بصراحة ابن عبود لماذا لا يتحجب الرجال؟؟!



رزاق عبود
2004 / 3 / 25

قد يبدوا سؤالآ ساذجا ، او مجا، او غريبآ، او فجا، اوغير معقول. ولكن اليس من حقنا ان نطرحه؟ خاصة وان -المسلمين- لا يصرون، أو يتشددون فى مسألة الحجاب مثل تشددهم واصرارهم عليه عند انتقالهم الى الغرب .

قادني الى هذا السؤال زيارتي لأحد المسابح العامه مع ولدي اللذين يعشقان السباحه في مسبح المغامرات كما يسمى. هناك رأيت أمرأه محجبه من راسها حتى اخمص قدميها. بل كانت ترتدى قفازات تغطي اصابع يديها. واحترت كيف تستطيع العنايه بطفلها الرضيع الذي كان بحضنها وهي بهذه القفازات . ذكرني منظرها بصيف اوربا حيث يسبح الناس على الشواطئ نساءآ، ورجالآ. ويتكرر نفس المشهد، نساء محجبات مع ازواجهن، وابنائهن الشبه عراة يسبحون مع الحسناوات. يمتعون انظارهم بالأجساد الغضه من الكافرات، الساقطات، العاريات، الملعونات، العاهرات، و...و.. الكثير من صفات السب، والشتم التي يجيدها المؤمنون الذين اوصاهم نبيهم ان الكلمه الطيبه صدقه. اقول ومع كل هذا تتوسطهن زوجات، وبنات، واخوات المسلمين المؤمنين الملتحين الذين لا يأكلون الا اللحم الحلال ويعتبرون كل النساء عورات. حتى فاطمه الزهراء، وخديجة الكبرى، ومريم العذراء، وزينب بنت علي، وحليمه السعديه، والخنساء، وعائشه ام المؤمنين و..و..وغيرهن الكثير .

نعم كان زوج المحجبه الأولى في المسبح، يلعب كرة الماء مع مجموعه من الرجال والنساء النصف عاريات، والكل كان لباسهم اكثر حشمه من رداء السباحه الذي كان يرتديه. ومع هذا تجلس زوجته، رغم الحر، والرطوبه العاليه، ورغم انها النشاز الوحيد في المسبح من بين بقية النساء حتى صديقتها التي كانت تجالسها ارتدت ملابس السباحه. وهي تفعل مثل ما تفعل المسكينات الأخريات في الصيف، رغم حرارة الجو ورغم ان المكان مخصص للسباحه وبعضهم وبعضهن يبدل ملابسه امام الناس بلا خجل ولا استحياء، فهم يعرفون انه على الساحل، على الشاطئ تجوز اشياء كثيره . ثم انهم لا يخجلون من اجسادهم سواء كانت انثويه، او ذكريه . ربي كما خلقتني . ترى كيف يجوز للمرء المسلم المؤمن الصائم مصلي ان يسبح مع العاريات ويحجب زوجته؟ لماذا تجلس المرأه المسلمه ، المؤمنه ، المحجبه بين الرجال النصف عراة وبعضهم عراة بالكامل؟ هل يعتقد هؤلاء المتخلفون من الرجال انهم وحدهم لهم مشاعر، واحاسيس، وشهوه ورغبه جنسيه؟ هل يتصورون ، ان زوجاتهم، وبناتهم ،واخواتهم ليس لهن نظر، او احاسيس انثويه، وهن يرين الرجال العراة؟

