لماذا المرأة السعودية خاضعة وقانعة دائما؟



ياسمين يحيى
2009 / 3 / 4

المرأة في المجتمع السعودي أكثر نساء العالم العربي خضوعا وخنوعا للرجل والمجتمع. لا يوجد في قاموسها كلمة تمرد او حتى رفض فيما يحتوي على أنواع مفردات القبول والخنوع مثل: نعم.. أمرك..إن شاءلله.. أما كلمة (لا) فهي لا تجرؤ على نطقها لأنها لاتوجد أصلا في قاموسها التي برمجت عليه.

أغلب النساء السعوديات مثلا يعتبرن أن مايقوم به أزواجهن أو اخوانهن أو أي محرم من قضاء لحوائج معينة كأن يأخذها إلى السوق للتسوق أو المستوصف أو العمل أو زيارة الأقارب والأصدقاء هو فضل منه عليها ويستحق الشكر عليه والأمتنان له.

لم تسأل نفسها فيما لو لم يقم هو بهذا العمل من يقوم به غيره بعدما سلبت حريتها وقيادة نفسها. هو مجبر على القيام بهذه الأمور لأنه هو من صادر حريتها وأخذ يذلها بها ومع هذا تشكره لأنه تعطف عليها ببعض هذه الخدمات التي لاتحتاجه فيها لو كانت حرة. وبدلا من أن تطالب بحريتها وترفض أن يقوم هو بحراسة حقها وتقييدها به في كل أمور حياتها تثني عليه على هذا البديل لسلب حريتها وتتودد له حتى لا يتأفف من خدمتها ولا تجرؤ على مخاصمته حتى لاتحرم من خدماته الجليلة وتشكر الله لأنه سخره لها لأنها لولاه لما تحركت خطوة خارج عتبة منزلها.

لم تناقش يوما عقلها لماذا لا أتحرك من دونه هل ان امشلولة أم معاقة أم طفلة صغيرة! من وكله على نفسي حتى يقوم هو بواجبي انا تجاه نفسي ومن ثم يذلني به ويتحكم بي من خلاله!

الرجل السعودي سلب حرية المرأة كي يساومها عليها وهي لاتفهم هذا بل تشكره على تحمله وصبره على خدمته أياها.

وتلك الخدمات هو مجبر عليها وبنفس الوقت لا يريد التنازل عنها لأنه سيفقد سلطته وفوائده منها. وهي غافلة عن حقيقة هذه الخدمات وماورائها بحجة أنه محرمها الواجب طاعته وعدم التنقل بدونه وهذا بفعل دينها اللعين الذي أحط من قدرها وشأنها وجعلها كالأطفال القاصرين الذين لايجوز لهم الخروج بدون أولياء أموروهم. المرأة السعودية قاصرة مدى الحياة حتى لو بلغت التسعين.

ومن صور الخنوع والخضوع لدى المرأة السعودية. هو أن المرأة عندما تطلق أو تترمل وهي بريعان شبابها ترضى وتقنع بما قسمه الله لها ولا تبحث عن زوج أو حبيب بل تدعو الله أن يرزقها وهي بمكانها بزوج آخر. أو أن يعوضها الله في الجنة بزوج صالح يعوضها مافاتها في الدنيا (أبقي قابليني)
ولا تقوم هي بتعويض نفسها أنقيادا لأوامر الدين أو خوفا من الأهل والمجتمع. وتنسى أنوثتها ومشاعرها وأحاسيسها وتصبح جامدة كالجليد الى أن يدق بابها الزوج المنتظر وتقبل به حتى لو كان شبه رجل فهو بالنهاية أسمه (رجل) والرجل/ الزوج في السعودية نادر كالكبريت الأحمر! لفرط التعظيم الذي أحاطه به رجال الدين فهم يصورا للناس أن النساء أكثر من الرجال وأن الرجل بامكانه الحصول على المرأة بسهولة وأنها ضعيفة ومسكينة بدونه. أما هو فلا يعيبه شيء بينما المرأة فكلها عيب!.
وهي تصدق ذالك وبالتالي تنهار ثقتها بنفسها ويخف غرورها وتحتقر أنوثتها التي هي سبب ضعفها وتقدس الرجل مهما كان مركزه في المجتمع وتنظر له نظرة هيبة وأحترام وقدسية وهذا مايريده (شيوخ بني وهاب الكلاب).

المرأة بهذا الحال لا تلتفت إلى نفسها واحتياجتها الأنثوية ترقبا لخاطب محتمل القدوم.
حيث تبقى بانتظاره بكل هوان واستكانة أما الرجل المطلق أو الأرمل فيعيش حياته بطولها وعرضها إذ بامكانه أن يتزوج إذا أراد لاسيما أن النساء السعوديات بإنتظار قدومه المرتقب. فكلهن بانتظار غودو!

المرأة السعودية خاضعة لكل مايملى عليها بدليل أن المحرمات والممنوعات ليست عليها فقط بل على الرجل أيضا ولكن التركيز على المرأة أكثر (وهذا يعود للفكر الذكوري المسيطر على المجتمع ).
فبينما نرى الرجل يتمرد على هذه المحرمات والممنوعات ويقفز عليها ولايجعلها حاجزا بينه وبين رغباته العاطفية الطبيعية. نجد المرأة لا تملك هذه الجرأة وهذا التمرد والسبب هو أنها ليست حرة. والعبد لايملك حق التمرد لأنه (عبد) أما الرجل فبالرغم من هذه المحظورات المفروضه عليه فهو حر لايقيده ولي أمر ولا (محرمة) تأنيث محرم. ولا مجتمع لذالك فهو متى شاء يتمرد ومتى شاء يعصي بكل طيبة خاطر، لا يعيقه عائق لأنه لم يزرع بداخله الخوف والقمع منذ صغره. ولم يألف القيود.
اما المرأة فقد ألفتها وأحبتها وأصبحت تدافع عنها بدلا من تحطيمها والتمرد عليها والثورة ضدها.

لأنها نشأت على الخوف والقمع تصبح المرأة في النتيجة خانعة وخاضعة وقانعة بكل شيئ ايجابيا كان أم سلبيا. وهذه القناعة ليست كنزا لا يفنى بل هي أنقاض سراب مليئ بالأوهام والخرافات..