صور استغلال بعض الرجال في السعودية، للمرأة



احمد محمود القاسم
2009 / 2 / 15

اعرض فيما يلي مشاهد ثلاث صور عن معاناة المرأة السعودية من ظلم الرجل، ومدى تحكمه بها، ورغبته في سلبها حريتها واموالها والتخلص منها، اذا وجد اخرى غيرها، يمتع نفسه بها، وهذه الصور، تعبر بحق وحقيقة، عن مدى هذا الظلم الواقع على المرأة السعودية، من بعض الرجال السعوديين، خاصة اذا لم يكن لهذه المرأة، من ولي امر يحترمها ويقدرها ويهتم بشؤونها، ففي هذه الحالة، يكون ولي الأمر، من النسب البعيد نسبيا، وقد آثرت نشر العديد من قصص الظلم الواقع على المرأة السعودية، كون بعض القراء، أعتبر هذه الحالات محدودة جدا في المجتمع السعودي، ولا تتعدى اصابع اليد، علما بان هذا كلام غير صحيح ويجافي الحقيقة كثيرا، لأنه وصلني من هذه القصص العشرات، وهي قصص حية وواقعية، ووصلني في معظمها من السيدة الكاتبة الرائعة والأبداعية حفيدة بلقيس، وقد قامت بنفسها ببذل جهود جبارة وكبيرة ومشكورة عليها، حتى تمكنت من جمعها وتبويبها، ولولا جهودها الرائعة والعظيمة في هذا المجال حقيقة، لما تمكنت من نشرها بهذا الشكل، وأنا بدوري، اعيد صياغتها واختصر الكثير مما جاء بها، لأمور فاضحة، لا استطيع كتابتها، لما فيه من ممارسات تخدش الحياء، تصوروا، احدى القصص التي وصلتني، تقول صاحبتها، أن أخاها يتغزل بها ويبتزها جنسيا، لأنها كانت تتحدث في الهاتف الخلوي مع شاب، فتمكن اخيها من ضبطها متلبسة، واصر ان يبلغ والدها بالأمر، الا اذا وعدته ان تنام الى جانبه ليلا، عندما يذهب والديهما الى فراشهم (سأنشر هذه القصة وتفاصيلها في وقت لاحق).
احدى هذه الصور، تبين وتوضح كيف ان امراة سعودية، تعمل في سلك التدريس، متزوجة ايضا، واخاها بمثابة ولي امرها، يقوم بسحب راتبها من ماكينة الصرف الآلي، ويضعه في حسابه الخاص، وبذلك يسرق تعب شقيقته وعرق جبينها.
والصور الثانية، توضح كيف ان زوجا سعوديا يطلق زوجته، بعد ان انجب منها اربعة من الأبناء، ويتزوج بغيرها، ويتركها بلا مصروف لا لها، ولا لأولادها، ولا تستطيع ان تجبره ليقدم لها احتياجاتها الغذائية وخلافه، لها ولأولادها، خاصة ان حركتها وتنقلها منفردة ووحيدة ممنوع عليها، كبقية النساء السعوديات، الا بوجود محرم معها، أو ولي امرها، وكل هذا متعذر عليها، لعدم وجود اي من الرجال له صلة بها..
الصورة الثالثة لأمرأة، يرفض ولي امر امرأة زواجها من شخص تقدم لخطبتها، على الرغم من كل محاولاته تشويه سمعتها كي لا تتزوج من أحد، لأنه في حالة زواجها، هناك تخوف من ولي امرها، اذا ما توفيت، بحث يؤول ارثها لزوجها واولادها من بعدها، متأملين موتها بالسرعة الممكنة، قبل زواجها، حتى يرثوا ما لديها من اراض وأموال، ولتوضيح الصور أكثر فأنا مضطر لشرح بعض التفاصيل في الصور الثلاثة.