في ايران، مثلآ، كدولة اسلاميه لا يجوز ان تجلس المراه قرب الرجل. وحتى سيارات النقل العام مفصولة المقاعد . الجوامع، والمدارس، والجامعات في
وحتى في البيوت عندما يأتي الضيوف . نفس الفصل الجنسي العنصري المتخلف الذي يشبه جدار شارون. ولكنهن يجلسن بين العراة على شواطئ اوربا وغيرها، والرجال المسلمون نصف عراة ، يسبحون مع النساء العاريات . رغم انني لا زلت اذكر لافته كبيره كانت، ولا ادري ان كانت لا زالت معلقه، في صحن الكاظم في بغداد، وهي تنص - العين تزني وزناها النظر-. افلا تزني هذه المحجبه وهي تمتع نظرها بالعراة من الرجال في حين لا يسمح لها بمصافحة الغريب بل حتى ابن عمها او خالها - من يحل عليها-؟ الا يزني هؤلاء السلمون، وهم يلتهمون الاجساد الغضه بنظرات فحوليه، بدويه حارقه؟ المرأه في ايران لا يسمح لها بمشاهدة لعبة كرة القدم لأن الرجال نصف عراة في الملعب. ولكنها تجلس مع العراة على الشلطئ او تشاهد اللعبه على التلفاز! اهذا غباء؟ ام احتيال؟ ام نفاق؟ أم ماذا؟

المرأه ايها -المؤمنون والمؤمنات- لها مشاعر، واحاسيس، ورغبه مثلها مثل الرجل، لأنها بشر مثله، وليس دونه كما يظن المتخلفون. هي تتغزل، وتعجب،وتحب، وتكره، وتتمتع مثل الرجل . الرجل المسلم يلبس ما يشاء . يخرج الى الشارع بنصف سروال، او بدون اكمام، او حتى بدون رداء. يكتفي احيانا بملابسه الداخليه بحجه الحر، او الموده، او الحاجه، او الضروره . ربما خلقه الله بدون عوره ، فهو رجل، اما المراه فملتحفه صيفا وشتاءآ . وهو يظن انه لا يثيرها، ولا يحرك احاسيسها، ولا يشعل غريزتها، ولا يداعب عواطفها. فحسب فكره المتحجر، المراه ليست سوى وعاء فارغ، لوحه جميله، او اكله شهيه، او صيد ثمين، او شراب منعش يتمتع به . اما هي فلا مشاعر ولا هم يحزنون! اذا كان محرما على المراه مشاهدة لاعبي كرة القدم بملابسهم القصيره فلماذا يسمح لها، يفرض عليها، تجبر، ان تشاهد الناس نصف عراة في سواحل، ومسابح، وشوارع العالم؟

اليس من المفروض ان يلزم المؤمنون من الرجال بنفس الحشمه صيفا وشتاءا، وفي كل مكان؟ ولماذا تضطر المرأه الى ارتداء ملابس قررت، وفصلت، وحددت، واختيرت من قبل مجتمع رجولي بدوي متخلف النظره الى المرأه ، وقبل 1400 عام، وفي جزيرة العرب حيث كانت الأغلبيه العظمى، ولا زالت، تنظر الى المرأه كعوره ؟

كنا ونحن صغار في خمسينات القرن الماضي نخجل من عباءات امهاتنا، واخواتنا، وقريباتنا، ونحثهن على نزعها . وكانت مجرد عباءه لبسها الرجل قبل المراه . ثم حولت الى قيد، وفرض، وواجب، وملزمه للمراه المسلمه، والشرقيه دون غيرها . وفي المدارس كنا نتعلم، ونحفظ عن ظهر قلب قصائد الشعراء، والمصلحين، والمتنورين، وهم يحاربون الحجاب وكان- مجرد عباءه- . فماذا سيقول الشاعر لنساء العرب، والمسلمين، والعراق المبتلي بالسلفيين، وهو الذي صرخ في بداية القرن العشرين:
اسفري يا ابنة فهرفالحجاب داء في الأجتماع وخيم

لماذا لا يتحجب الرجال الذين يقولون ان الأسلام يساوي بين المرأه، والرجل؟؟؟ اليس من حق المسلمات ان يطالبن بذلك؟ اليس من حقهن معرفة السبب من عدم حشمة الرجال؟ ام ان المنافقين لا حشمه لهم؟؟؟ اذا انطلقنا من الحكايه الساخره
صيف وشتاء على- شاطئ- واحد. مع الأعتذار لصاحب -السقف- ألأصلي. فاضطهاد المرأه في مجتمعاتنا لا سقف له.