ذنبي اني امراه



سهام فوزي
2009 / 2 / 10

علي الرغم من التقدم الكبير والسريع الا اننا في المجتمعات العربيه لا نزال نعيش في عصور الجاهلية الأولي فيما يتعلق بالمرأة ، فلازالت المراه في كثير من المجتمعات العربية تعد انسانا غير كامل الأهليه يجب ان يخضع للرجل وأن تبقي تحت السيطره ، لازلنا ننظر للمراة مهما كان عمرها او علمها علي انها تابع عليه ان يقبل الدور الذي رسمته لها العادات والتقاليد والمجتمع الذكوري.
منذ الولاده يكون الفرح بالأنثي لدي اغلب العائلات العربية اقل من الفرح بالمولود الذكر ، في كثير من المجتمعات العربيه تشكل الرغبه في المولود الذكر حلما ابديا للرجل وهما دائما للمراه وكثيرا ما خاطرت النساء بحياتهن من اجل تحقيق هذه الرغبه حتي تستطيع ان تحتفظ بسيدها الرجل وان تحمي نفسها من خطر ان يهجرها او يتزوج عليها منذ طفولتنا نغرس في فتياتنا ان الرجل هو الآمان هو قشة النجاة من دون لن يصبح لها كيان وسينبذها المجتمع ، منذ طفولتها نعلم فتاتنا العربيه ان الهدف الأسمي في الحياة هو الزواج ونعلمها كيف تجيد لعب دور الزوجه المطيعه الخاضعه خوفا من غضب هارون الرشيد عليها وتكبر الفتاة وهي مؤهله تماما لهذا الدور دور الزوجه التي تتفاني من اجل مشاعر زوجها وراحته حتي وان كان ذلك علي حسابها وحساب مشاعرها فهي يجب ان تكون اله تعمل ليل نهار من اجل اسعاد السيد والا الويل كل الويل لها.
في اغلب المجتمعات العبية نحرص علي ان نعلم المراة فن الخضوع والخنوع فهي مخلوق ناقص الأهليه يجب ان يبقي تحت الوصاية ، وصاية الأسرة أو الزوج او حتي الأبناء ويجب عليها ان تعمل لأرضاء سادتها فهم الأعلم والأعرف يجب ان ينكر عليها حق الإختيار ويجب عليها أن تقبل بالخضوع للعادات والتقاليد حتي وان كانت ظالمه فعلي سبيل المثال تحرم بعض الأسر في صعيد مصر علي السيدات وراثة الأرض رغم مخالفة ذلك للتشريعات السماوية واحجه في ذلك بان الأرض ستخرج من الأسرة إلي رجل غريب هو زوجهاويتناسي الجميع ان هذا الحق هو حق للمرأة ذاتها وهي كانسان كامل الأهليه لها كامل الحق في التصرف في هذا الحق دونما رقيب ما لم تكن هناك حاجه الي وجود الرقيب اي الجنون وعدم الرشاده وهي ذات القيود التي تطبق علي الرجل ، وفي مجتمعات اخري يكفي الشك في اخلاق المراه لكي تقتل ويصبح القاتل بطلا في عيون المجتمع لانه دافع عن شرف المجتمع حتي وان ثبتت براءة الفتاة بعد ذلك فلا احد سيبكي عليها والعجيب ان في مثل هذه المجتمعات ان من يقود حملة الثار ضد المرأه هن نساء العائلة ذاتهم
ان من ابسط حقوق الانسان هوحق اختيار شريك الحياه وهو حق قد كفله الأسلام للزوجين قبل كل العهود والمواثيق الدوليه لكن في العديد من البلدان ننكر هذا الحق علي المرأه ونجعله حقا مقتصرا علي الرجل وتحارب المرأة بشده ان فكرت ان تختار خارج الإطار المرسوم لها فينكر عليها هذا الحق وتحارب وتحاصر إلي درجه ا|لإختناق
فهي بالتاكيد في نظرهم لا تعرف كيف تختار او انها ساذجه ستنخدع بمعسول الكلام .