الصورة الأولى من معاناة المراة السعودية:
لامرأة يتيمة الأب، متزوجة من رجل طيب وكريم، تعمل معلمة في سلك التدريس، راتبها عشرة الاف ريال شهريا، وبطاقة الصرف الآلي موجودة بحوزة اخيها الأكبر وهو باعتباره ولي امرها، الذي يقيم في مدينة الرياض، منذ تم التحاقها بالعمل، وهو من يقوم بسحب راتبها من ماكينة السحب الآلي، ويضع راتبها في حسابه الخاص، أما هي فلا ينوبها شيء من راتبها، فليس لها حق في سحبه أو استلامه، وليس لها سوى التعب والهلاك فقط، كذلك لا تستطيع ان تترك العمل ايضا، فهي محبة ومخلصة لعملها كثيرا، وتجد به ممتعة لها به، افضل كثيرا لها من بقائها حبيسة في البيت كالخادمة، وتشعر بالأمان والراحة النفسية، كونها تعمل وتقدم خدمة انسانية لأبناء مجتمعها، على الرغم من عدم قبضها لراتبها طيلة سنوات عدة، لأن ولي أمرها، هو من يستولي على راتبها، وكلمته مقدسة ومسموعة عند السعوديين مهما تجرأ من القول، والمرأة التي تطالب بحقها في مجتمعها السعودي، فهي منبوذة، وعليها ان تراجع القضاء كل يوم، كي تطالب بحقها من القاضي، وتنتظر في الطوابير الغفيرة، الساعات العديدة، على ابواب القضاء حتى يأتي دورها، وقد تاخذ القضية، حتى ينظر بها القاضي، من عدة اشهر الى عدة سنوات، كي تتمكن من أن تحصل على بعض من حقها المغتصب هذا، فيما لو سمع القاضي قضيتها وقضى لها بحكم عادل وأنصفها من ولي أمرها الظالم، حيث ليس لها أية كلمة مسموعة، أو صلاحية أو نفوذ في هذا المجتمع الذكوري العنصري، فبدون توقيع ورضى وموافقة وإذن ولي الأمر، لن تسير لها اي معاملة، فولي الأمر، هو الحاكم بامره، وهو الآمر الناهي، وكلامه هو المستجاب والمسموع والمطاع دائما، وبدونه لا تستطيع المرأة السعودية، الحصول على اي حق من حقوقها، مهما بلغ عمرها أو درجة تعليمها.
كذلك، فان المرأة التي تطلب حقوقها من ولي أمرها، يمقتها المجتمع السعودي كما هو معروف، وينبذها اولياء أمرها من الرجال أيضا، ويرفضها المجتمع بكل مؤسساته، لأنها في نظرهم، ونظر المجتمع السعودي، تصبح مجهولة الجنسية والهوية، وعرضها وجسمها حلال مباح، وكرامتها وشرفها مستباحين لكل الناس، فهي ليس لها ولي أمر، يقضي شؤونها، ويحفظ لها كرامتها وحقوقها، في مجتمع لا يعترف فيه، بأن المرأة السعودية مواطنة كاملة المواطنة والحقوق، ولا يعترف ايضا بأهليتها أن تكون مستقلة بنفسها ماديا ومعنويا وشخصيا عن ولي الأمر، مهما بلغت من العمر، ومهما نالت من درجات وشهادات علمية، ومهما ملكت من المال أيضا، فاي ظلم محكومة به المرأة السعودية وهي تعيش في القرن الواحد والعشرين ومحكومة بعقول متحجرة ما زالت تعيش بعقول القرون الوسطى.
الصورة الثانية من معاناة المراة السعودية:
لامرأة يتيمة الأب أيضا، تزوجت من رجل قريب لها برضاها ورغبتها، وهي لا زالت طالبة في المرحلة المتوسطة، عمرها لم يبلغ العشرين عاما بعد، استطاع هذا الزوج ان يفصلها من المدرسة، لأن الزوج في المجتمع السعودي، لديه كل الصلاحيات ومخوا بالتصرف ما يشاء بها، فهو يفصل المرأة من عملها ودراستها، و له ان يمنعها من العمل والدراسة ايضا، وله ان يمنعها من الذهاب للتسوق، او زيارة اهلها وصديقاتها فهو من يحدد لها طريقها ومستقبلها ويرسم لها طريق حياتها.
