها في شقة مع ابنها وخادمتها ..ادخلت منى المستشفى بالقوة الجبرية ومكتوب على قرار دخولها المستشفى تمنع من الخروج نهائيا من المستشفى مع إنها لاتعاني من مرض عقلي ولا نفسي ...أما طفلها الوحيد فقد تم وضعه في دار الرعاية بالدمام ومنذ دخلت لم تراه ...قضت منى سنتين بالمستشفى ةهي لاتعلم مصيرها وأين ستذهب بينما قررت ادارة مستشفى الأمل للصحة النفسية بالدمام لها أحد حلين إما أن تتزوج أو تعيش بدار للمطلقات بالرياض ؟؟
3- ابتسام فتاة في العشرين من عمرها تدرس بالكلية لديها أم شديدة ومتسلطة وعلى اثر خلاف حاد بينها وبين والدتها بسبب صديقة لإبتسام تكرهها الأم ...قررت الأم بالتعاون مع الأب ادخالها لمستشفى الأمل بالدمام وذلك بعد ضربها ضربا مبرح وقضت ابتسام ستة اشهر كاملة بدون ان تتلقى أي زيارة من اهلها ولاحتى اتصال ..روغم انها كانت لاتتناول أي دواء حيث كانت سليمة نفسيا وعقليا في نظرهم إلا إنها لم تسطتع الخروج لإكمال دراستها وحل موعد الإختبارات النهائية وطبعا لم تختبر وضاعت عليها سنة من دراسية كاملة...وكل ذلك في نظر الأهل وسيلة لعقابها لتسير وفق رغباتهم ولاتخالف أوامرهم ؟؟؟
4- ندى أدخلها زوجها المستشفى بعد خلاف زوجي حاد وهي حامل بالشهر الثاني ..كانت أعصابها متعبة جدا من زوجها وطريقة معاملته معها ...ورغم إنها حامل في الشهر الثاني فقد تم اعطائها علاجا نفسيا بالإبر فقد زعم الطبيب أن تلك الإبر لاتضر الجنين ..
اسبوعين فقط واصابها نزيف حاد واجهضت ندى الجنين وللأسف كانا توأمين يعني جنينين وليس جنينا واحدا ؟؟
وهذه الحادثة حصلت بمستشفى جدة للصحة النفسية ..

هذه بعض القصص الواقعية وهي فيض من غيض ... لماذا لايغيرون لافتة المستشفى من مستشفى صحة نفسية إلى منفى للعقاب أو دارا للتأديب والتهذيب ؟؟
هكذا ببساطة تدخل المرأة للمنفى النفسي ...ثم تصبح مدمنة على الحبوب النفسية وتتعرض لكثير من السلبيات والضغوطات النفسية بين جدران ذلك السجن الكئيب الممل ...
ثم تدخل المريضة في دوامة لاتنتهي باحثة عن مخرج عن يد تمد إليها لتشدها للحياة من جديد ...
حديثي عن سجينات المنفى النفسي لم ينتهي ولن ينتهي ...فماخفي كان أعظم ...
ليت المسؤولين في وازرة الصحة يتجولون في تلك المصحات النفسية أو المنافي كما أسميتها ليروا الحقيقة البشعة.. ليتهم يقابلون المرضى وجها لوجه ويتعرفون عن كثب على معاناتهم وكم فترة قضوها داخل المنفى ؟
ليت كل من له مشاعر وحرك المقال شجونه أن يفعل أو يقول شيئا
لتلك المستشفيات الغير صحية ...وينادي بصوت مسموع لاللمنفى النفسي نعم للمستشفى التي تعالج وتحل الأمور بطريقة ناجحة هادفة فلا يصبح المريض ضحية الأهل والمجتمع والمنفى ...

قلمي يأبى أن يتوقف ,,,ولكن إلى لقاء آخر

سحر خان