-ترباية مرا-



ماري تيريز كرياكي
2009 / 1 / 9


صرخت أمي في وجهي قائلة: " ضبي رجليك وأنت جالسة، يعني حتى لو كنت لابسة بنطلون هذا ما بيبرر قعدتك متل الرجال". ضحكت من كلام أمي التي ما لبثت أن علقت: "ولازم تعرفي انو البنت المؤدبة ما بتضحك بصوت عالي ".

تابعت: "شوفي با بنتي، واجبي كأم اليوم بيحتم علي انصحك شوية نصايح، وانت رايحة لأول مرة على جامعتك. هاي النصايح بتحطيهن حلقة بإذنك، اليوم رح تبدي مرحلة جديدة بحياتك، ورح تتعرفي على ناس من كل الأشكال والألوان ومن الجنسين. يعني رح تشوفي ناس من بيئات مختلفة ورح تحكي معهم. وفي منهم المناح ومنهم السيئين."

وأكملت: "ومتل ما بتعرفي حبيبتي بيكونوا الشباب بها لعمر مندفعين وبدوهم يوظفوا عواطفهن ومشاعرهن، وهادا شي طبيعي، وبهيك حالات ما بيكون الشخص المقابل مهم، يعني إذا سمعت وأنت ماشية بالشارع تلطيش الشباب، أو إذا أصر واحد من زملاءك انو يحاكيكي، لا تردي، وفكري أنو الرجال بيركضو وراء النساء لثلاثة أمور الجمال، أو المال أو الحسب والنسب … وفكري شو بتملكي من هاي المواصفات .. وقتها بتعرفي ليش عم يلاحقك الشباب، هاي من جهة، ومن جهة تانية لازم تفهمي انو الرجال بيفكرو بعلاقتهم بالنساء بطريقة مختلفة عن ما منفكر نحنا النسوان بعلاقتنا فيهم، يعني إذا قدر رجال منهم انو يسلم على مرا ، بيروح تاني يوم ليتفاخر قدام رفاقه وبيقول إنو باسها ، أما إذا باسها فعلا ، بيقول إنو مارس الحب معها. مشان هيك الله يرضى عليك يابنتي لا تجيبيلنا وجع الراس، ولا تسمحي لحدا بتعييري ويقول " هاي ترباية مرا"

ومرت السنوات وبقيت كلماتها "ترباية مرا" عالقة في ذهني وفهمت مع الوقت علاقة هذه الكلمات بالخوف، الخوف الذي لازم حياتنا كوننا نسكن بمفردنا دون وجود لرجل، رجل يقف حاجزاً بيننا وبين المجتمع الذي نعيش، مجتمع يتعاطى فيه مع إناثه كإناس قصر، يحتجن إلى من يدير حياتهن ويحميهن.