استمر هذا الزوج مع هذه الفتاة، حتى انجبيت له أربعة ابناء، ولأن تعدد الزوجات في المجتمع السعودي مباح ايضا بدون قيد أو شرط لأي رجل ولا تستأذن الزوجة في هذا الشأن بالمطلق، فقد تزوج هذا الرجل بزوجة ثانية حسب مزاجه، واهمل زوجته الأولى كلية بل حتى أنه نسيها كلية في الأشهر الأولى من زواجه بالثانية، وأخذ يبخس في صرفه عليها حتى بالمأكل والملبس ولا يستفسر عن احوالها واحتياجاتها، علما بأن زوجته مطيعة له جبرا أوقصرا في كل الحالات والظروف، حسب انظمة وسياسة المجتمع السعودي، وهي لا زالت تعاني وتسهر الليل باكية شاكية ومتالمة من وضعها الجديد، التعيس والمزري، فلا زوجها يرحم ويقدر وضعها الذي تركها به ظلما وعدوانا وتزوج بأخرى، ولا وطن أونظام يقف الى جانبها حتى تحصل على حقوقها كاملة كأي إمرأة سعودية أخرى يتحكم بها الرجل
الصورة الثالثة من ظلم الرجل السعودي للمرأة السعودية
لامرأة تطلقت من زوجها، لأنه تزوج عليها بإمرأة اخرى، وتركها دون اي أسباب موضوعية، تبيح له تركها والزواج عليها، وهي مقطوعة من شجرة، فلا اب ولا أخوان ذكور لديها يقفوا الى جانبها ويحملوا عنها آلام وقسوة الوحدة والهجران، لها أقارب بعيدون جدا عنها في النسب، من أبناء قبيلتها، وهي مستقلة في بيت بعيد عن اولياء أمرها من العشيرة، و تعاني من الحرمان، من كل متطلبات حياتها اليومية، وتبقى لعدة ايام في احيان كثيرة، دون اكل أو وقود غاز، تحتاجه لكي تطبخ طعامها، كما انها تبقى مدة طويلة بدون مياء صحية، صالحة للشرب، لأنه لا يوجد لديهم شبكة مياه، بل يذهبون الى مقر ناقلات الماء (الوانيتات) ويحضرون ماء الشرب العذب، ولأن المرأة السعودية تمنع من قيادة السيارة، ولا يسمح لها بالركوب مع أي رجل غير محرم عليها، وهؤلاء المحارم من النسب البعيد، فهم ايضا لا يزورونها ولا ينتظرون إلا موتها، كي يظفروا بقطع الأراضي التي تملكها، وما لديها من الأموال، اذا ما توفيت، وتعيش على تراب ارضها جائعة ظامئة بانتظار ان يمد اي أحد من البشر يد المساعدة اليها ويتقذها مما هي فيه .
