امرأة ام أنثى؟؟



صبيحة شبر
2009 / 1 / 8

يتطور العالم ، وتتبدل فيه الكثير من المفاهيم ، وتتراجع اهمية العديد من الامور التي كانت ثوابت لايمكن الابتعاد عنها ، والا اتهم المرء بمروءته ومبادئه.
فقد تغيرت مفاهيم الشجاعة والكرم والحب والجمال والشرف والتضحية والذكاء ، تغيرا كبيرا ، بفعل الاتصال الحاصل بين الشعوب ، واندثرت بعض العادات ، لتحل مكانها عادات اخرى ، قد تكون اكثر جمالا ، او اشد قربا من القبح.
ومن المفاهيم التي طالتها يد التغيير مفهوم الانوثة ، فما معنى الانوثة ؟ وهل تقابل الرجولة ؟ ام انها تقابل الذكورة ، ولماذا اطلاق صفة الذكورة وابرازها في رجل معين يعتبر مثلبة في حقه ، لانه يجرده من صفات رائعة محل الاعتزاز ومدعاة الى الفخر ، لاتستقيم الرجولة بدونها ، ولماذا نجد ان وصف امراة معينه انها انثى يعتبر من الخصال التي تتبارى لنيلها بعض النساء ؟ هل يمكن ان نجرد المرأة من كل الصفات الانسانية والتي تدعو الى الاعجاب والاحترام والحب ايضا ، لنبقي صفة وحيدة هي الانوثة ؟ وكيف يمكن لامرأة معينة ان تتخلى عن كل الخصال الحميدة ، التي ناضلت من اجلها النساء ، في كل بقاع العالم ، وان المراة أثبتت كفاءتها في كل الامور التي عملت فيها ، وضحت من اجلها ، واستطاعت بفضل نضالها الطويل ان تكسب بعض القوانين المنصفة لانسانيتها والتي تدعو الى المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص ، فكيف يمكن بعد هذه المسيرة الطويلة ومعاناة قسوة الاشواك وجراحاتها ، ان تفخر بعض النساء ببقاء صفة واحدة بعد ان ولت الصفات الاخرى الجميلة ، هاربة لانها لم تجد العناية والرعاية ، في مجتمعاتنا البعيدة عن التحضر ، والتي تتمسك بالمظاهر البراقة ، تاركة الجوهر
الانوثة التي يفسرها البعض بشدة الضعف ، وعدم القدرة على اتخاذ موقف محدد ، والمبالغة في ابداء الرضا عن الامور ، و التحرج من الثبات على المبدأ ، لانه يتعارض مع الرقة المطلوبة ، ويتنافى مع اللطف المزعوم ، كيف يمكن لامراة معينة ان تكون أنثى بعيون كل الرجال ، والنساء ايضا ببعض الحالات ، وهل يمكن ان نبعد الانوثة عن الحب او الرغبة بشخص واحد وتفضيله على كل رجال الارض ، وهل يمكن للانثى فقط ان تكون مناضلة من اجل التقدم ، والمساواة والحياة الكريمة الحرة الخالية من الانتهاكات ، لنكن نساء مناضلات من اجل غد أفضل ، مضحيات بكل غال ونفيس في سبيل ان تشرق الشمس ، ويولي العبوس وتتحقق الامنيات وتزول العقبات ، فالمراة والرجل صنوان يكافحان معا من اجل الحرية والعدالة الاجتماعية ، والانسان سيد المخلوفات على الارض ، اما الانوثة والذكورة ، فتتساوى بها المخلوقات الحية ، ولا يوجد فيها امتياز الانسانية وعظمتها وروعتها
ويمكن لكل امراة ان تكون انثى امام الرجل الذي تحب ، ولكن الانثى لايمكن ان تتحول بسحر ساحر بين عشية وضحاها الى انسانة كاملة الاهلية لتتبوأ أ مكانتها بين الناس جميعا ولا فرق بين رجل وامراة في العمل الساعي الى خير البشرية وسعادة المجتمع