لو كان القمع رجلا لقتلته!!



ياسمين يحيى
2009 / 1 / 18

المرأة هي أكثر إنسان مقموع في العالم العربي بشتى أنواع القمع ولا تكاد تخلو امرأة عربية من قمع ذكوري أو ديني او مجتمعي أو قانوني . الكل يقف لها بالمرصاد ليثنيها عن طموحاتها وأحلامها وبالتالي يهبط عزمها وينهار سقف أمالها وتصبح إنسانة مقيدة بسلاسل القمع القاسية والمؤلمة وهكذا ينتصر القمع على التعبير عن النفس والذات لتصبح المرأة أضعف من الرجل وأدنى منه في كل مجالات الحياة لسبب بسيط وهو أنها مقموعة، ولو أنعكست الصوره لرأينا العكس هو الصحيح . إذن فالمرأة ليست أضعف وأدنى من الرجل بالفطرة كما أفهمونا أصحاب الكهف (رجال الدين) بل بفعل الحصار الذي فرضوه عليها.

الإنسان المقموع سواء كان امرأة او رجل هو إنسان عاجز عن التعبير عن إمكانياته وقدراته ومواهبه ومهما حاول أن يتمرد ويقاوم تلك القيود ليظهرها، لايستطيع لأنه يبقى محاصر . فكيف تريدون من المرأة أن تثبت جدارتها أمام الرجل وهي محاصرة فيما هو حر الإرادة والتعبير عن كيانه ! ستبقى المرأة دوما عاجزة مادامت مقيدة ولا حل لإزالة هذا العجز إلا بفك قيود كل أنواع القمع الواقع عليها.

حينها ستزال العقبات من طريق المرأة وتغدو في فضاء حر يمكنها من عرض قدراتها التي تتمتع بها وهي بالتأكيد قدرات عظيمة تفوق قدرات الرجل بكثير وهذا ليس مجرد غرور زائف وإنما هو ثقة نابعة عن إيمان قوي بمقدرة المرأة على تحمل الصعاب وتحدي المخاطر وحبها للتميز والإبداع، فهي بفطرتها مبدعة وفنانة في أي مجال تهوى دخوله .

إن القمع هو أداة يستخدمها الدكتاتوريون والمتسلطلون لإخضاع الشعوب والأفراد لما يتناسب مع أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم وبدون أي مناقشة ومن يحيد عن المسار المخطط له فمصيره الهلاك . وهذا القمع الدكتاتوري لايمارس على المرأة فقط بل على جميع الناس وهو على أشكال مثل القمع الفكري الذي يمارس على الكاتب فيمنعه من التعبير عن رأيه وفكره بصراحة وحرية والقمع الفني الذي يضيق على الفنان ويضعه في اطار محدد . والقمع الوظيفي وهو قمع مدير العمل لموظفيه وقمع الحاكم للشعب وقمع رجل الدين لأتباعه وقمع الزوج لزوجته . وفي كل الأحوال يطول القمع المرأة ويزداد حينما يكون القامع مقموعا هو الآخر .

إذن فالمرأة دائما هي الضحية . لأنها مقموعة في جميع الاحتمالات وذالك لتبقى خاضعة للرجل مدى الحياة حتى يشعر هو بالفوفية والنجاح والقوة وتبقى هي ضعيفة ومكسورة الجناح وفي المرتبة الثانية .

ولكن هذا لن يطول ولن يستمر أكثر لأن المرأة ستفك سلاسل القمع بيديها وأسنانها وهي قادمة وبقوة لأجتياح جميع ميادين الحياة المختلفة لتبرهن لكل متسلط أن القمع ماهو الا أداة ضعيفة وجبانة و ( رديئة ) ولا يتسلح بها سوى الضعفاء والجهلاء الذين لايملكون الأسباب المنطقية للمنع والحرمان فيشهروا سيوف القمع لمواجهة المخالفين لمسالكهم والعائمين ضد تيارهم ..

المرأة ستثبت للرجل أن لا أفضلية له عليها وهذا الميدان مفتوح للجميع وليتنافس معها ليرى كم هو مخدوع بنفسه وانا هنا أقصد الرجال المتعالين على المرأة وليس الكل.
و أقول لكل من يستخدم القمع سلاحا للمنع والتخويف: كفاكم قمعا وبترا لطموح الانسان ومحاربة اختياراته ومنعه من التعبير عن شخصيته ومنهج حياته . إن المرأة أكثر المتضرريين من هذا القمع لأنها في نظر القاصرين فكريا قاصرة لذالك لايسمحوا لها في اختيار شكل حياتها وعملها كما تريد هي بل هم من يقرر عنها ويختار لها ويحدد امكانياتها ومواهبها بما يناسب عقلياتهم الصدئه ومصالحهم الشخصية لتبقى المرأة خاتم في أصابعهم يتصرفوا به كيفما يشائون وليس لها الا السمع والطاعة الذين هما من أبرز خصائص الانسان المقموع . لذا على المرأة التصدي لهذا القمع والتمرد عليه لأن السكوت عنه هو دليل الرضا فيه ولأنه قمع قديم ومتوارث يصعب التغلب عليه بخلاف انواع القمع الأخرى الواقع على الفئات المختلفة حيث يكون حديث وطارئ يسهل التخلص منه أما قمع المرأة فيحتاج الى بعض الشراسه للقضاء عليه وهذا ما سيحدث!