كذلك فان المرأة السعودية لا يمكنها تزويج نفسها دون رضى وموافقة وتوقيع وحضور ولي أمرها، وهوالرجل، ولأن أولياء أمرها من الرجال الذين يطمعون في ارثها في ارضها بعد موتها، وبيوتها البسيطة، فإنهم يعملون على رفض تزويجها، وكلما تقدم لها خاطب أو عريس لخطبتها، يلفقون له كل الأكاذيب والحكايا الظالمة بحقها من اجل تشويه سمعتها والتي تجعل كل من يتقدم لخطبتها، يصرف ويغض النظر عن الزواج منها، وتضيف وتقول بانه تقدم لها ذات مرة رجل مقدام وكريم، ولم يبالي بأكاذيبهم التي نشروها عنها، وعرف اهدافهم السيئة من تشويه سمعتها وتطفيش كل من يرغب بالزواج منها، الا أن هذا الرجل استمر والح وأصر في طلب الزواج منها، ولأن لولي الأمر فقط الصلاحية في تزويجها أو رفض زواجها، فقد قام أولياء أمرها البعيدين عنها في النسب، بفرض شروط مالية تعجيزية على هذا الرجل، الذي تقدم لخطبتها، تفوق طاقتة المالية، لكي يجبروه على صرف النظر عنها، وعن الزواج منها، لخوفهم من ان تتزوج، ويرثها ابناؤها وزوجها فيما اذا جاء أجلها، وهذا كله يحدث للمرأة السعودية في المجتمع السعودي، لأن المرأة في السعودية، ليس لها صلاحية تزويج نفسها، مهما بلغت من العمر والعلم، لأنها تعتبر امرأة قاصر لا يجوز ولا يحق لها ان تستشار بأمورها، ولا يحق لها أن تقرر مصيرها بنفسها، وهذا هو مربط الفرس، وحقيقة الظلم الذي يقع على المرأة السعودية، ولا زالت هذه المرأة تلاقي الأمرين، وتعيش منعزلة في بيتها، تنتظر من يحن عليها ويزورها ولو مرة واحدة في الشهر من اولياء الأمر، لكي يحضروا ويقدموا لها، بعضا مما تحتاجه من المأكل والمشرب وخلافه.
واضح مما تقدم مدى الظلم الواقع على المراة السعودية، بسبب ما يعرف بوجود ولي امرها، كذلك بضرورة وجود محرم معها في كل تحركاتها وتنقلاتها داخليا وخارجيا، كذلك فان عدم السماح للمرأة بقيادة السيارة، يقعدها ويجعلها حبيسة في بيتها دون حراك، ولا تستطيع ان تقضي حاجاتها واحتياجاتها، الا اذا تكرم عليها ولي الأمر او المحرم عليها، وفي كل الظروف، فهؤلاء وجودهم يكاد يكون معدوما عند الضرورة القصوى،فاي ظلم اشد من هذا الظلم الواقع على المراة السعودية!!!! على الرغم من تفوق النساء السعوديات علميا واجتماعيا واخلاقيا، قياسا بباقي المجتمعات العربية.
لقد ظهرت المرأة السعودية على مستوى الوطن العربي والدولي، وتبوأت مراكز مرموقة وعملت في اعمال دقيقة، تحتاج فكرا وذكاء وابداعا، ونجحت في كافة المجالات، فلماذا تفرض الوصاية على المراة السعوديه وباي حق ؟؟؟؟ كونها امرأة ناضجة وغير قاصرة ومبدعة وخلاقة، وحصلت على اعلى الدرجات العلمية، فهل حقا يجوز ان يكون شابا لا يملك من العلم الا قليلا، أن يكون ولي امر امرأة، تحمل شهادة الدكتوراة مثلا كونه رجلا فقط؟؟؟ ووجود شاب محرم في مقتبل العمر مع سيدة تجاوز عمرها الأربعين عاما مثلا ويقودها ويوجهها ويراقبها حسب رغبته، وكأنها ذاهبة لعمل الفاحشة؟؟ لا يليق هذا كله في حق المراة السعودية الرائعة والأبداعية، وقد تطورت وتقدمت كل النساء الخليجيات، ولا يوجد هناك ما يعرف بالمحرم وولي الأمر لديهن، كما ان في معظم دول الخليج، يقدن النساء السيارة بكل حرية وكفاءة، ولم نسمع عن واحدة منهن، استغلت السيارة من اجل عمل الفاحشة وخلافه، اذن، فاليرتفع صوت المرأة السعودية عاليا خفاقا ومدويا، أن لا للمحرم ولا لولي الأمر، ونعم لقيادة السيارة وخلافه، وان غدا لناظره قريب.