لأنها امرأة ... وشجاعة ايضاً .



حسن حاتم المذكور
2009 / 1 / 17

فـي الزمـن البائس’ حيث سلخت ادميـة المرأة العراقيـة وسلبت ابسط حقوحهـا وسحقت معنوياتهـا وادوارهـا وتركت على امتداد قـرون عجـاف تحت همجيـة ركام الردة للعادات والتقاليد وشرعنـة عقابهـا الجسدي والروحي ’ وحدهـا الضحيـة مـن اجـل الكرامـة الباهتـة لمكانـة الأسرة وشرف العشيرة المنسوج مـن خيوط التخلف والأنكسارات في الوجـدان الأجتماعي وانحـدار الضمير الجمعي فـي هـوة التردي الشامـل ’ في مثـل هـذا الواقـع الداكـن تقف امـرأة ومـن داخـل مجلس النواب العراقي بالذات ’ لتعـلن نفسهـا مرشحـة لرئآستـه واثقـة مـن نفسهـا ودورها وقدرتهـا على المساهمـة الفعالـة كأمرأة وانسانـة عراقيـة في قيادة العمليـة السياسية والتحولات الديموقراطيـة بأتجـاه مصالـح الناس والوطـن .
انهـا السيدة الفاضلـة عضـو مجلـس النواب ميسون الدملوجـي ’ جـرأة استثنائيـة وبسالـة مميـزة تفتـح امـام الأخريات ابواب ارادة الترشيح مستقبلاً لرئآسـة الجمهورية والوزراء ووزارات مثل الدفاع والداخلية ومراكز سياسية وامنـية اخرى ذات اهمية مستقبليـة للدولـة والمجتمـع وخاصـة بعـد الأنتخابات العامـة القادمـة ’ حيث بأرادتهـن وكفائتهـن وروحيتهـن العاليـة ونقائهـن الأنساني ’ يستطيع العراق ان يضـع خلف ظهـره كـل اسقاطات ثقافات التمترس والمغامرات والأنقلابات الدمويـة والغدر بالآخـر وتصفيتـه ’ وكذلك الصراعات الراهنـة بكـل اشكالهـا ودوافعهـا وهوايات التصعيـد والأبتزازات والمساومات والتحاصصات وكـل مظاهـر الفساد والأختلاس وتفشي وبـاء المحسوبيات والمنسوبيات وتكديس الكسلاء وغيـر النافعين اجتماعيـاً مـن حبربشيـة العائلـة والعشيرة والحزب خلف المسؤولين مـن رجالات الصدفـة ’ مرضـاً اقتصاديـا يستهلك الدخل الوطني ويمتص ارزاق الناس ’ بهـن ( النساء ) يستطيع العراق ان يتقـدم وطنـاً للجميـع ليلـحق بالسير السريع لقافلـة الحضارة الكونيـة .
السيـدة ميسون الدملوجي وضعت كـل دعـاة الديموقراطية والليبرالية والتحرر والمساواة والأنفتاح على الآخر امـام امتحـان مباشـر ’ قـد لا ينجـح فيـه مـن اعضـاء مجلس النواب العراقي الا القليـل ’ لكنهـا وضعت شمعـة على طريق الحركـة النسائيـة ’ وستلحقهـا شموع وشموس فـي المدى القريب .
ان الخطـوة الجريئـة تلك للسيـدة ميسـون اثبتت ان الحركـة النسائيـة العراقيـة لا زالت داخلهـا رئــة تتنفس حقوقها وشوقهـا للتحـرر والمساواة ’ ان موقف السيدة ميسون يجب تقييمـه ووضعـه فـي سيـاقـه حيث النضال الطويـل المتواصل للمـرأة العراقية من اجـل استرجاع حقوقها وآدميتهـا عبـر مساواتهـا بالآخـر داخـل المجتع العراقـي ’ انـه في حقيقـة الأمر ’ مواكحـة شجاعـة وتحــد يجب تثمينــه وتسليط الضـؤ عليـه كعافيـة اضافيـة لثقافاتنـا الوطنيـة ’ فالأمـر في حقيقتـه يكشف عـن الوجـه الآخـر المغيب لعراقنـا القادم ’ ومهمـا بلغت قسـوة الـردة وظلام المآزق فمنطـق حراك المجتمـع وشروط الحيـاة وقوانين التطور والتقدم وضغـط التحولات الجذريـة الهائلـة خارجيـاً وداخليـاً ’ ستضـع العراق حضارة وعراقـة وجغرافيـة وثـراءً وانسانـاً مميـزاً فـي مكـانــه الذي يستحقـه تاريخيـاً .
انـا شخصيـاً اهنـيء السيـدة ميسون الدملوجـي على خطوتهـا الشجاعـة التي تدل فـي واقع الحال على ردة الفعـل الباسلـة للمـرأة العراقيـة التي ابتداءت تفتـح ثقوبـاً في تابوتهـا الأجتماعي لتنبعث ماهيتهـا وادوارهـا وحقيقتهـا ’ ليستعيـد بهـا العراق مكانتـه المسروقـة .