من أوراق عراقية في المنفى.......صباح الخير يانساء وطني



سُلاف رشيد
2009 / 1 / 7

صباحكن َّبنفسجا وياسمينا ، صباحكن َّ رغيف خبز ساخن بأيادي أطفالكن َّ، صباحكن َّ إبتسامة فرح بنجاح أبنائكن َّ في إمتحانات نصف السنة ، صباحكنَّ صباح عراق أنتن َّ به كل شيء ، يسمو بحبكن َّ ويفتخر ُ بكل تأريخه ، الذي هو تأريخكن َّ .
صباح الخير يانساء وطني ، أصابحكن َّ وضجيج صمت غربتي ، يطفو على جفوني، ويجعلني أغرق في بحر من الشوق إليكن َّ، أتمنى أن أكون هناك ، حيث العراق البعيدة عنه ، والقريب مني ، أتنفس همومكن َّ مثلما تتنفس حزني وجراحي، حزني أن يستشهد والدي ، ولم أعرف له قبرا ًأو شاهدة تشير إليه ، وجراحي حين يفقد أخي ولم أدري أين هو الآن ، كما أعرف أن الكثير منكن ََّ تعيش مثل حالتي .
صباح الخير يانساء وطني ، وفي الروح رغبة ، أن أطوي كل هذه المسافات ، وأحني أصبعي بانتخاب الذين ينتصرون لحقوقنا ، ودورنا ، ومكانتنا في المجتمع ، أنتخبُ منْ يجعلني أسير في الشارع ، دون أن يفرض علي َّ إرتداء الحجاب أو خلعه ، أنتخبُ من يسعى إلى أن أحصل على عمل ، وأتساوى في الأجر مع أخي الرجل ، أنتخبُ منْ يصون كرامتي ، ويحترم مطالبتي بحقوقي الإنسانية والاجتماعية كاملة ، أنتخب ُ من يؤمن طفولة سعيدة لأطفالي ، أنتخب من ْ يقدمني عليه في كل المناسبات ، أنتخب من ْ يعتقد إنني أساس الحياة وديمومتها ، أنتخب من ْ يعمل بصدق على بناء أسرة ناجحة ، أنتخب من ْ يقدم لي وردة في عيد المرأة العالمي ، أنتخب من ْ يجعل أبنائي في أمان دائم بعيدا عن الحروب، أنتخب منْ يسعى إلى أن يخلص وطني من بساطيل جنود المحتل أنتخب، من ْ يسهر الليالي من أجل سعادة شعبي وحرية وطني.
صباح الخير يانساء وطني ..أقولها صراحة لو كنتُ هناك ، في العراق البعيدة عنه ، والقريب مني ، لحنيت ُ إصبعي وأشهرتُ حناءه ، بالتصويت على قائمة ..
مـــــــــــــــــــــــــــــــــــدنــــــــــــــيــــــــــــــــــــــــــــــون