هل أنت سعيدة بضياعكِ



إبتهال بليبل
2009 / 1 / 18

ربما يستوجب علي أن أكون غامضة عندما يكون الوضوح تملقاً واستجداء للتأييد الاجتماعي ، وقد تكون المرآة لا تعرف حقيقة نفسها ، ولم تفكر يوماً بأن تسأل نفسها من تكون ؟؟؟ أعرفي سيدتي أنكِ على الأقل لا تعرفين ، فمعرفة النفس لا يمكن معرفتها من قبلنا ، ولكن هناك أمور تستوجب علينا التقرب ولو بالشيء القليل إلى جوانب ذاتنا ، فقديماً قيل من قبل سقراط " أعرف نفسك " وجعل منها غاية لا يدركها ألا العباقرة ، وحتماً أنا لا أقول لكِ أنه وجب أن تكوني عبقرية ولكن على الأقل حاولي الوصول الى التعايش السلمي مع ذاتك وفق الحقيقة والواقع ..
لا مذلة في العالم تشبه أحساس المرأة حينما تحتم عليها مجارات الرجل ( زوجها ) حتى فيما يناقض الشرع والأخلاق ، فلا يهم المرآة أن حاولوا طمس مشاعرها واستسلامها لواقع ارتباط زوجها بأخرى ، ولكن ، أن تتفق معهُ على فبركة لعميلة الطلاق ( انفصالها ) من زوجها وفق القانون لكي تحصل على مكرمة رئيس الوزراء للمطلقات والأرامل ، ولتعود بعد ذلك للعيش مع طليقها ، فلا يهم العيش معه بدون شرعية ولا يهم أن يكون أسمها مطلقة ولا يهم أي مسمى المهم أن يكون هناك راتب شهري لا يزيد عن (100 ألف دينار ) ...
أقول الآن ، أنت لست ضائعة عن عالمكِ ، بقدر ما ألا حق عالماً ضاع عن نفسه ، التشرد بين الدروب والمدن ليس بالضرورة شرود عن الذات بقدر ما هو من بعض رحلة البحث عنها ، والاستمرار والتضحية من أجل الوصول الى هدف ليس بالوصولية ، لكن الذي ما تفعلينه بنفسك ما هو إلا انحطاط بالمستوى الأخلاقي ، أنه جريمة كبيرة بحق نفسك وبحق المجتمع ، ولكن ، هل يعي لحديثي من يهمه الأمر ؟؟؟ ما يرعبني هو أن هذه الأقاويل تتحدث عن المرآة كما لو كانت فئراناً في تجارب مختبرات المجتمع ، كأنها مضيفة زوجية أو آلة لتفقيس الأطفال ، لتتناسى ويتناسى الجميع أن الزواج هو علاقة إنسانية ، فهي المبرر الأساسي للزواج ، فالمرآة تتزوج من رجل وليس تتزوج لفكرة الزواج ..
وعموماً ، أن الحديث عن هذه العلاقة المفعمة بالإنسانية لا يضاهيها أي وصف أو تعبير ، فالأهم من هذا الأمر هو تلك الظاهرة التي بدأت تنتشر في محاكم بغداد بصورة ملفته للنظر ، حقيقة أنا لم أسمع سابقاً بذلك ولكن عندما قمت بتغطية ميدانية خاصة بالأرامل والمطلقات في تخصيص رواتب شهرية لهن من قبل رئيس الوزراء ، والتقيت بمديرة شعبة العلاقات والأعلام في دائرة رعاية المرآة لمكتب رئيس الوزراء " سناء عبود محمد وتوت " والتي حدثتني عن الخدمات التي بذلت وستبذل في رفع شأن المرآة الأرملة والمطلقة ، سررت كثيراً لهذا الانجاز فهو في حد ذاته التفاته مفرحة ومهمة من الدولة تجاه المغبون حقهن من جانب الرواتب وأيضا من ناحية كشف الآلاف النساء اللواتي لا يستحقن هذا الراتب حيث أنهن لا مطلقات ولا أرامل والجميع طبعاً يعرف أبعاد هذا الآمر ، المهم ، أن الذي جعلني اليوم أحاول الكتابة عن هذا ، وهو عندما حضر أحد الذين يمتهنون مهنة القانون الى مبنى المجلة التي أعمل فيها ، وقام بتسليمنا حقائق عن أزواج قاموا بتطليق زوجاتهم في المحاكم بالاتفاق معهن طبعاً والغاية هي لكي تستلم زوجتهُ تلك المكرمة الشهرية !!!!
ماذا يسعني أن أقول ؟؟؟ هل أقول أن الحب الحقيقي يحرر الإنسان من الخوف والظلم ، والإحساس بالذنب ، والتواطؤ الضمني مع القيم الاجتماعية السائدة ، أليس الحب كطوفان يغسل الإنسان ، ويعيده حقيقياً نقياً ، دامعاً ، متعباً ، نظيفاً ، كم لو لم يكن قبل ذلك ، أليس الله سبحانه من قال " وجعلنا بينكم مودة ورحمة " فأي كانت مشاعري كــ أمرآة نحو الرجل الذي أحبه فلا أستطيع أبداً أن أبذل مشاعري وكرامتي وأنثرها تحت تلك النوافذ الوهمية التي تتخلل جدرانهُ ، ولن أستطيع أن أجعل من روحي بهذا الدنو والسقوط ، ولن أستطيع أن أراقصه كقرد سيرك كيفما يعجبه وكيفما يحب !!!...
أتساءل الآن هل تريدين يا سيدتي أن تحصلي على حقوقكِ وأنت تمسكين الأفعى التي تخنق عنقكِ ؟؟ وهل ترغبين بمن يدافع عن أحلامك وأمانيك ؟ وأنتِ من يحاول تمزيقها بهذه السذاجة ... لقد خيبتي ظني وظن الكثيرين منا بفعلتكِ هذه أنا لا ألوم الرجل لكل ما يفعله بك ، فهو غير ملام ما دامه يجدكِ تنخلين عن أبسط حقوقكِ وهو الاعتراف بإنسانيتك وذاتك ....
أرجوا من مكتب رئيس الوزراء السيد نوري المالكي أن ينظر لحال تدني المستوى الذي نقع فيه ، أتمنى منه أن يضع الحلول للحد من تلك الظواهر التي باتت تنهش بثقافتنا وأصلنا وكرامتنا ، وأطلب منه كا أمرآة تحاول حفظ ماء وجه المرآة أن يكون هناك فوانيين تحد من سهولة الانفصال والطلاق للذين لا يمتلكون ضمير وطني وأنساني ... ونهاية أتمنى أن لا أكون قد أسئت الى تلك المرآة الصبورة المتفانية بحق في ظل الظروف التي نعيشها ....