وفي الزواج علي المراه وكما تم تعليمها ان تقبل الدور المرسوم لها لا يحق لها ان تشتكي الخيانه علي سبيل المثال او ان تلوم الرجل فهو السيد المطلق الذي لا يحاكم وكانه يمتلك سلطه الحكم الإلهي التي كان الملوك في اوربا يتمسكون بها ويمنعون الشعب حقوقهم بحجه انهم مسئولون فقط امام الله وهكذا الرجل فله الحق في الزواج مثني وثلاث ورباع سواء اكان هذا الزواج شرعي او عرفي رسمي ام مسيار او متعه وهن يجب علي الزوجه ان ترضخ وان لا تنطق بالأستنكار والحجة في ذلك بأن الله قد أعطي الرجل هذا الحق ونسي الرجل أن الله قد إشترط العدل وأضاف ولن تعدلوا ، ومع ذلك فاللرجل كل الحق ان يتزوج ويستمتع وعلي المرأة ان تقبل بل وياللعجب ينكر العديد من الرجال علي المراة الحق في ان تشتكي أو تستعتب فما حدث قد حدث ويقفل الرجل عينيه عن الألم والجرح الساكن في اعماق امراته فهو السيد وعليها الطاعه ومن حقها ان تصمت وتكف عن الكلام لأن ما حدث قد حدث حتي وان تكرر فعلي المراة ان تكون بلا مشاعر وبلا احاسيس عليها ان تقبل وشكرا للرجل انه ابقاها في حياته ، ان الزواج من اخري يراه العديد من الرجال حق وليس خيانه لانه محلل شرعا ، اجل هو محلل شرعا ولكن ماذا عن خيانه المشاعر عن خيانه الايام والليالي التي مضت علي الزوجين ماذا عن خيانة العاطفه التي تربط الطرفان ماذا يسمي الرجل احساس القهر والالم وهو يعلنها صراحه بزواجه من اخري للمراة بأنك لست كباقي النساء كيف يفسر الرجل الإحساس بالنقص وطعن الأنوثه الذي تشعر به المرأة عندما تواجه بزواج ثاني ، هل يعلم الرجل بمدي المعاناة التي تشعر بها كثير من النساء وهي تري في زوجها ملامح الأخري وهي تستشعر بأن أخري تسكن تحت جلد زوجها بان نفس الأنامل التي تلامسها لامست غيرها في وجودها ،ايشعر الرجل كم هو مؤلم ان تذوب المراة فيه عشقا ان تمنحه كل حياتها ان تعيش له وبه وفيه ان تنسي ان العالم موجود وتقتصره علي وجود زوجها وحبيبها ان تصبح شمعة تحترق لتضأ له حياته ان تنكر علي نفسها كل الحقوق ان تحبس نفسها عن العيون ان تصبح مجرد اله انتظار ومع ذلك فهو يستمتع ويخون ويتزوج دونما ان يقف ليفكر ولو للحظه عن تلك المخلوقه التي اعطته من روحها وياليت الامر يتوقف عند ذلك ولكنه ينكر عليها الإعتراض ينكر عليها ان تشتكي ان تصرخ من المها ، يرفض ان يشعرها بندمه ان يعوضها عما اقترفه ولها مطلق الخيار ان تقبل او لترحل
ان المراة العربيه رغم كل ما حققته لازالت تحتاج الكثير ،فالمراة اليوم اصبحت في كثير من الحالات هي المسئول الأوحد عن إعالة اسرتها وخرجت الي العمل كما الرجال واثبت انها ليست مخلوقا ناقصا وانها شريكه للرجل وليست تابع له ولذلك فقد ان الاوان ان تعامل علي هذا الأساس يجب أن تحترم ادميتها وان تعطي ذات الحقوق التي اعطاها الرجل لذاته يجب ان ترفع عنها الوصاية وان تمنح ذات فرص العمل التي تمنح للرجال فمع التطور الحاصل في البشرية فمن غير الممكن تقبل فكره ان هناك اعمال تخص الرجال واعمال تخص النساء ، يجب ان تختلف نظرتنا لقدرات النساء فهن لسن مخلوقات ناقصه والا كيف ياتمن ارجل المراة علي بيته ان كانت كذلك
ان وصول المراة الي حقوقها كاملة يتطلب من المراة ان تؤمن هي ذاتها بتلك الحقوق وانها لا يمكن ان تتنازل عنها ، يجب ان تعلم المراة ان الأمان ليس الرجل بل العلم والعلم وحده هو الأمان يجب ان تخرج المراة من شرنقة الرجل وان ترفض الوصاية يجب ان تؤمن بانه ما ضاع حق ورائه مطالب ، لن يستطيع احد ان يساعد المراة مالم تساعد ذاتها وتتعلم كيف تتخلص من الجريمة التي يتهمها بها المجتمع جريمة كونها امرأة وان تثبت للمجتمعه ان كونها امراة ليس جريمة تستوجب وصاية المجتمع عليها لا فكوني امراة يعني اشياء اخري يعني اني انسان له كل الحقوق وعليه كل الواجبات ،يجب ان ترفض المراة ان تردد بعد اليوم ذنبي اني أمراة فهذا ليس ذنبا ولا عائقا لكي تصل الي حقوقها وان تدافع عنها